الأربعاء 2022/08/03

آخر تحديث: 14:55 (بيروت)

زيارة بيلوسي تثير أسوأ أزمة أميركية صينية..وبكين تلوح بعقوبات

الأربعاء 2022/08/03
زيارة بيلوسي تثير أسوأ أزمة أميركية صينية..وبكين تلوح بعقوبات
increase حجم الخط decrease
قالت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي التي التقت قادة تايوان رغم تحذيرات الصين، إن زيارتها لتايبيه برفقة أعضاء في الكونغرس تؤكد التزام الولايات المتحدة تجاه الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي.

وفي خطاب قصير ألقته خلال اجتماعها مع رئيسة تايوان تساي إنغ ون، قبل أن تغادر إلى كروريا الشمالية، قالت بيلوسي: "يواجه العالم اليوم خياراً بين الديمقراطية والاستبداد. لا يزال تصميم الولايات المتحدة على الحفاظ على الديمقراطية هنا في تايوان والعالم صارماً".

من جهتها شكرت تساي بيلوسي على دعمها لتايوان على مدى عقود، ومنحتها وسام "الغيوم المواتية". وركزت رئيسة تايوان في كلمتها على التهديدات الصينية.

والتقت بيلوسي التي تقود وفداً يضم خمسة أعضاء آخرين في الكونغرس الأربعاء، ممثلين من مجلس النواب التايواني.

احتجاجات صينية
في المقابل، أعلنت الصين التي تعلن أن تايوان جزء من أراضيها وتعارض أي مشاركة لمسؤولين تايوانيين مع حكومات أجنبية، عن مناورات عسكرية حول الجزيرة وأصدرت سلسلة من التصريحات القوية بعد وصول الوفد الأميركي إلى العاصمة التايوانية تايبيه مساء الثلاثاء.

وتوعّد وزير الخارجية الصينية وانغ يي الأربعاء، بمعاقبة من يسيء إلى بكين حتماً. وقال على هامش اجتماع لرابطة دول جنوب شرق آسيا: "هذه مهزلة خالصة. الولايات المتحدة تنتهك سيادة الصين تحت ستار ما يسمى بالديمقراطية. سيُعاقب الذين يسيئون للصين حتماً".

كما استدعى نائب وزير الخارجية الصينية شيه فنغ الثلاثاء، السفير الأميركي لدى الصين نيكولاس بيرنز، للاحتجاج على زيارة بيلوسي إلى تايوان، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية الصينية.

واتهم شيه فنغ رئيسة مجلس النواب الأميركي ب"الاستفزاز وتعمد اللعب بالنار"، قائلًا إن ما قامت به "فظيع للغاية". وأضاف أن العواقب ستكون "خطيرة للغاية".

وذكر المسؤول الصيني أن الحكومة الأميركية كان ينبغي لها أن تمنع بيلوسي من "التصرف بتهور، لكنها سمحت لها بمواصلة زيارتها، مما أدى إلى تفاقم التوترات وألحق أضراراً بالغة بالعلاقات بين الصين والولايات المتحدة". وأضاف أن الصين "ستتخذ إجراءات مضادة ضرورية وحاسمة"، وأكد أن بلاده "تفعل ما تقوله".

أزمة ممتدة
ويرى الكاتب جوش روجين في مقال بصحيفة "واشنطن بوست"، أن التأثير الأكبر لزيارة بيلوسي إلى تايوان سيظهر بعد عودتها إلى واشنطن وسيستمر على مدى أسابيع وشهور وسنوات. وأضاف أن وتيرة وشدة المنافسة بين الولايات المتحدة والصين سترتفع لا محالة، مما يغير العلاقة إلى الأبد، مع وقوع تايوان في المنتصف.

وأشار الكاتب إلى أن رد بكين، بحسب مصادر في الإدارة، سيأتي على مراحل وليس بشكل أساسي في المجال العسكري، وهو ما يمكن أن يغير العلاقة بين البلدين إلى الأبد ويعرض تايوان لألم طويل الأمد.

وبحسب الكاتب فإن تلك المصادر ترى أن انتقام بكين على المدى القريب من المرجح أن يستهدف اقتصاد تايوان، وهو ما ظهرت بوادره عندما أعلنت الحكومة الصينية قبل هبوط بيلوسي عن فرض حظر على أكثر من 100 سلعة تصدير تايوانية.

وعلى المدى الطويل، من المرجح أن تستغل بكين الزيارة كذريعة لإجراء تغييرات في موقفها العسكري تجاه تايوان، مما يوسع التفوق العسكري الصيني عبر مضيق تايوان. ويمكن أن تكثف الصين هجماتها أيضاً على الإنترنت وحرب المعلومات على تايوان في مجالات الحرب السيبرانية والمعلوماتية، مما يزيد من تهديد السكان. كما أغلقت الصين أمس تطبيق التواصل الاجتماعي "ويبو" في تايوان.

وختم الكاتب مقاله بالإشارة إلى ما وصفه بالجانب المشرق في الأمر، وهو أن رد فعل بكين المفرط على زيارة بيلوسي قد يؤدي إلى قيام تايوان ودول أخرى بتسريع خططها الخاصة لتقليل اعتمادها على الصين. ومن المتوقع أن يرتفع استخدام بكين للإكراه الاقتصادي والعدوان العسكري بمرور الوقت، ولذلك يجب زيادة الجهد الدولي لدعم تايوان عسكرياً واقتصادياً ودبلوماسياً وفقاً لذلك.

الصين الواحدة
ومنذ عام 1979، وافقت الولايات المتحدة على الاعتراف بسياسة "صين واحدة". ويعني ذلك أن الولايات المتحدة تعترف بموقف الصين، وأن هناك حكومة صينية واحدة فقط. وبموجب هذه السياسة، تتمتع الولايات المتحدة بعلاقات رسمية مع الصين، وليس تايوان.

لكن الولايات المتحدة لا تزال تدعم الجزيرة وقد وعدت بمساعدتها في الدفاع عن نفسها، بما في ذلك إمدادها بالأسلحة.

وتمثل سياسة "صين واحدة" حجر الزاوية الرئيسي للعلاقات الصينية-الأميركية. ويهدد الحزب الشيوعي الحاكم في الصين باستخدام القوة، إذا أعلنت تايوان استقلالها رسمياً.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها