الثلاثاء 2022/08/02

آخر تحديث: 14:11 (بيروت)

الاحتلال يعتقل قيادياً بارزاً ل"الجهاد"..ويعلن الاستنفار على حدود غزة

الثلاثاء 2022/08/02
الاحتلال يعتقل قيادياً بارزاً ل"الجهاد"..ويعلن الاستنفار على حدود غزة
© Getty
increase حجم الخط decrease
تعاملت إسرائيل مع عمليتها العسكرية التي نفذتها في مخيم جنين ليل الاثنين، كعملية مُغايرة لسابقاتها؛ كونها أسفرت عن اعتقال "صيد ثمين" هو القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بسام السعدي، الأمر الذي صعّد وتيرة المخاوف الإسرائيلية من رد محتمل ل"الجهاد" خلال الساعات القادمة.
ونتيجة لذلك، دفعت العملية المذكورة إلى إعلان جيش الاحتلال عن تأهب أمني على طول حدود قطاع غزة جنوباً؛ خاصة وأن الاعتقال طاول أحد قياديي الجهاد البارزين في الضفة الغربية.

استهداف السعدي
الصحافي علي سمودي الذي واكب عملية اقتحام القوات الإسرائيلية الخاصة للمخيم، قال ل"المدن"، إن الاحتلال يلاحق السعدي منذ سنوات، معتبراً أنه مستهدف أكثر من كونه مطلوباً، ذلك أنه من أبرز رموز حركة الجهاد الإسلامي في الضفة، علاوة على أنه أحد مؤسسي الحركة، وقد تعرض للإبعاد إلى "مرج الزهور" قبل أكثر من ثلاثين عاما، وتعرض للاعتقال على يد الاحتلال مرات عديدة.
مع العلم، أن السعدي فقد نجليه التوأم في الانتفاضة الثانية، كما استشهد ابن أخيه المسمى على إسمه.
وفور عملية الإعتقال، أعلنت جهات عسكرية إسرائيلية أن السعدي متهم ببذل جهود لبناء بنية عسكرية في شمال الضفة، بموازاة تعزيز التعاون العسكري مع فصائل أخرى، وهو ما دفع إسرائيل إلى الإدعاء بأن أنشطة السعدي هي من بين عوامل التصعيد في جنين.
وبينما تعتقد الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن اعتقالها رموزاً وقيادات في جنين، من شأنه أن يقوض المقاومة المسلحة في المحافظة، ويمنع امتداد هذه الحالة إلى محافظات أخرى بالضفة، رأى سمودي أن اعتقال السعدي سيتسبب بمزيد من الغضب والتوتر، بدليل أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية نشرت صورتين لبسام السعدي، لأول مرة، كي تؤكد أنه بحالة صحية جيدة، رغم الإصابة التي تعرض لها خلال الاعتقال العنيف له، وذلك في محاولة منها لتهدئة الجهاد ومنع التصعيد في الجبهة الجنوبية.
في المقابل، أعلن جيش الاحتلال أنه اعتقل الستيني بسام السعدي برفقة نائبه وصهره أشرف زيدان البالغ من العمر 37 عاماً، حيث تم اقتحام المخيم لاعتقالهما، بعد ورود معلومات من جهاز الاستخبارات الإسرائيلية (الشاباك). وقامت قوة إسرائيلية "مُستعربة" بفرض حصار على المنزل الذي تحصن فيه السعدي ونائبه، قبل أن يتم اعتقالهما، وسط اشتباكات مسلحة مع مقاتلين من "سرايا القدس" و"كتائب الأقصى"، ما أسفر أيضاً، عن استشهاد ضرار الكفريني، أحد مقاتلي الجهاد.

تصعيد مفتوح
ونقل الإعلام العبري عن جهات أمنية في تل أبيب قولها إن السعدي حاول مقاومة الاعتقال، ما أدى إلى إصابته بجروح طفيفة، وذلك منعاً لأي تصعيد، بعد تهديد حركة الجهاد لاسرائيل بدفع الثمن الغالي، في حال وجود خطر على حياة الشيخ السعدي.
وفيما أكد القيادي في الجهاد الإسلامي خالد البطش أن جميع الاحتمالات مفتوحة، وأن العنوان الأساس هو حياة السعدي، بالترافق مع إعلان "سرايا القدس" رفعها للجاهزية القصوى، سارع الجيش الإسرائيلي إلى اتخاذ ما وصفها ب"إجراءات وقائية" في الجبهة الجنوبية، حيث أغلق جميع الطرقات المحاذية للقطاع أمام تنقل الحافلات والمركبات الإسرائيلية، تحسباً لأي عمليات قنص، وسط تحذيرات ساخنة من إطلاق قذائف صاروخية خلال الساعات المقبلة.
من جانبه، قال قيادي من الجهاد الإسلامي ل"المدن"، إن الوسيط المصري أجرى اتصالات مكثفة مع حركته في الساعات الأخيرة، لمنع التصعيد، لكن القيادي رفض تحديد وجهة حركته الميدانية، قائلاً إن "السرايا تقدّر الموقف".
بيدَ أن مصدراً من حركة حماس" في غزة أوضح ل"المدن"، أن الرد المحتمل محصور بالجهاد الإسلامي فقط، وأن "سرايا القدس" ستحاول الرد من غزة، لكنه استبعد أي إمكانية للتصعيد على هذه الخلفية.
وبيّن أن خروج وفد حمساوي من غزة إلى القاهرة، سيركز على منع التصعيد، خاصة بعد واقعة اعتقال السعدي، واستمرار تهدئة الجبهة الجنوبية، بموازاة إجراءات إسرائيلية ومصرية لتسهيل حياة السكان في قطاع غزة.
وكشف المصدر عن أن ذهاب وفد من حماس إلى العاصمة المصرية، في هذا التوقيت، لمعالجة مسائل ملحة، بما فيها ملف الأسرى، خاصة بعدما كشفت كتائب القسام، في الأيام الأخيرة، عن استشهاد أحد كوادرها وإصابة ثلاثة آخرين مكلفين بحراسة أحد الجنود الأسرى، نتيجة قصف إسرائيلي في الحرب الأخيرة. وتركت القسام الحالة الصحية للجندي الأسير، وكذلك هويته، طيّ الكتمان.
وتحدثت مصادر مطلعة من غزة ل"المدن"، عن جملة من الأسباب التي تجعل حماس غير راغبة بالذهاب لأي تصعيد ميداني جديد، أبرزها ملف الأسرى، حيث تنشغل، في هذه الأثناء، بسبل استخدام الأوراق اللازمة لتحريك الملف المجمد على مدى سنوات.
وأما السبب الثاني، فهو عسكري، حيث يتمثل باقتناص جيش الاحتلال أي فرصة للتصعيد لتوجيه ضربات موجعة لأنشطة التصنيع العسكري التي تقوم بها القسام، وخاصة ما يتعلق بتطوير الطائرات المُسيّرة. في حين يمكن السبب الثالث، بالواقع الاقتصادي والاجتماعي في القطاع، وحتى الإقليمي، والذي يقتضي تأجيلا لأي معركة جديدة، خاصة وأنها خرجت من حرب كبيرة لم يمر عليها سنة ونيف.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها