الجمعة 2022/08/19

آخر تحديث: 18:28 (بيروت)

تباينات "حماس" و"الجهاد" تثير شكوكاً بجدوى "الغرفة المشتركة"

الجمعة 2022/08/19
تباينات "حماس" و"الجهاد" تثير شكوكاً بجدوى "الغرفة المشتركة"
increase حجم الخط decrease

لجأت حركة "حماس" وحركة "الجهاد الاسلامي" الى "غرفة العمليات المشتركة" لمعالجة "التباينات" بينهما، حيث نفى الطرفان الأنباء عن توتر بين الحركتي إثر استفراد إسرائيل بالأخيرة، عبر استهدافها بعملية عسكرية مكثفة قبل أسبوعين في قطاع غزة، وصولا إلى نشر نبأ عن انسحاب "سرايا القدس" من "الغرفة المشتركة" للمقاومة في القطاع، كدلالة على تزايد غضب الحركة من "حماس"؛ لعدم اشتراكها في المعركة.

ونفى الناطق باسم حركة "حماس"، حازم قاسم، لـ"المدن" انسحاب "سرايا القدس" الذراع العسكرية للجهاد الإسلامي من الغرفة "المشتركة" التي تضم الأذرع العسكرية للفصائل في قطاع غزة. كما قلّل من مصداقية الأنباء التي تتحدث عن وجود توتر أو خلاف بين "حماس" و"الجهاد".

وأوضح قاسم أنه منذ بداية المعركة الأخيرة في غزة، "صدر موقف موحد من "الغرفة المشتركة" الجامعة لفصائل المقاومة، بما فيها "حماس"، إذ شدد على ضرورة الرد على جرائم الاحتلال"، مشيرا إلى أن الغرًفة "المشتركة"، "لا تزال قائمة، ولم ينسحب أحد منها، بل أن المتحدث بإسم حماس قال إن هناك بحثاً مستمرا بين "الجهاد" و"حماس" حول آليات تعزيز هذه الغرفة التنسيقية وتقويتها؛ بإعتبارها "إنجازا وطنيا" وتمثل تنسيقا غير مسبوق في المشهد الفلسطيني".

ورداً على سؤال "المدن" بشأن ما إذا كانت هناك تباينات بين "الجهاد" و"حماس" بشأن الميداني والسياسي، حاول حازم قاسم التفريق بين الخلاف والتباين، مشيراً إلى أنه "لا خلاف أو توتر بين الطرفين"، لكنه أقرّ، في الوقت ذاته، بوجود اجتهادات ميدانية دائمة بين الطرفين"، لافتاً الى أن إحدى مهمات"الغرفة المشتركة"هو حل ومعالجة أي تباينات تحصل بينهما. 

ووصف قاسم التباينات الحاصلة بين الطرفين بـ"الطفيفة"، مجدداً تأكيده أن "حماس" والجهاد" هما الحليفان الأكبر على صعيد الرؤية الفكرية للمقاومة.

وحول مصير "الغرفة المشتركة"، أكد قاسم أن جميع الفصائل في غزة بما فيها "الجهاد"، ترغب بالمحافظة على استمرارية هذه الغرفة وتطويرها، من منطلق أنها "إنجاز وعمل تنسيقي مشترك، واستثنائي بالحالة الفلسطينية".

في المقابل، أكد مصدر من حركة "الجهاد الإسلامي" لـ"المدن" أنه لا يوجد قرار رسمي من الجهاد بـ"الإنسحاب من الغرفة المشتركة للمقاومة"، على ضوء العدوان الإسرائيلي الأخير على الجهاد، دونما مشاركة من حماس.

لكنّ المصدر اعترف بأن "الجهاد" باتت تتعامل مع "الغرفة المشتركة" على أساس أنها "جسم تنسيقي ومجرد بيانات"، وأن وجود الجهاد فيها من عدمه لم يعد ذا أهمية.

وبهذا المعنى، يرى المصدر من "الجهاد" أنه بالرغم من عدم وجود إعلان أو قرار رسمي من الحركة، إلا أن الجهاد لم تنسحب من الغرفة، لكن "الجهاد تتعامل معها، ضمناً، على أساس أن هذه الغرفة الموحدة قد تقلص دورها، فلم تعد جسماً يوحّد عمل المقاومة المشترك"، على حد قوله.

واعتبر المصدر أن دخول "الجهاد" إلى المعركة الأخيرة، منفردة، "هو بمثابة انسحاب عملي من الغرفة المشتركة"، ولكن غير معلن، مع الإبقاء على حضور "الجهاد" بها في إطار تنسيقي عام، مكرراً وصفه لهذه الغرفة بـ"مصدرة بيانات موحدة".

وهنا، يعبر المصدر من الجهاد عن غضبه من وجود اختلاف بالأولويات وطريقة إدارة المعركة بين حركته و"حماس". وكشف عن وجود توتر وغضب يسود قاعدة وعناصر الجهاد الاسلامي في غزة، لما اعتبروه "انكشاف ظهرهم في غزة"، بسبب "تخلي حماس عنهم خلال المعركة".

وأشار إلى مقالات رأي لكتاب محسوبين على "حماس" قللوا من قيمة المعركة التي خاضتها "الجهاد"، ما دفع إلى تأجيج مشاعر أعضاء ونشطاء الجهاد.

ودفعت هذه الأجواء المتوترة إلى تفاهم بين قيادتي "الجهاد" و"حماس" على ضرورة وقف التراشق الاعلامي، الأمر الذي أدى إلى نشر تعميم من قيادة الحركتين إلى قواعدهما بسحب أي منشورات أو كتابات تتهجم على بعضهما البعض، وأن يتم التركيز على وحدة الدم والمقاومة، وفق ما كشفته مصادر من الحركتين لـ"المدن". 

والحال أن الخلاف الذي يتجلى إعلامياً يبدو وكأنه يتمحور في إطار العتب والمشاحنة بين قواعد الحركتين الاسلاميتين، أكثر من كونه معلناً من قبل القيادات العليا، إلا أن إيران ليست بعيدة من التوتر الحاصل بين الفصيلين الفلسطينيين؛ وذلك لأن المعركة الأخيرة مثلت اختباراً فاشلاً لرؤية "وحدة الساحات" التي روجت لها الجمهورية الاسلامية. فتساءلت طهران: "ماذا يضمن أن تشارك حماس في أي معركة مقبلة، إذا ما تعرضت إيران لهجوم إسرائيلي؟"

يُشار الى أن إعلان كتائب "القسام" أخيراً عن حضور الحرس الثوري الإيراني في حروب غزة، كـ"منسق استخباراتي وعسكري مع غرفة المقاومة المشتركة"، كان بطلب مباشر من طهران، بحسب مصادر "المدن"، وهو ما يدل على رغبة إيرانية جامحة بتكثيف ذكر اسمها في الميدان الفلسطيني؛ لأسباب تكتيكية مرتبطة بالمصلحة الإيرانية، في هذا التوقيت تحديداً. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها