الجمعة 2022/08/19

آخر تحديث: 16:15 (بيروت)

أردوغان:ليست مشكلتنا بهزيمة الأسد أم لا..المطلوب خطوات متقدمة بسوريا

الجمعة 2022/08/19
أردوغان:ليست مشكلتنا بهزيمة الأسد أم لا..المطلوب خطوات متقدمة بسوريا
increase حجم الخط decrease
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة إنه ليست لدى تركيا أي أطماع في أراضي سوريا، قائلاً: "السوريون أشقاؤنا، ونولي أهمية لوحدة أراضيهم، ويتعين على النظام إدراك ذلك"، مشيراً الى انه "ليست لدينا مشكلة في هزيمة الأسد أم لا"، ودعا الى مصالحة بين النظام والمعارضة.

ولفت أردوغان في تصريحات إلى الصحافيين على متن الطائرة خلال عودته من زيارته لأوكرانيا إلى أنه "يتوجب الإقدام على خطوات متقدمة مع سوريا يمكننا من خلالها إفساد العديد من المخططات في هذه المنطقة من العالم الإسلامي"، مؤكداً التزام بلاده بوحدة الأراضي السورية.

ونقلت وكالة الأناضول عن أردوغان قوله: "منذ البداية أصدرت تصريحات تحترم سلامة أراضي سوريا، ونعلن أن المعارضة والنظام بحاجة إلى مصالحة في سوريا، والنظام يريد حلاً عسكرياً، لكن الحل النهائي هو الحل السياسي"، مضيفاً: "ليست لدينا مشكلة في هزيمة الأسد أم لا".

وذكّر أردوغان أنه مع كل الخطوات المتخذة في سوريا، خاصة في شمالي سوريا، من شرق وغرب نهر الفرات إلى البحر الأبيض المتوسط، هناك "قتال ضد الإرهاب في العمل الذي يتم تنفيذه مع الروس".

وقال الرئيس التركي إن "الولايات المتحدة وقوات التحالف كانوا أول من دعم الإرهاب في سوريا وقاموا بذلك من دون رحمة وهم مستمرون في ذلك"، على حد تعبيره.

وأشار أردوغان إلى أنه ناقش مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، هذه الأمور أيضاً خلال زيارته إلى سوتشي، وقال: "آمل أن يتم وضع دستور الفترة المقبلة في أقرب وقت ممكن في سوريا، وسيتم تأمين ذلك وسيتم اتخاذ خطوات لحل جميع المشاكل".

وتدعم تركيا فصائل المعارضة شمال غربي سوريا، حيث تحظى أنقرة بنفوذ وقواعد عسكرية، بينما تدعم روسيا النظام السوري الذي يسيطر على مناطق حيوية في سوريا، كالعاصمة دمشق وحلب وحمص وحماة والساحل. وتسيطر "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من واشنطن على الشمال الشرقي وتعتبرها أنقرة امتداداً لـ"حزب العمال الكردستاني".

الحوار مع النظام
وأوضح الرئيس التركي أنه لا يمكنه مطلقاً استبعاد الحوار والدبلوماسية مع سوريا، حيث قال ردّاً على سؤال عن إمكانية إجراء محادثات مع دمشق إن الدبلوماسية بين الدول لا يمكن قطعها بالكامل، وذلك في نبرة أقل حدّة من تصريحاته السابقة.

وجاء في تصريحات أردوغان: "كنا دائماً جزءاً من الحل، وأخذنا على عاتقنا تحمل المسؤولية حيال سوريا، وهدفنا الحفاظ على السلام الإقليمي وحماية بلادنا من التهديدات الخطيرة الناجمة عن الأزمة".

وكان وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، كشف في 11 من آب/أغسطس، عن أنه أجرى محادثة "قصيرة" مع وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد على هامش اجتماع "حركة عدم الانحياز" الذي عُقد في تشرين الأول/أكتوبر 2021 في العاصمة الصربية بلغراد.

واعتبر أوغلو أن من الضروري "تحقيق مصالحة بين المعارضة والنظام في سوريا بطريقة ما"، مضيفاً أنه لن يكون هناك "سلام دائم دون تحقيق ذلك".

العملية التركية
وتأتي هذه التصريحات في وقت يهدد فيه أردوغان بشن عملية عسكرية في سوريا تستهدف فصائل كردية يعدّها جزءاً من حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة منظمة إرهابية.

وقال أردوغان: "في الوقت الذي توجد فيه تركيا في الميدان، فإن ركيزتها الدبلوماسية لا تترك أبداً الجانب الدبلوماسي على الصعيد الميداني".

وأضاف: "نحن نعلم أنشطة منظمة "حزب العمال الكردستاني"، وكيف يتم توجيه أمن حدود تركيا إلى المحاورين الروس والأميركيين".

وأضاف أن قوات الأمن والمخابرات ووزارة الدفاع الوطني التركية على اتصال مع روسيا في كل خطوة تتخذها في سوريا.

وبين 2016 و2019 شنّ الجيش التركي 3 عمليات كبيرة في شمال سوريا استهدفت فصائل مسلحة وتنظيمات كردية، وتقول تركيا إنها تريد إقامة "منطقة أمنية" بطول 30 كيلومتراً على حدودها الجنوبية.

تحذيرات حقوقية
وحذرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقرير نشرته الأربعاء، من تداعيات أي عملية عسكرية تركية جديدة محتملة في شمالي سوريا، معربةً عن مخاوفها حيال تداعيات العملية على اللاجئين والنازحين، وآثارها على المحتجزين بتهمة انتمائهم لتنظيم "داعش".

وأوضحت الوثيقة أن التوغلات العسكرية التركية السابقة "حافلة" بالانتهاكات الحقوقية، وأن الأراضي التي تسيطر عليها تركيا اليوم عبر الفصائل السورية المعارضة المدعومة من قبلها، يوجد انتهاك لحقوق المدنيين وتقييد لحرياتهم دون مساءلة.

ومنذ أيار/مايو 2022، يُهدد الرئيس التركي بتوغل عسكري في شمالي سوريا، يستهدف مدينتي تل رفعت ومنبج في ريف حلب، حيث تخضع المدينتان،  لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها