الخميس 2022/07/07

آخر تحديث: 11:15 (بيروت)

القضاء على "سرية أنصار أبي بكر"..كذبة اخترعتها تحرير الشام؟

الخميس 2022/07/07
القضاء على "سرية أنصار أبي بكر"..كذبة اخترعتها تحرير الشام؟
increase حجم الخط decrease
شكّك السلفيون المناهضون لهيئة تحرير الشام في إعلان الجهاز الأمني التابع لها عن اعتقال عناصر "سرية أنصار أبي بكر" التي تبنت معظم العمليات والتفجيرات التي استهدفت الأرتال والعربات العسكرية التابعة للجيش التركي خلال العامين الماضيين في إدلب.

القضاء على السرية
وأكد جهاز الأمن العام التابع لتحرير الشام في بيان مقتضب، القضاء بشكل شبه كامل على نشاط السرية في إدلب. وأتبع البيان بتسجيل مصور للمتحدث الرسمي باسم الجهاز ضياء العمر الذي شرح مطولاً تفاصيل العمليات الأمنية التي استهدفت السرية وأدت إلى اعتقال معظم عناصرها وقياداتها.
وذكر العمر في التسجيل أبرز العمليات التي نفذتها السرية والتي استهدفت الجيش التركي والتشكيلات العسكرية التابعة لتحرير الشام وعدداً من فصائل الجبهة الوطنية للتحرير المنتشرة في إدلب. 
وأضاف العمر أنهم "دهموا معظم المواقع التي كان يتحصن فيها عناصر السرية ويجهزون بداخلها العبوات الناسفة، وصادروا الأدوات الإجرامية التي كانوا يستخدمونها في قتل الأبرياء وزعزعة الأمن والاستقرار في منطقة إدلب". وتابع أن "ملاحقة فلول أفراد العصابة على أشدّها، حتى إلقاء القبض عليهم جميعاً، وإحالتهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم".

توقيت الإعلان
وقالت مصادر سلفية ل"المدن"، إن "عناصر السرية الذين ظهرت صورهم في الإعلان الأخير للجهاز الأمني في تحرير الشام اعتقلوا في أوقات سابقة، وبعضهم مضى على اعتقاله أكثر من عام، وقد اختارت تحرير الشام هذا التوقيت لتحقق مكاسب دعائية في إطار الترويج لنفسها كتنظيم يحارب الإرهاب والتطرف، وجهازها الأمني قادر على ضبط الأمن وملاحقة خلايا التفجيرات، وكذلك تهدف إلى التقرب من الأتراك وتحسين العلاقة معهم بعدما توترت على خلفية الصدامات التي شهدتها منطقة عفرين خلال شهر حزيران الماضي".
وأضافت المصادر "إذا أرادت تحرير الشام إقناعنا بجدية عملها الأمني، وبحقيقة وجود هذه السرية، كان الأولى أن تقيم محاكمات علنية للمتهمين لا أن تتم التحقيقات وتنفذ الأحكام بحق العناصر بشكل سري، وهو ما جرت عليه العادة في معظم العمليات التي يعلن عنها الجهاز الأمني، وبالأخص تلك التي تستهدف التنظيمات السلفية وعناصر خلايا تنظيم داعش".
ويرى فريق من السلفيين أن سرية أبي بكر من اختراع تحرير الشام، وقد حان وقت إنهاء وجودها بعدما أدت المهام الموكلة إليها في الضغط على الجيش التركي وتشكيلها هاجساً أمنياً للأرتال العسكرية التي كانت تتجول بين النقاط والقواعد العسكرية المنتشرة بريف إدلب، وهو ما كان سبباً في تنامي دور الجهاز الأمني وتطويره وحصوله على معدات متطورة خلال العامين الماضيين.
وبحسب السلفيين، كان وجود السرية أيضاَ مبرراً لزيادة التنسيق الأمني بين الجيش التركي وتحرير الشام، فالمرافقة العسكرية للأرتال التي وفرتها الأخيرة كانت ضرورة ملحة لتفادي الهجمات.

منشقون سابقون!
ورجح فريق آخر من السلفيين المناهضين لتحرير الشام أن تكون السرية المفترضة هي مجموعة من المنشقين السابقين الحاملين لأفكار التكفير التي زرعها في عقولهم الشرعيون في الفترة ما قبل العام 2017، عندما كانت تحرير الشام تكفر بشكل علني الجيش التركي وكل من يتعامل معه. 
وقال القاضي السابق في تحرير الشام عصام الخطيب على "تلغرام"، إن "تحرير الشام كانت تدرس عناصرها وتقنعهم أن الأتراك كفار، وتثبّت ذلك في عقولهم من خلال كبار الشرعيين والقادة كأبو محمد الجولاني والشيخ عبد الرحيم عطون وأبو الفتح الفرغلي، وعندما يستهدف هؤلاء العناصر أرتال الجيش التركي فالهيئة تلاحقهم وتسجنهم، ألا يجب على قيادة تحرير الشام وشرعييها أن يتراجعوا أولاً عن فتوى تكفير الأتراك قبل محاكمة العناصر الذين عملوا بفتاويهم".
وسبق أن أعلنت تحرير الشام خلال العام 2021 اعتقال عدد من عناصر وقادة "سرية أنصار أبي بكر" في إدلب، ففي منتصف تشرين الأول/أكتوبر 2021، قال الجهاز الأمني في تحرير الشام إنه ألقى القبض على المدعو أحمد سعد الدين الجاسم أحد أهم القيادات في السرية والذي كان مسؤولاً عن عمليات التفخيخ.
وأهم التفجيرات التي تبنتها السرية كانت خلال العام 2021، إذ فجرت السرية عبوة ناسفة على الكورنيش الشرقي لمدينة إدلب أثناء مرور رتل للجيش التركي في 10 آب/أغسطس، وقالت في بيان حينها، إنها "استهدفت الرتل ثأراً لقتلى المسلمين في المخيمات والحدود على أيدي الجنود الأتراك". وأعلنت السرية في 11 أيار/مايو من العام نفسه، مسؤوليتها عن استهداف رتل للجيش التركي بعبوة أخرى على طريق باب الهوى شمال إدلب، ما أدى لإعطاب عربة وقتل وإصابة عدد من الجنود الأتراك.
وفي 27 من نيسان/أبريل 2021، أعلنت السرية مسؤوليتها عن استهداف رتل للجيش التركي بعبوة ناسفة على طريق أريحا ما أدى لإعطاب عربة تركية، وفي 15 من آذار/مارس قالت السرية في بيان نشرته عل تلغرام، إن "استهداف رتل لجيش الناتو التركي في مدينة إدلب بعبوة ناسفة دمرت ناقلة وقود عسكرية في مدخل المنطقة الصناعية لمدينة إدلب".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها