الإثنين 2022/07/04

آخر تحديث: 19:24 (بيروت)

كيف تواجه واشنطن الاستفزازات الروسية والايرانية في الشرق الاوسط؟

الإثنين 2022/07/04
كيف تواجه واشنطن الاستفزازات الروسية والايرانية في الشرق الاوسط؟
increase حجم الخط decrease
قالت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير حول تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وكل من روسيا وإيران في الشرق الأوسط، إن المناورات الروسية والإيرانية ضد المصالح الأميركية في الشرق الأوسط دفعت القائد العسكري الجديد في المنطقة إلى التفكير بكيفية إعادة تأسيس الردع دون إثارة صراع أوسع وسط عدم الاستقرار العالمي الذي سببته الحرب في أوكرانيا.

وعلقت الصحيفة على الغارة الروسية على موقع عسكري يديره مقاتلو المعارضة في الشمال السوري حيث ذكر مسؤول عسكري أميركي أن المسؤولين العسكريين الروس أخطروا الأميركيين قبل 35 دقيقة فقط من الغارة.

واستهدفت هجمات روسيا منتصف شهر حزيران/يونيو قاعدة التنف التابعة للتحالف الدولي في سوريا رداً على هجوم مزعوم ضد قوات النظام السوري.

وفي مواجهة مجموعة من التحديات، من الحرب الروسية في أوكرانيا، وسعي الصين إلى الهيمنة الإقليمية في المحيط الهادئ، إلى الصراع الدائر في الشرق الأوسط، تتطلع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إعادة ترتيب الأولوليات، بينما حلفاؤها الرئيسيون في الشرق الأوسط مثل المملكة العربية السعودية والإمارات وإسرائيل بدأ ينفذ صبرهم ويدركون تماماً أن اهتمام واشنطن ورأس المال الحربي يتم جذبهما إلى أماكن أخرى.

ونقلت الصحيفة عن رافايل كوهين، الباحث في الاستراتيجية والعقيدة العسكرية في مؤسسة "RAND" قوله: "السؤال الأكبر الذي يتعين على صانعي السياسة في الولايات المتحدة مواجهته هو أنه في مرحلة ما، فإن الإماراتيين والسعوديين والإسرائيليين وغيرهم من الحلفاء في الشرق الأوسط، إذا كانوا لا يعتقدون أن الولايات المتحدة ستردع إيران من تلقاء نفسها، فإنهم سيبحثون عن طرق لردعها بأنفسهم". الأمر الذي يخلق أولوية جديدة عند الولايات المتحدة لإثبات قدرتها على الردع وتساءلت: "ما مدى المضايقات التي تستطيع الولايات المتحدة تحملها، وكيف يمكنها ردع الخصوم عن اختبار الخطوط الحمراء لواشنطن؟".

لم يُصب أي من الأفراد الأميركيين في الضربة الروسية على التنف. وتنقل الصحيفة عن الجنرال مايكل إريك كوريلا، الذي تولى قيادة القيادة المركزية الأميركية هذا الربيع، أن الحادث جزء من محاولة أوسع من قبل أعداء الولايات المتحدة لتأكيد الهيمنة في المنطقة مع المراهنة على أن الولايات المتحدة لن تقوم برد قوي. وأضاف كوريلا "سوف يدفعون إلى ما يعتقدون أنه حدود احتمالنا ثم يعيدون إنشاء خطوطنا الحمراء".

وشهد شهر حزيران/يونيو حالات متعددة لما وصفه المسؤولون العسكريون الأميركيون بأفعال "استفزازية" أو "تصعيدية" أو "غير آمنة وغير مهنية" من جانب روسيا وإيران. فقد وثّق الأميركيون قيام الطائرات الروسية بتهديد الطائرات العسكرية الأميركية فوق سوريا من خلال مناورات لم تلتزم ببروتوكولات منع الاشتباك القائمة منذ فترة طويلة والتي تتطلب موافقة الطرفين على العمليات المخطط لها وليس مجرد تحذير كل منهما الآخر.

تزامن التوتر مع روسيا مع تصعيد الاستفزازات من قبل إيران ووكلائها، بما في ذلك ما حدث مؤخراً في الخليج العربي عندما اقتربت قوارب الحرس الثوري الإيراني من السفن الحربية الأميركية لمسافة 50 ياردة. ويشير كوريلا إلى تحليل نشرته شبكة "أن بي سي نيوز" مؤخراً، عددت فيه 29 هجوماً ضد أهداف أميركية منذ تشرين الأول/أكتوبر من دون أي رد أميركي قوي.

ولا تزال قاعدة التنف، الواقعة على طول الحدود السوري مع الأردن والعراق، تحمل ندوباً لهجوم الميليشيات الإيرانية في شهر تشرين الأول/أكتوبر، حيث تظهر العلامات على المكان الذي ضربت فيه طائرات من دون طيار المجمع بالقرب من مركز القيادة للجيش الأميركي.

وتنقل "واشنطن بوست" عن مسؤولين أن لدى الجيش الأميركي قوة نيران كافية لصد أي هجوم، لكن تظل غير مستخدمة لأن المخاطر المتصورة للرد بقوة تعتبر عالية جداً، حيث أن آخر ما تريده الولايات المتحدة بحسب كوريلا، البدء بنزاع مع روسيا.

وتشير إلى أن الإعتداءات الروسية أدت إلى خلل في التوازن في الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة، كما أن إيران تحاول دائماً إختبار الخطوط الحمراء الأميركية ورسم خطوط جديدة،  وتنقل عن مسؤول أميركي أن الخوف من قوة الولايات المتحدة قد تلاشى خلال السنوات العشرين الأخيرة. فبعد عقود من الحرب في أفغانستان والعراق، تقوم الولايات المتحدة بتقليص حجمها وهو ما يخلق فرصاً للخصوم كي يثبتوا قوتهم.

وعلى الرغم من أن التصعيد الروسي في الشرق الأوسط، كما ترى الصحيفة، سببه الموقف الأميركي من الحرب الأوكرانية، والتصعيد الإيراني يرتبط بالملف النووي والعقوبات الأميركية، إلا أن هناك عنصراً آخر يلعب دوراً مهماً، حيث لم تُظهر إدارة بايدن التساهل نفسه الذي تبناه الرئيس دونالد ترامب تجاه روسيا، ولا التشدد ذاته تجاه إيران. فإدارة بايدن اعتمدت التحدي تجاه موسكو والدبلوماسية مع طهران.

يعود ذلك بحسب ما تنقل الصحيفة عن مسؤولين أميركيين، إلى أن أولوية الولايات المتحدة تكمن في حماية المواطنين الأميركيين في الخارج. ونقلت عن متحدث باسم مجلس الأمن القومي رفض الكشف عن اسمه، أن إدارة بايدن تصرفت بسرعة لردع هجمات مدعومة من إيران التي باتت تدرك جيداً أن الولايات المتحدة مستعدة للرد بشكل مباشر على أي تهديد ضد الأفراد الأميركيين.


increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها