كتيبة الانغماسيين:تحرير الشام تؤسس لواء علي بن أبي طالب

أعلن لواء علي بن أبي طالب التابع لهيئة تحرير الشام في إدلب عن تأسيس كتيبة الانغماسيين واستعداده لاستقبال المزيد من المتطوعين الجدد في صفوف الكتيبة الناشئة شريطة الالتزام بالقوانين والنظام الداخلي للكتيبة، وأن يكون المتطوع عازباً، وخالياً من الأمراض والإعاقات الجسدية، فالكتيبة بحسب الإعلان ستتبع برنامجاً تدريبياً قاسياً لتأهيل عناصرها بدنياً وعسكرياً ليكونوا قادرين على تنفيذ المهمات العسكرية النوعية التي ستوكل إليهم.

وقال أبو بكر الحمصي، وهو أحد قادة تحرير الشام، ل"المدن"، إن "الكتيبة التي أعلن عن تأسيسها ليست الوحيدة، إنما تشمل هذه الخطوة جميع التشكيلات العسكرية التابعة للجناح العسكري، وقد أطلق على المشروع اسم كتائب خالد بن الوليد، وبدأ العمل على إطلاقه منذ بداية العام 2022".

هجمات نوعية

وأضاف الحمصي أن "كتائب الانغماسيين تضم عدداً من السرايا الموزعة على الألوية العسكرية كافة، وسيكون لها تواجد في معظم نقاط الدفاع والهجوم في الخطوط الأمامية، ويختص مقاتلوها في عمليات الإغارة والانغماس وتنفيذ الهجمات النوعية ضد نقاط وقواعد العدو في الخطوط الدفاعية المتقدمة".

وأوضح أن "هذه ليست التجربة الأولى في هذا المجال، لدينا العديد من التجارب التي تخص عمليات الاغارة والانغماس لكن تجاربنا في هذا القطاع العسكري الهام كان ينقصها الكثير من ناحية الفهم الصحيح لنوع العمل وصقل المهارات للمقاتلين، بالإضافة إلى نوع التدريبات واقتصار العمل على تكتيكات محدودة واتباعها في جبهات ومحاور محددة ضد قوات العدو".

وتابع الحمصي أن "كتائب خالد بن الوليد هي نتيجة تجارب قديمة وعمل أهل الخبرات في هذا المجال وهو لا يقتصر على محور معين وتكتيكات تقليدية، إنما سيتم الاعتماد على قوة الحركة وسرعة المناورة لإحداث تغييرات ميدانية سريعة وفتح ثغرات وضرب الأماكن الأكثر خطورة". وقال إن "من أهم أعمال هؤلاء المقاتلين المدربين ستكون تنفيذ عمليات الانعماس في دفاعات العدو، وتنفيذ الهجمات الخاطفة والسريعة بفضل اكتسابهم قدرات فردية مميزة عن باقي مقاتلي التشكيلات، بالإضافة لقدرتهم على العمل ضمن المجموعات ذات التخصص المتنوع".

وأعلنت الكتائب استعدادها لقبول المزيد من المجندين في صفوفها، وذلك ضمن المعايير الخاصة بالكتائب التي ستتمتع بالتنظيم والتنسيق العالي مع مختلف التشكيلات العسكرية، وهي تشكيل عسكري من المفترض أن يحقق تكاملاً مع باقي التخصصات التي ستشكل رأس حربة في أي عمليات دفاعية أو هجومية، بحسب الحمصي.

11 تشكيلاً عسكرياً

وتضم تحرير الشام في الوقت الحالي 11 تشكيلاً عسكرياً يحمل كل واحد منها اسماً من أسماء صحابة النبي محمد، وهي لواء أبو بكر الصديق، ولواء عمر بن الخطاب، ولواء سعيد بن زيد، ولواء الزبير بن العوام، ولواء عثمان بن عفان، ولواء علي بن أبي طالب، ولواء عبد الرحمن بن عوف، ولواء طلحة بن عبد الله، ولواء سعد بن أبي وقاص، ولواء أبو عبيدة الجراح، ولواء معاوية بن أبي سفيان، بالإضافة إلى العصائب الحمراء التي يمكن تصنيفها عسكرياً كقوات خاصة.

وبرغم اتباعها تكتيكات "الانغماس" والتسلل ضد دفاعات قوات النظام في جبهات إدلب ومحيطها والتي اشتهرت في الفترة ما بعد العام 2020، إلا أن تحرير الشام لم تكن تدرج هذا النوع من التكتيكات كاختصاص عسكري محدد ضمن برامجها التدريبية، وكانت تعتمد على المبادرات الفردية ومبادرات المجموعات الصغيرة التي لديها الشجاعة وتحب المخاطرة لتنفيذها.

وكان السلفيون المهاجرون وبالأخص الأوزبك، الأكثر جرأة وإقبالاً على هذا النوع من العمليات، في ما بعد بدأت العناصر المحلية تشترك في عمليات الاغارة والتسلل الخطرة بعدما أصبح لدى تحرير الشام معدات رؤية ليلية ووسائل أكثر تطوراً في مجال الرصد الجوي والأرضي والتي وفرت قدراً أكبر من الحماية، وأصبح معها تسلل المجموعات والأفراد أكثر سهولة، ومسألة عودتهم سالمين بعد تنفيذ المهام واردة جداً كما حصل مؤخراً في محور جوباس جنوب شرق إدلب عندما تسلل عنصر واحد من تحرير الشام في نقطة للفرقة 11 مدرعة وقتل 4 عناصر من الفرقة واغتنم أسلحتهم.

رد على انغماسيي النظام

وقال مصدر عسكري معارض ل"المدن"، إن "تحرير الشام تسعى لتحقيق توازن في القوة على جبهات إدلب، فقوات النظام وبشكل خاص المليشيات التي تدعمها روسيا، باتت تعتمد على تكتيكات التسلل والإغارة بفضل التدريبات والمعدات العسكرية الروسية، وهناك  كتائب لقوات النظام تنتشر في جبهات المنطقة تنفذ عملياتها بنجاح بعدما حصلت على تدريبات نوعية على يد ضباط روس في معسكرات معرة النعمان ومعسكرات الفرقة 25 مهام خاصة".

ليس هناك إحصائية دقيقة حول أعداد المقاتلين في كل تشكيل يتبع لتحرير الشام، ولا يُعرف العدد الكلي لمجموع تشكيلاتها في الوقت الذي تواصل فيه عمليات التجنيد وضم المزيد من المقاتلين إلى صفوفها في إدلب عبر مكاتب التجنيد المنتشرة في معظم المدن والبلدات الكبيرة، وتستفيد من الملتقيات الدعوية والأنشطة الحماسية التي ينظمها جناحها العسكري بين الحين والأخر لجذب واستقطاب المزيد من المتطوعين الذين يتم توزيعهم على مختلف التخصصات العسكرية.