الخميس 2022/06/09

آخر تحديث: 16:56 (بيروت)

ريف حلب:كل الأطراف أكملت استعداداتها للحرب

الخميس 2022/06/09
ريف حلب:كل الأطراف أكملت استعداداتها للحرب
increase حجم الخط decrease
بات الآلاف من مقاتلي الفصائل المعارضة جاهزين للمشاركة في العملية العسكرية التركية ضد قوات سوريا الديموقراطية (قسد) شمالي سوريا. ففي ريف حلب أنهت الفصائل مناوراتها العسكرية ورفعت جاهزية تشكيلاتها المسلحة بانتظار إشارة البدء. وبدأت الفصائل فعلياً تستطلع بالنيران الثقيلة مواقع قسد في المحاور الاستراتيجية التي من المفترض أن يبدأ الزحف من خلالها مع بداية الهجوم.

تركيز القصف
واستهدفت الفصائل المعارضة الأربعاء، موقعاً عسكرياً متقدماً لقسد في بلدة منغ جنوبي أعزاز بريف حلب الشمالي. وقال مصدر عسكري معارض ل"المدن"، إن "الموقع المستهدف بالصواريخ هو غرفة عمليات متقدمة تدير قسد من خلالها جبهاتها مع الفصائل في منطقة شمال تل رفعت، وأسفر القصف عن مقتل عدد من قادة وعناصر قسد المتواجدين في الموقع الذي تم تدميره كلياً". 
ولم تعترف قسد رسمياً باستهداف موقعها العسكري، بينما نفى إعلامها الرديف وقوع خسائر كبيرة في المبنى. وأشاعت قسد بين الأوساط الشعبية في مناطق الشهباء الواقعة تحت سيطرتها، والتي تضم تل رفعت وأكثر من 30 بلدة وقرية، معلومات تتحدث عن توصلها لاتفاق مبدئي مع قوات النظام والمليشيات الإيرانية يضمن الدفاع عن مناطق الشهباء في مواجهة العملية العسكرية التركية، وذلك من خلال غرفة عمليات مشتركة جرى إنشاؤها مؤخراً في تل رفعت.
ودعمت التعزيزات العسكرية التي أرسلتها قوات النظام والمليشيات إلى تل رفعت والشيخ عيسى وأم القرى مزاعم قسد حول غرفة العمليات المشتركة مع النظام، والتي كانت تحاول من خلالها تهدئة الأوساط الشعبية المتوترة التي بدت قلقة جداً على مصيرها في المنطقة في حال كررت قسد سيناريو عفرين وانسحبت من دون مقاومة.

تعزيزات هزيلة للنظام
وشملت تعزيزات قوات النظام نحو تل رفعت عدداً من الدبابات والمركبات العسكرية وأعداداً متواضعة من الجنود جرى توزيعهم على عدد من المقار في مركز المدينة، وفي عدد من القرى حولها. وكان الحشد الأكبر لقوات النظام والمليشيات في القرى المحيطة ببلدتي نبل والزهراء. 
وقال مصادر عسكرية ل"المدن"، إن "التعزيزات العسكرية لقوات النظام في تل رفعت وجبهات الشهباء لن تكون عثرة أمام العملية العسكرية في حال توصلت تركيا لتفاهم مع روسيا، ولقاء وزيري الخارجية التركي والروسي الأخير يوحي بأن هناك تفاهماً ما يجري وضع لمساته الأخيرة، ففي العام 2018 فعل النظام في عفرين ما يفعله اليوم في تل رفعت، وتمت العملية حينها وانسحبت قوات النظام بأمر روسي في وقت قياسي، لكن في حالة تل رفعت مناطق الشهباء هناك محددات مسبقة للمعركة".
وأضافت المصادر أن "العملية لن تستهدف كامل مناطق قسد في الشهباء شمال حلب، والهدف البارز هو تل رفعت وعدد من القرى في محيطها، وسيُترك جزء من المنطقة تحت سيطرة قسد، كما أن العملية لن تستهدف المنطقة القريبة من بلدتي نبل والزهراء معقل المليشيات الإيرانية".

تصعيد تركي
وفي إطار إضعاف دفاعات قسد بريف حلب، حوّل الجيش التركي خلال اليومين الماضيين تركيز نيرانه البرية على موقع قسد في منطقة منبج شمال شرقي حلب، وكثفت طائرات الاستطلاع التركية من تحلقيها في سماء المنطقة، واستهدفت النيران التركية وقصف الفصائل مواقع مجلس منبج العسكري التابع لقسد على أطراف قرى الهوشرية والجات والتوخار وعون الدادات، والمحسنلي وعرب حسن وأم عدسة والصيادة واليالنلي وقرت، وويران وكورهيوك والحمرا والبوغاز والكاوكلي وبلدة العريمة.
وعززت الفصائل مواقعها القريبة من خطوط الاشتباك مع قسد شمال وشرق منطقة منبج، وتركزت القوة الهجومية للفصائل في قيراطة والحلونجي والياشلي والشيخ الناصر والزرزور، وشويحة والاشلي وغيرها.
ولمنطقة منبج أهمية أمنية وعسكرية بالنسبة لقسد، إذ كانت منطلق العمليات الأمنية وإدارة خلايا التفجيرات التي كانت تنشط في مناطق سيطرة الفصائل، وهي المنطقة الوحيدة التي تسيطر عليها قسد غربي الفرات، وفي الوقت ذاته متصلة جغرافياً مع مناطق شمال شرقي سوريا وعقدة مهمة على الطريق الدولي إم-4 (حلب-الحسكة).

حساسية منبج
ويمكن القول إن السيطرة على منطقة منبج أكثر أهمية بالنسبة للجيش التركي من تل رفعت، وذلك لأسباب أهمها، أنها يمكن أن تصل مناطق سيطرة الفصائل في درع الفرات بريف حلب بمناطق سيطرتها بمنطقة نبع السلام مروراً ببلدة صرين، أي الوصول إلى مشارف عين عيسى شمالي الرقة، وهذا يعني بالضرورة محاصرة عين العرب (كوباني) أبرز معاقل قسد شرقي الفرات. ولا يمكن أن تتحقق هذه الفرضية إلا إذا تمددت العملية العسكرية المرتقبة لتشمل ريف منبج الشرقي، والمسافة بين منبج ونبع السلام تصل إلى 50 كيلومتراً تقريباً.
وقال عضو مكتب العلاقات العامة في الفيلق الثالث هشام سكيف ل"المدن"، أن "كلتا المنطقتين، تل رفعت ومنبج، مهمة بالنسبة لنا، فمدينة تل رفعت لها رمزية ثورية وقد احتلتها ميليشيات قسد من الجيش الحر وليس من داعش كما أنها تعتبر مصدر تهديد لكامل المنطقة فكل عمليات القصف على أعزاز وعفرين كان مصدره تل رفعت المحتلة، أما منبج فلها أهمية استراتيجية كونها ذات ثقل سكاني وكونها ستربط المناطق ببعضها بحيث تصل تل أبيض شرق الفرات بجرابلس غربه".
وقد ينافس النظام المعارضة للسيطرة على مدينة منبج. وفي حال لم تمنع تعزيزات النظام عملية عسكرية محتملة على منبج فإنها على الأقل توفر للنظام تمدداً برياً في ريف المنطقة الجنوبي والذي يسعى النظام للسيطرة عليه، وأن يضع قدماً في مناطق شرق الفرات بريف محافظة حلب.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها