أصدرت قيادة الفرقة الرابعة التي يقودها شقيق رئيس النظام السوري ماهر الأسد، تعميماً يمنّع بموجبه قادة الفرقة بكافة مستوياتهم عناصرهم من التوجه إلى مدينة زاكية بريف دمشق الغربي.
وقال التعميم الذي حصلت "المدن" على نسخة مُسربة منه: "على كافة القادة من مختلف المستويات التنبيه على العناصر بعدم التوجه إلى منطقة زاكية وذلك حرصاً على سلامتهم". وأضاف أن كل من يخالف الأمر يتحمل المسؤولية لأن المنطقة ما تزال ساخنة.
ولفت إلى أن المنطقة تحوي بعض العناصر "الإرهابية"، مشدداً على أن هدفها الإيقاع بعناصر الفرقة الرابعة دبابات حصراً.
وكانت الفرقة الرابعة قد انسحبت في كانون الأول/ديسمبر2021، من 4 حواجز عسكرية تابعة لها تحيط بالمدينة من الجهتين الشمالية والغربية، لأسباب مجهولة، وسلّمتها إلى الأمن العسكري الفرع 227؛ الذي يشرف على المدينة أمنياً، والفرقة السابعة (ميكا) المسؤولة عنها عسكرياً.
إلا أن مصادر "المدن" قالت إن انسحاب الحواجز جاء بالتزامن مع انسحابات مماثلة من الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وحواجز أخرى في محافظة درعا. وأضافت إن أسباب الانسحاب جاءت بأوامر إيرانية لإعادة تموضع العناصر المنسحبة في محافظة القنيطرة وريف دمشق الغربي، للتمويه على الوجود الإيراني وحزب الله اللبناني في المنطقة القريبة من حدود إسرائيل، منعاً لاستهدافهم.
وشهدت المدينة منذ تنفيذ عملية التهجير القسري، وسيطرة النظام عليها مطلع 2018، العديد من محاولات الاغتيال استهدفت بشكل رئيسي قادة مجموعات تابعين للفرقة الرابعة كانوا سابقاً في صفوف المعارضة السورية المسلحة، وجندهم العقيد في الفرقة غياث دله للقتال كمجموعات رديفة في المناطق التي لازالت خارج سيطرة النظام السوري مقابل ضمان عدم ملاحقتهم أمنياً.
وكرست محاولات الاغتيال المتكررة لشخصيات أمنية وعسكرية، المدينة كمنطقة خطرة على النظام وقياداته وخاصة أولئك الذي يعملون لصالح الفرقة الرابعة.
ففي نيسان/أبريل 2022، استهدف مجهولون سيارة تابعة لمخابرات النظام السوري على الطريق الواصل بين مدينة زاكية وبلدة الديرخبية في ريف دمشق الغربي.
وقال مصدر مطلع ل "المدن" إن الهجوم الذي نفذه مجهولون بواسطة القنابل "استهدف بشكل مباشر صف ضابط لدى استخبارات أمن الدولة الفرع 255 التابع للنظام السوري". وأشار إلى أن العملية لم تسفر عن إصابة المستهدف واقتصرت على الاضرار المادية.
وتعدّ عملية استهداف شخصية أمنية في مدينة زاكية، الثانية خلال العام الحالي 2022، فقد حاول مجهولون في كانون الثاني/يناير تصفية أحد قادة المجموعات التابعين للفرقة الرابعة بالقرب من مدخل المدينة على خلفية مشاركته ومجموعته في عملية اقتحام درعا البلد جنوبي سوريا في آب/أغسطس 2021.
وكان العام 2020، الأكثر نشاطاً من ناحية الاستهداف حيث تمت محاولة اغتيال قياديين تابعين للفرقة الرابعة، وقيادي آخر لمجموعة تابعة لفرع الأمن العسكري، إضافة إلى العثور على جثتين في أطراف المدينة تعودان لعناصر من الأمن العسكري، أحداهما برتبة رائد.
وخضعت المدينة إلى عمليات تسوية متكررة بحجة عدم التزام المطلوبين الذي رفضوا عملية التهجير القسري التي جرت بحق مدنهم وبلداتهم بين العامين 2016 -2017.
وجرت آخر عمليات التسوية بداية العام 2022، اشترطت خلالها اللجان الأهلية المكلفة بالتفاوض مع الشخصيات الأمنية المسؤولة إطلاق سراح عدد من المعتقلين، وإنهاء ملف المطلوبين، ومعالجة ملف المنشقين، إلا أن النظام السوري لم يلتزم بأي بند من بنود التسوية بعد مضي ثلاثة أشهر على انتهاء العملية.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها