أوكرانيا:بوتين يفتتح سجل المجازر في تشيرنيغيف

سقط 33 قتيلاً في غارة روسية على مدينة تشيرنيغيف في شمال أوكرانيا أصابت مدرستين وأبنية سكنية، وفق ما أفادت حصيلة لأجهزة الطوارئ المركزية في أوكرانيا.

وأظهرت مشاهد نشرها جهاز حالات الطوارئ دخاناً يتصاعد من شقق مدمرة وركاماً على الأرض ومسعفين ينقلون جثثاً. وكتب حاكم المنطقة فياتشيسلاف تشاوس في حسابه على تطبيق تلغرام: "هاجم سلاح الجو الروسي مدرستين في منطقة ستارا بودودوفكا، وعناصر الإنقاذ يعملون".

وتقع تشيرنيغيف على بعد 120 كيلومتراً شمال شرق كييف، وسبق أن تعرضت لهجوم من القوات الروسية في 25 شباط/فبراير غداة بدء الغزو الروسي. وتقع المدينة على أحد الطرق الرئيسية المؤدية إلى العاصمة كييف، ويعيش فيها نحو 280 ألف شخص، وهي واحدة من أقدم المدن في أوكرانيا.

وفي إقليم دونباس، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إنها أحبطت دخول القوات الروسية على الحدود الإدارية لجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين. وأكد الجيش الأوكراني في بيان، أن القوات المدافعة عن كييف تحافظ على خطوطها الدفاعية حول المدينة والمطارات الرئيسية.

وقالت وزارة الداخلية الأوكرانية إن قوات روسية تواصل محاولاتها للاستيلاء على محطة الطاقة النووية في زاباروجيا جنوبي البلاد. 

كما قال الجيش الأوكراني إنه يعتقد بأن قوات بيلاروسيا تلقت بالفعل أمراً بعبور الحدود الأوكرانية، وأن روسيا تستخدم أراضي بيلاروسيا لشنّ هجمات صاروخية على مدن أوكرانية وأن مينسك سمحت لقوات روسية بدخول الأراضي الأوكرانية من أراضيها.

وفي السياق، قال مسؤول عسكري أميركي إن الولايات المتحدة تعتقد بأن القوات الروسية لم تسيطر بعد على مدينة خيرسون الأوكرانية لكنها قد تستخدمها في إطار استراتيجية لدعم احتمال التحرك إلى ميكولايف ثم صوب أوديسا.

ونقلت وكالة "رويترز" عن المسؤول قوله: "ما قد يريدون فعله هو التحرك صوب ميكولايف حتى يمكنهم وقتها التمركز إلى الشمال الشرقي من أوديسا... في الحقيقة يريدون التحرك صوب أوديسا ليس فقط من البحر، ولكن من البر أيضا".

وأشار إلى أن القوات الروسية تحاول التقدم وعزل ماريوبول والمدينة لا تزال تحت سيطرة الأوكرانيين، في حين قال إنه لا يمكن تأكيد سقوط خيرسون في قبضة موسكو. وقدر أن 90 في المئة من القوات التي حشدتها روسيا على الحدود باتت داخل أوكرانيا. وأشار إلى أن الرتل العسكري خارج كييف لا يزال متوقفا والمقاومة الأوكرانية أعاقت تقدمه.

واشار المسؤول الى أن "النظام الدفاعي الأوكراني لا يزال يعمل بفعالية والروس لم يسيطروا بعد على الاجواء الأوكرانية".

وأشار المسؤول إلى أن القوات الروسية "لا تزال و منذ ثلاثة أيام على بعد 25 كلم تقريباً شمال كييف". وقال إن التقدم الروسي "متوقف في منطقة الشمال" الأوكراني، مضيفاً "لا يواجه الروس في الجنوب العقبات التي تواجههم في الشمال لاعتمادهم في جبهة الجنوب على مواردهم في جزيرة القرم". 

مقتل جنرال روسي

ميدانياً قتل الميجور جنرال أندري سوخوفيتسكي، قائد الفرقة الروسية السابعة المحمولة جواً، خلال قتال في أوكرانيا في بداية هذا الأسبوع. وأكدت منظمة محلية للضباط مقتله في منطقة كراسنودار جنوبي روسيا، فيما لم تتضح على الفور ملابسات مقتله.

وبدأ سوخوفيتسكي، وكان عمره 47 عاما، خدمته العسكرية كقائد فصيل بعد تخرجه من الأكاديمية العسكرية واستمر في الترقي ليتولى مناصب قيادية مهمة. وشارك في التدخل الروسي في سوريا.

المفاوضات لم تقنع كييف

وفي ملف التفاوض، كشف مفاوض أوكراني أن الجولة الثانية من محادثات وقف إطلاق النار التي عقدت مع روسيا الخميس، لم تسفر عن النتائج التي تأملها كييف، ولكن الجانبين ناقشا إقامة ممرات إنسانية، واتفقا على إجراء محادثات مرة أخرى.

وقال ميخايلو بودولياك، مستشار مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي: "للأسف الشديد لم نحصل على النتائج التي كنا نطمح إليها في المحادثات مع روسيا". لكنه لفت إلى أن الجانبين توصلا إلى تفاهم بشأن إقامة ممرات إنسانية مشتركة لإجلاء المدنيين، مشيراً إلى "إمكانية وقف إطلاق النار خلال عمليات الإجلاء".

ولفت رئيس وفد روسيا المفاوض إلى اتفاق مع الوفد الأوكراني على إنشاء ممرات آمنة للمدنيين، وإمكانية وقف إطلاق نار مؤقت.