الأربعاء 2022/12/07

آخر تحديث: 15:07 (بيروت)

هل تخشى إسرائيل احتجاجات السويداء؟

الأربعاء 2022/12/07
هل تخشى إسرائيل احتجاجات السويداء؟
increase حجم الخط decrease
يخشى الاحتلال الإسرائيلي من الحراك الشعبي الدرزي الذي حصل مؤخراً في مدينة السويداء جنوب سوريا، ضد النظام السوري. ففيما تنتظر تل أبيب أن يؤدي الغزو الروسي لأوكرانيا إلى إضعاف موسكو وبالتالي تغيير ميزان القوى في سوريا، لصالح الجيش الإسرائيلي، تخشى أن يلجأ الدروز إلى روسيا من أجل لعب دور الوساطة في نهاية المطاف.

ويتحول الوضع في محافظة السويداء التي "تمردت" على النظام السوري إلى عامل مقلق للدولة اليهودية بشكل تدريجي بالتزامن مع ترقب إسرائيلي وأمل في أن يؤدي الغزو الروسي ضد أوكرانيا لإضعاف دور موسكو في سوريا التي يستهدفها سلاح الجو الإسرائيلي بشكل مستمر.

ويأتي القلق الإسرائيلي على الرغم من المحادثات الثنائية بين تل أبيب وموسكو التي جرت مؤخراً من أجل تنسيق العمل في سوريا، من ان تنتهي تلك المواجهات في السويداء، بحسب صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية، ب"لجوء الميليشيات الدرزية إلى موسكو للعب دور الوساطة".

وتنقل الصحيفة عن الخبير في الشؤون الروسية كيريل سيميونوف قوله إنه يجب الانتباه إلى حقيقة أن "أعمال الشغب في السويداء هي ظاهرة تقليدية"، مضيفاً أنه على الرغم من حقيقة أن "معظم الطائفة الدرزية تدعم النظام السوري، إلا أن أفرادها يتمتعون باستقلال معين، ازداد على مدى عقد من الصراع المسلح الداخلي".

ويطالب سيميونوف بضرورة النظر إلى ما يحصل في السويداء في سياق منفصل عن السياق العام للتسوية في سوريا. ويقول إن "الدروز لعبوا دوراً هاماً في الشأن السوري ويحاولون لعبه الآن"، مضيفاً أن الدروز يطالبون اليوم بحقوقهم.

ويعتبر أن الوضع في السويداء "مرتبط بإسرائيل والأردن ولبنان"، لافتاً إلى أنه خارج سوريا هناك مجتمع درزي يدعم بطريقة أو بأخرى تحركات الدروز السوريين ضد النظام السوري مما يخلق خلفية إضافية. ويضيف أنها "عقدة منفصلة من التناقضات، يتحرك منطقها بالتوازي مع تطور الصراع الأهلي في سوريا. مع ذلك، فلا شك في أن هذا سيؤثر في الوضع السياسي الداخلي".

والأحد، خرج المئات من أبناء محافظة السويداء جنوب سوريا، بتظاهرة حاشدة امتدت من دوار المشنقة إلى ساحة السير المؤدية لمبنى السرايا الحكومي (مبنى المحافظة) بعد دعوات أطلقها ناشطون معارضون للنظام السوري، مرددين شعارات تطالب بإسقاط النظام السوري ورئيسه بشار الأسد.

لكن محاولات النظام عبر عناصره الأمنية تفريق المتظاهرين وذلك باقتحام صفوف المتظاهرين بسيارة مصفحة وأخرى مزودة برشاش متوسط، فضلاً عن إطلاق النار الذي قامت به تلك العناصر على المتظاهرين، أدت إلى تأجيج غضبهم فقاموا بإحراق المبنى بشكل كامل بعد اقتحامه، قبل أن يؤدي رصاص القوات الأمنية إلى مقتل متظاهر وإصابة آخرين.

وتحدثت شبكات إعلامية معارضة عن تهديد وصل إلى بعض الشخصيات المعنية في المحافظة بما في ذلك الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري، من قبل جهاز المخابرات الجوية في النظام بإحراق وقتل أبناء السويداء على خلفية اقتحام مبنى المحافظة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها