الخميس 2022/12/01

آخر تحديث: 22:04 (بيروت)

"مهاجرو أهل سنة إيران وكردستان"..سلاح الجولاني بوجه قسد

الخميس 2022/12/01
"مهاجرو أهل سنة إيران وكردستان"..سلاح الجولاني بوجه قسد
increase حجم الخط decrease
تستعرض هيئة تحرير الشام القدرات العسكرية والتدريبية ضمن تشكيلاتها المسلحة التي شهدت زيادة كبيرة خلال النصف الثاني من العام 2022 بعدما ضمت أعداداً إضافية من المجندين إلى صفوف ألويتها التي أضافت أيضاً المزيد من التخصصات العسكرية، وأجرت عمليات إعادة هيكلة داخلية ضمنت من خلالها زيادة أكبر في أعداد الكتائب والسرايا.

وبدا أنها أولت اهتماماً خاصاً بالتشكيلات التي تضم السلفيين الأكراد الذين لا يخفون رغبتهم بالمشاركة في العملية العسكرية التركية المرتقبة ضد قوات سوريا الديموقراطية (قسد).

وتداول الإعلام الرديف في تحرير الشام صوراً لمجموعات من المقاتلين في حركة "مهاجري أهل سنة إيران وكردستان" أثناء خضوعهم لتدريبات قاسية في معسكرات الحركة في مناطق جنوب غربي إدلب، وفي جبلي التركمان والأكراد في ريف اللاذقية الشمالي الذي يُعتبر منطقة الانتشار الرئيسية بالنسبة للجماعات السلفية الكردية التابعة لتحرير الشام أو تلك المقربة منها.

وحركة "مهاجري أهل سنة إيران وكردستان" هي واحدة من التشكيلات السلفية الكردية التي بايعت تحرير الشام، وتضم المئات من المقاتلين الذين يتمتعون بتدريب عالٍ ولديهم نقاط رباط مهمة في المرتفعات الجبلية بريف اللاذقية الشمالي. ويتزعم الحركة أبو صفية الكردي، الذي ظهر خلال لقائه زعيم تحرير الشام أبو محمد الجولاني بعدد من قادة الجماعات الكردية في أحد مساجد إدلب منتصف حزيران/يونيو 2021.

وظهر أبو صفية مرة أخرى في العام ذاته، وذلك في تسجيل مصور نشرته مؤسسة القادسية الإعلامية التابعة للحركة، وتحدث فيه عن فضائل القتال والجهاد. وكانت تلك البداية الفعلية لمساعي الجولاني الهادفة إلى استقطاب باقي الجماعات السلفية الكردية وتجنيد المزيد منهم تحت مظلة التشكيلات الكردية المطواعة التي جرى دعمها، والاهتمام أكثر بمعسكراتها وبعمليات التجنيد والانتساب لصالحها، وأهمها حركة صلاح الدين الكردي والجبهة الإسلامية الكردية.

وتزامنت مساعي الجولاني لجذب السلفيين الأكراد مع اتباع تحرير الشام سياسة الضغط على جماعة أنصار الإسلام، وهي واحدة من أكثر الجماعات السلفية الكردية قوة وتنظيماً وتعداداً، وأكثرها تمرداً على تحرير الشام.

وأطلقت تحرير الشام قبل أيام قليلة أبو الدرداء الكردي نائب أمير أنصار الإسلام، في حين أبقت على أميرها أبو عبد الرحمن الكردي معتقلاً في سجونها. ويتداول السلفيون المناهضون لتحرير الشام معلومات تتحدث عن نية تحرير الشام إطلاق سراح مجموعة كبيرة من السلفيين الذين اعتقلتهم في فترات سابقة وغالبيتهم يتبعون لتنظيمات سلفية مناهضة، وبعضهم منشقين سابقين.

وقال مصدر سلفي كرد ل"المدن"، إن "الجماعات السلفية الكردية التابعة لتحرير الشام تتابع عن كثب التصريحات التركية بخصوص المعركة المرتقبة، والتطورات الميدانية في الجبهات مع قسد التي يعتبرونها تنظيماً مارقاً تجب مقاتلته، ولا يمثل الكرد السوريين ولا يلبي تطلعاتهم". 

وأضاف المصدر أن "السلفيين الأكراد لا يخفون خشيتهم من أن يتكرر سيناريو معركة عفرين في مناطق منبج وتل رفعت وعين العرب (كوباني) على يد الفصائل المعارضة التي يعتبرونها جماعات من المرتزقة التي تسرق وتخرب في المناطق التي تدخلها". وتابع أن "هناك رأي سائد لدى السلفيين الأكراد بأن تحرير الشام هي الأجدر بقيادة المعركة ضد قسد".

وسبق أن استفادت تحرير الشام من الجماعات السلفية الكردية التابعة لها بالتوغل في منطقة عفرين على حساب الفيلق الثالث في تشرين الأول/أكتوبر، ويبدو أنها مستعدة اليوم للزج بهم في معركة محتملة ضد قسد في حال حصلت على موافقة تركية للمشاركة ولو بشكل غير معلن.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها