الإثنين 2022/11/28

آخر تحديث: 21:08 (بيروت)

خطاب التقارب التركي مع النظام السوري..لحشر قسد في الزاوية

الإثنين 2022/11/28
خطاب التقارب التركي مع النظام السوري..لحشر قسد في الزاوية
increase حجم الخط decrease
بينما تواصل تركيا الاستعدادات لعملية عسكرية برية في الشمال السوري ضد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحديث عن انفتاح بلاده على تحسين العلاقة مع النظام السوري، وذلك في تصريح مشابه كان قد أدلى به بعد مصافحته الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في حفل افتتاح مونديال قطر في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2022.
وبعد تصريحات أردوغان، قال وزير الخارجية التركية مولود تشاووش أوغلو إن هدف بلاده هو إنهاء الحرب الأهلية في سوريا، مضيفاً "نمضي بالعملية مع المعارضة، ونشاركهم أيضاً في اجتماعاتهم مع النظام حول محادثات أستانة".
ورداً على تساؤلات حول التقارب مع النظام السوري، قال الوزير التركي: "المعارضة تشارك في محادثات أستانة مع النظام، وهدفنا إحياء العملية السياسية بما في ذلك المفاوضات الدستورية".
وبدأ الحديث عن التقارب مع النظام يغلب على خطاب تركيا بعد إعلان وزارة الدفاع في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2022، بدء عملية جوية جديدة في شمال سوريا والعراق تحت مسمى "المخلب-السيف"، رداً على التفجير الذي ضرب مدينة إسطنبول في 13 من الشهر ذاته، واتهام أنقرة لحزب العمال الكردستاني بالوقوف وراءه.
ويمكن وفق الباحث السياسي والأكاديمي المختص بالشأن التركي سعيد وليد الحاج قراءة الخطاب التركي حول التقارب مع النظام بأكثر من سياق. الأول، يرتبط بتوجهات السياسة الخارجية التركية الأخيرة، أي محاولة التهدئة ونسج جسور الحوار والتواصل وحتى التعاون مع خصوم العقد الماضي التقليديين، مثل مصر والسعودية وإسرائيل، وحتى اليونان وأرمينيا بدرجة أخرى.
ويوضح ل"المدن"، أن هذا التوجه يخفف الضغط على السياسة الخارجية التركية، وكذلك له انعكاسات مباشرة أو غير مباشرة على الاقتصاد التركي، وبطبيعة الحال لذلك فائدة على صعيد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في حزيران/يونيو 2023، وهي الانتخابات التي يوليها أردوغان وحزب العدالة والتنمية أهمية بالغة.

دعم الأهداف المشتركة
وإلى جانب الحسابات المرتبطة بالسياسة الخارجية التركية، ترى أنقرة أن فتح العلاقات مع النظام السوري يساعد على مكافحة التنظيمات التي تصنفها "إرهابية"، وفق الحاج، الذي يضيف أن "التطبيع يدعم الهدف المشترك لتركيا والنظام السوري، المتمثل بالتهديدات الانفصالية التي تشكلها المجموعات السورية المرتبطة بالعمال الكردستاني".
ويشير الباحث إلى أن التقارب بين تركيا والنظام قد يكون مفيداً لجهة تأسيس منطقة آمنة في الشمال السوري، تُمهد لعودة اللاجئين من تركيا، وهذا في غاية الأهمية بالنسبة لتركيا.
من جهة ثانية، يرى الحاج أنه لا يمكن فصل الدعوات المتزايدة إلى التقارب مع دمشق، عن العملية العسكرية التي تُحضر لها تركيا، معتبراً أن "التصريحات تأتي في إطار الضغط على قسد، التي تُنسق مع النظام السوري وتتبادل بعض المواقع معه لحماية نفسها من العملية". ويقول: "كأن أنقرة تقول إنها قادرة على نسج علاقات مع النظام، وعندها لن يعود أمام قسد إلا تنفيذ مطلب الابتعاد عن الحدود مسافة 30 كيلومتراً، أو مواجهة الآلة العسكرية التركية".

رسائل لروسيا
ولم تفلح تركيا بعد في تجاوز الخلافات مع روسيا بخصوص العملية العسكرية، حيث تسعى موسكو إلى إيجاد حلول مع قسد لإجهاض العملية العسكرية، منها تقديم مقترح انسحاب القوات الكردية إلى عمق 30 كيلومتراً عن الشريط الحدودي التركي، نزولاً عند مطلب الأخيرة.
وبذلك، يمكن اعتبار التصريحات التركية بخصوص التقارب مع النظام، على أنها ضمن عملية التفاوض حول العملية.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي درويش خليفة إن تركيا تريد إيصال أكثر من رسالة عبر تصريحاتها الأخيرة، إلى روسيا وإيران وحتى للنظام، مفادها أن أنقرة مستعد للتخلي عن دعم المعارضة المسلحة أو إيجاد صيغة لدمجها أو تمييعها في قوات النظام، فيما لو تم تأمين حدودها من خطر قسد والتنظيمات المرتبطة بها.
ويضيف ل"المدن"، أنه "ربما نشهد تغيراً على مستوى خريطة السيطرة السورية، وحكماً سيكون على حساب مناطق سيطرة قسد، وكذلك تغييراً على صعيد المواقف السياسية للجيش الوطني السوري من التقارب مع النظام وفق صيغة قد ينتجها مسار أستانة".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها