الخميس 2022/01/27

آخر تحديث: 17:12 (بيروت)

غويران:قسد تطارد الدواعش..داخل السجن وخارجه

الخميس 2022/01/27
غويران:قسد تطارد الدواعش..داخل السجن وخارجه
© Getty
increase حجم الخط decrease
لا تزال قوات سوريا الديمقراطية (قسد) تلاحق العشرات من الإرهابيين المتحصنين داخل سجن الصناعة في الحسكة، بينما تقوم بتمشيطه غداة استعادتها السيطرة عليه من مجموعة تابعة لتنظيم "داعش" هاجمته قبل نحو اسبوع.

وأدت عملية  اقتحام السجن الواقع والاشتباكات التي تلته إلى وقوع أكثر من 200 قتيل. وشكّل هذا الهجوم "أكبر وأعنف" عملية ل"داعش" منذ أن سقطت قبل نحو ثلاث سنوات "دولة الخلافة" التي أقامها وفقدانه مساحات واسعة كان يسيطر عليها في سوريا.

وأعلنت قسد أنها استعادت الأربعاء "السيطرة الكاملة" على سجن الصناعة في حي غويران منهية معارك استمرت ستة أيام تحولت خلالها كبرى مدن شمال شرق سوريا إلى ساحة حرب.

لكنّ عمليات التفتيش عن متوارين أظهرت أن "ما بين 60 و90  من المرتزقة يتحصنون" في قسم من مبنى السجن، بحسب "قسد" التي أكدت في بيان، أن نحو 3500 من المهاجمين والسجناء التابعين للتنظيم استسلموا لها حتى الآن. وأضاف البيان "قواتنا وجهت نداء الاستسلام الآمن لهؤلاء، حيث ستتعامل معهم بكل حزم في حال عدم الاستجابة".

وشهدت الحسكة في الغضون حظر تجوّل لليوم الرابع توالياً، وأقفلت القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة كل منافذ المدينة بهدف الحؤول دون خروج عناصر التنظيم منها وانتقالهم إلى مناطق أخرى.

ودفعت الاشتباكات نحو 45 ألف شخص الى الفرار من منازلهم في مدينة الحسكة، وفق الأمم المتحدة، ولجأ عدد كبير منهم إلى مساجد أو صالات أفراح في المدينة.

وتجمع عدد من السكان الخميس أمام حاجز عند مدخل حي غويران حيث تقع بيوتهم، يحاولون إقناع قوات الأمن بالسماح لهم بدخوله، بحسب وكالة "فرانس برس". 

وقال أحد المواطنين الذي كان ينتظر وسط الصقيع مع أطفاله الخمسة: "جئنا لنتفقد بيوتنا". وأضاف "لكنهم ابلغونا أن الوضع غير جيد، وقالوا لنا: عودوا أدراجكم الآن، وعندما يهدأ الوضع تعالوا".

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن "عملية تمشيط السجن (التي تنفذها القوات الكردية) تجري بحذر شديد خوفاً من وجود انتحاريين أو ألغام وضعها عناصر التنظيم".

وأوقعت الاشتباكات منذ بدئها الأسبوع الفائت نحو 156 قتيلاً من عناصر التنظيم و55 من القوات الكردية، إضافة الى سبعة مدنيين، بحسب حصيلة جديدة أعلنها المرصد.

ورغم إصرار السلطات الكردية على أن أي سجين لم يفرّ من السجن، أشار المرصد إلى هروب عدد كبير من السجناء بعد الهجوم.

أزمة أوسع
وكان سجن الصناعة في حي غويران بمدينة الحسكة يضم نحو 3500 معتقل منتمين إلى التنظيم، بينهم نحو 700 من القصّر، قبل تعرّضه لهجوم التنظيم الذي بدأ بتفجير شاحنتين مفخختين يقودهما انتحاريان.

وحذرت منظمة هيومن رايتس ووتش من أن "استعادة القوات التي يقودها الأكراد السجن تنهي المحنة القاتلة الحالية، لكنّ الأزمة الأوسع التي تتعلق بهؤلاء السجناء لم تنته بعد".

وأضافت في بيان، أن "على التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والأطراف الأخرى المعنية التأكد سريعاً من أن جميع السجناء بأمان، وخصوصاً الجرحى والمرضى والأطفال، ومن أنهم يحصلون على الطعام والماء والرعاية الطبية".

وأعلنت قوات سوريا الديموقراطية أن السجناء يُنقلون "الى مكان آمن"، فيما عملياتها في سجن غويران ومحيطه "مستمرة وستستمر".

ومنذ إعلان القضاء على التنظيم، تطالب الإدارة الذاتية ذات الإمكانات المحدودة، الدول المعنية باستعادة مواطنيها المحتجزين في سجون ومخيمات أو إنشاء محكمة دولية لمحاكمة السلفيين في سوريا. لكن مناشداتها لا تلقى آذاناً صاغية. واكتفت فرنسا وبضع دول أوروبية باستعادة عدد محدود من الأطفال اليتامى.

ودأبت السلطات الكردية على التحذير من أنها لا تتمتع بالقدرة الكافية على احتجاز الآلاف من مقاتلي التنظيم، ناهيك بمحاكمتهم.

وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا غير بيدرسن الخميس أمام مجلس الأمن، رداً على سؤال عن الهجوم: "أعتقد أننا يفترض ألا نكون فوجئنا، فنحن نحذر من هذا الأمر منذ مدة طويلة".

ورأى مسؤول هيئة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية الكردية عبد الكريم عمر أن على المجتمع الدولي محاكمة عناصر التنظيم الأجانب أو إعادتهم إلى دولهم. وقال ل"فرانس برس": "هذه القضية مشكلة دولية وليس بإمكاننا مواجهتها لوحدنا. هي أشبه بكرة نار تكبر وتزداد خطورة".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها