الإثنين 2021/07/05

آخر تحديث: 11:46 (بيروت)

الشيشاني يستغرب طلب الجولاني من"جنود الشام"مغادرة إدلب

الإثنين 2021/07/05
الشيشاني يستغرب طلب الجولاني من"جنود الشام"مغادرة إدلب
increase حجم الخط decrease
أثار بيان زعيم جماعة "جنود الشام" مسلم الشيشاني الجدل بين السلفيين بعد أن كشف عن تفاصيل لقائه بأحد القادة الأمنيين في "هيئة تحرير الشام"، وتلقي الشيشاني وجماعته دعوة للهجرة إلى أفغانستان في حال أجبروا على مغادرة إدلب.

وقال الشيشاني في بيان: "تلقينا ورقة استدعاء من مسؤول جهاز الأمن العام التابع للهيئة وفي اليوم التالي ذهبت مع بعض الأخوة للقائه، طلب مني تفكيك الجماعة ومغادرة إدلب، وقال لي هذا قرار نهائي ولا يسمح لك بالاستئناف على هذا القرار، السلطة في إدلب بيد الهيئة ولن نترك أحداً لا يطيعنا أو ليس تحت سلطاننا".

وانتقد الشيشاني الاستهداف المتعمد لجماعته على الرغم من وجود تشكيلات سلفية أخرى في إدلب وتساءل عن الأسباب الحقيقية التي دفعت تحرير الشام إلى اتخاذ مثل هذا القرار وفي هذا التوقيت، وقال إن الجماعة لم تشترك في أي مواجهة ضد تحرير الشام، واعتزلت القتال الداخلي بين التنظيمات والفصائل منذ تأسيسها قبل نحو ثماني سنوات، فكيف يطلب منها المغادرة بعد أن أصبح قادتها وعناصرها مطاردين دولياً بسبب قتالهم في سوريا؟

وكان لبيان الشيشاني المطول وقعٌ كبيرٌ في الأوساط السلفية المستقلة والمناهضة لتحرير الشام في إدلب وخارجها بعد أن سرد بطريقة "رومنسية" تضحيات الجماعة ووقوفها عند حدود الشريعة وإنكارها المحرمات والإساءة إلى العامة، وهو ما دفع بطيف واسع من السلفيين إلى التضامن مع الشيشاني وجماعته.

وقال السلفي السعودي عبد الله المحيسني في تلغرام: "وأيم الله لو أن مثله هاجر لبلدي وقد غزاني كلاب العالم وترك أهله وولده لأعطيته صدر منزلي وبت خارجه، أقسم بالله أني منذ أن قرأت بيان أخي مسلم، وأنا في همٍّ عظيمٍ لا يعلمه إلا الله". رسائل تضامن أخرى نشرها الشرعي السابق في تحرير الشام أبو شعيب المصري والشيخ عبد الرزاق المهدي وأبو يحيى الشامي وغيرهم.

كذلك دعا الشيخ أبو محمد الصادق فصائل الجبهة الوطنية للتحرير إلى استقبال جماعة الشيشاني في صفوفهم، وقال: "من المهاجرين رجال صدقوا مع أهل الشام ونصروهم، فإكرامهم والزود عنهم من الدين والمروءة ومكارم الأخلاق". كما قدّم أدهم عبد الرحمن للشيشاني وجماعته خيار الانضمام إلى "الجيش الحر الذي استقبلكم أول مرة وعاملكم وكأنكم المهاجرين من عهد الصحابة لا أعتقد أنه يتخلى عنكم ويعرضكم لخطر الاعتقال".

أحدث المنشقين عن تحرير الشام أبو العلاء الشامي وصف زعيم تحرير الشام أبو محمد الجولاني ب"المستبد والشاذ فكرياً والمضيّع لأهل الشام أرضهم ومكاسبهم". واتهمه بالسعي إلى "طرد المهاجرين المخلصين والتضييق عليهم لأن وجودهم يقض مضجعه ويكشف ظلمه".

ويشكك السلفيون بتحركات تحرير الشام الهادفة الى تفكيك التشكيلات السلفية المرابطة في مناطق حساسة كمناطق جسر الشغور وجبال الساحل في ريف اللاذقية الشمالي، ويعتبرونها مقدمة لتسليم المنطقة للنظام وحلفائه.  ويُجري السلفيون مقارنة بين ما فعله الزعيم السابق لحركة طالبان الملا عمر في أفغانستان عندما رفض تسليم وطرد أمير تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن للأميركيين برغم المخاطرة الكبيرة، وبين ما يفعله الجولاني في الوقت الحالي بالمهاجرين في إدلب.

ووضع بيان الشيشاني تحرير الشام في موقف محرج ليس أمام السلفيين المناهضين لها وحسب، إنما بين حشد واسع من السلفيين الذي يؤيدون ضمناً مشروعها في إدلب. المشروع الذي باتت تروج له تحرير الشام على أنه نسخة من مشروع الإمارة الإسلامية في أفغانستان عندما زعمت بأن حملتها للقضاء على الجماعات السلفية الصغيرة ما هي إلا اقتداء بالطريقة الأفغانية المفترضة للوصول الى الهيمنة الكاملة والتفرد بالقرار العسكري والسياسي.

واعتبر قادة تحرير الشام بيان مسلم الشيشاني محاولة لدغدغة العواطف، وقالوا إن "جماعته تضم عناصر يتبعون لتنظيم "داعش" وعناصر يعملون في خلايا الاغتيالات لصالح التنظيم"، واتهموه ب"الامتناع عن المشاركة في المعارك وأن عناصره يرابطون في نقطة واحدة فقط بينما تشكل مقار الجماعة وكراً يختبئ فيه قطاع الطرق ومجموعات الاحتطاب"، وقالوا أن تفكيك هذه الجماعة أفضل من بقائها.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها