الجمعة 2021/06/04

آخر تحديث: 23:19 (بيروت)

ترقيع خطابات الأسد الفارغة.."تحرير الأرض" بدل إنعاش الاقتصاد

الجمعة 2021/06/04
ترقيع خطابات الأسد الفارغة.."تحرير الأرض" بدل إنعاش الاقتصاد
© Getty
increase حجم الخط decrease
اعتبرت بثينة شعبان، مستشارة رئيس النظام السوري بشار الأسد، أن أولوية النظام في المرحلة القادمة هي "تحرير الآراضي المحتلة" والعمل على استعادة العلاقات مع الدول العربية التي قطعت علاقاتها مع سوريا خلال السنوات الماضية "متى كانت هذه الدول مستعدة لعودتها".

جاء ذلك في لقاء مع قناة "الميادين"، خصص للحديث عن التوجهات العامة للنظام بعد الانتخابات الرئيسية، بعد أن خلا خطاب الأسد الذي أعقب إعلان فوزه بدورة جديدة مدتها سبع سنوات، من أي إشارة إلى ملامح سياسة النظام القادمة، محلياً وخارجياً.

وكانت كلمة الأسد قد قوبلت بانتقادات حادة حتى من جانب أوساط في روسيا، الحليفة الرئيسية للنظام، بسبب خلوها من أي إشارة إلى الأوضاع الاقتصادية وخطط تحسنها، حيث اقتصر الخطاب على التهجم على المعارضة وتوجيه الشتائم لها وتكرار مصطلحات التخوين والعمالة.

لكن شعبان فشلت هي الأخرى في تقديم أي إضافة مهمة تتعلق بالشأن الاقتصادي، وكررت إلى حد كبير مضمون خطاب الأسد لكن بلهجة أقل حدة، مكتفية بالكشف عن تغييرات حكومية قادمة، إلى جانب السعي لدعم القطاع الصناعي والزراعي في مناطق سيطرة النظام، دون تحديد أي آليات.

أمر يعتبره المستشار الاقتصادي أسامة القاضي أنه "متوقع وطبيعي" في ظل معرفة النظام أن ليس لديه القدرة على فعل أي شيء لحل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها، وانعكست تدهوراً كبيراً على حياة السكان في مناطق سيطرته.

ويضيف في حديث ل"المدن"، أن "كل شيء اليوم خارج سيطرة الأسد، فلا موارد البلاد ولا مقدراتها تحت إمرته، كما أن النظام لا يمتلك الخبراء القادرين على إنتاج حلول للتخفيف على الأقل من أعراض الأزمة الاقتصادية التي تعيشها سوريا".

ويوضح أن "التضخم يزداد ونسب البطالة تجاوزت ال80 في المئة وهو رقم مرعب، أدى لأن يكون 90 في المئة من السكان تحت خط الفقر، وهذا طبيعي جداً إذا كان راتب رئيس الوزراء يعادل 60 دولاراً، وراتب الوزير أقل من 45.. بمعنى أن دخل الوزير أقل من دولارين في اليوم، وهذا بتعريف البنك الدولي يضعه تحت خط الفقر، فما الذي يمكن أن يفعله رئيس دولة تسبب في إيصال دخل المواطن إلى ما بين 15-30 دولاراً في الشهر؟".

ويرى القاضي أن "كل شيء في سوريا يشير بوضوح إلى أن النظام سيظل عاجزاً عن تأمين المتطلبات الأساسية للحياة، وفي مقدمتها الوقود والكهرباء، وبالتالي فنحن أمام نظام غير متوازن، واضح عليه الإرهاق والعجز، وبالتالي ليس أمامه سوى تجاهل هذه الأوضاع والاختباء وراء شعارات متضخمة تهرب من الوضع الداخلي إلى العالم الخارجي".

وكانت شعبان قدر ردت على سؤال لبرنامج "لعبة الأمم" حول سبب خلو كلمة الأسد من الإشارة إلى التوجهات العامة للنظام في المرحلة القادمة قائلة إن "هذه التوجهات بدأت ولم تنتظر خطاب القسم"، موضحة أنها كانت حاضرة من خلال شعار "الأمل بالعمل الذي فسّره الرئيس بلقائه رجال الأعمال القادمين من حلب وتأكيده على الصناعة والزراعة، والمشاريع الصغيرة".

ورأت شعبان أن "الأسد لا ينتظر المناسبات لإطلاق المبادرات، ولذلك لم ألحظ انقطاعاً في التفكير بما يجب أن يكون، فالعمل مستمر وملامح المرحلة القادمة هي أن تحرير الأراضي التي تحت الاحتلال أولوية" حسب قولها.

وفي ما يتعلق بموقف الدول الغربية الذي ترفض الاعتراف بشرعية النظام ونتائج الانتخابات التي أجراها، وتشترط التوصل إلى حل سياسي قبل البدء بعملية إعادة الإعمار، هاجمت شعبان هذه الدول، ورأت أن شرعية الأسد أتت من " الحشود الشعبية التي خرجت تأييداً" لانتخابه.

أمر يجمع المراقبون على أنه مجرد وهمٍ يحاول النظام تسويقه بين مؤيديه، أما عملياً فلا يمكن البدء بعملية إعادة الإعمار قبل رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على النظام، وهو ما لا يمكن أن يحدث قبل إنجاز تسوية سياسية وفق القرار الدولي 2245، بينما يؤكد المستشار القاضي أن ما قالته شعبان "مجرد شعارات منفصلة عن الواقع".

ويضيف "لم يكن مفاجئاً أن يتهرب رأس النظام من الحديث عن الواقع الاقتصادي وسبل الخروج من النفق المظلم، وبالتالي لم يكن متوقعاً أن تقدم مستشارته شيئاً مفيداً بهذا الخصوص، ومن الطبيعي أن تفشل في ترقيع خطاب الأسد على هذا الصعيد، إذ ليس لدى هذا النظام ما يقدمه، وحتى الوعود بات يتهرب من التصريح بها نتيجة تراكم العجز عن تحقيق أي منها على مدار أكثر من عقد قاد فيها البلاد من كارثة إلى أخرى".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها