الخميس 2021/05/20

آخر تحديث: 11:50 (بيروت)

إدلب:مضادات الدروع الروسية تربك المعارضة..وقد تقلب الموازين

الخميس 2021/05/20
إدلب:مضادات الدروع الروسية تربك المعارضة..وقد تقلب الموازين
increase حجم الخط decrease
تستنزف الصواريخ المضادة للدروع فصائل المعارضة السورية في المواجهات مع قوات النظام ووحدات حماية الشعب الكردية في جبهات ريفي حلب وإدلب. وعمل هذا النوع من الصواريخ الموجهة ومن طرازات متنوعة والتي زاد استخدامها منذ بداية العام 2021 على قلب ميزان القوى لصالح الوحدات والنظام وأربك المعارضة وشلّ حركتها في منطقة العمليات المحاذية لخط التماس.

واعتادت مليشيا "قوات تحرير عفرين" التابعة للوحدات الكردية في منطقة تل رفعت في ريف حلب الشمالي، على تزويد مجموعاتها المتسللة نحو مواقع المعارضة والجيش التركي بالصواريخ المضادة للدروع لاستخدامها ضد المركبات العسكرية والمدنية في المنطقة المحاذية لخط التماس وبعمق 5 كيلومترات على الأقل، وكان لهذه الصواريخ الدور البارز في نجاح العمليات وإيقاع الخسائر في صفوف الفصائل.

في 19 أيار/مايو، تعرضت نقاط "فيلق الشام" التابع للجيش الوطني في محور باصوفان في ريف عفرين لهجوم شنّته مجموعة متسللة من "قوات عفرين". ووقعت اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل 4 مقاتلين من الفيلق. وأثناء عمليات انسحابها استخدمت المجموعة المتسللة صاروخاً مضاداً ضد مركبة كانت بالقرب من منطقة الاشتباك ما تسبب بإصابة ثلاثة أشخاص على الأقل.

وقال نائب القائد العسكري في "فرقة المعتصم" الفاروق أبو بكر إن "الاستراتيجية العسكرية للوحدات الكردية في جبهات ريف حلب باتت تشبه إلى حد كبير الاستراتيجية العسكرية لقوات النظام في جبهات إدلب وغربي حلب، كما لو أن هناك غرفة عمليات واحدة تدير الهجمات وعمليات التسلل خلف خطوط المواجهة، والتي توجه نحو استخدام أكبر للصواريخ المضادة للدروع".

وأضاف ل"المدن"، أن "روسيا تقوم بتزويد الوحدات بأنواع مختلفة من الصواريخ المضادة في جبهات ريف حلب، فالمنطقة التي تتمركز فيها الوحدات (تل رفعت وريفها) مغلقة ولا يمكن لقسد شمال شرقي سوريا إرسال الأسلحة الأميركية المتطورة إلى مليشيا قوات عفرين في ريف حلب".

وتابع: "على الرغم من أن الروس ينفون باستمرار أي علاقة لهم بالعمليات الهجومية والصاروخية التي تنفذها الوحدات بريف حلب، إلا أنهم هم وراءها ويدعمونها للضغط على تركيا".

من جهته، أوضح المحلل العسكري العقيد أحمد حمادة ل"المدن"، أن "الوحدات الكردية تستخدم أنواعاً من الصواريخ المضادة للدروع ضد الفصائل في هجماتها، وجميع الطرازات المستخدمة روسية الصنع، أبرزها صاروخ كورنيت الموجه بالليزر، وصاروخ كونكورس الموجه، بالاضافة لصاروخ فاغوت".

وأشار حمادة إلى أن "قوات النظام والمليشيات الموالية لها تستخدم الطرازات ذاتها من الصواريخ الروسية المضادة للروع في جبهات إدلب ومحيطها".

وفرضت قوات النظام واقعاً عسكرياً مستجداً في جبهات إدلب ومحيطها بسبب استخدامها المكثف للصواريخ المضادة للدروع، والتي تسببت بمقتل وإصابة العشرات من المدنيين والعسكريين خلال الأشهر الأربعة الماضية في منطقة ال5 كيلومترات المحاذية لخط التماس الممتد من مرتفعات ريف اللاذقية الشمالي وحتى ريف حلب الغربي مروراً بجبهات جبل الزاوية جنوبي إدلب وجبهات غرب منطقتي معرة النعمان وسراقب شرقي إدلب.

ولأجل فرض منطقة عسكرية من خلال نيران الصواريخ الموجهة، قامت قوات النظام بعملية إعادة انتشار جديدة منذ مطلع العام 2021 ركزت خلالها على نشر كتائب مختصة بمضادات الصواريخ من "الفرقة 11 مدرعة" و"الفرقة التاسعة" و "الفرقة السابعة" و "الفيلق الخامس" الروسي.

ورأى المحلل العسكري العقيد مصطفى بكور ل"المدن"، إن "الوحدات الكردية بفرعيها المدعومين من روسيا والولايات المتحدة تمتلك كميات كبيرة من الصواريخ المضادة للدروع وخاصة التاو الأميركي، والكورنيت الروسي".

وقال: "عادت هذه الصواريخ للظهور مؤخراً على الساحة بسبب عدم وجود معارك التحامية قريبة للمشاة لذلك أصبحت من بين الأسلحة الأكثر استخداماً في استهداف الآليات من مسافات بعيدة، بهدف قطع طرق الإمداد القريبة من خط الجبهة وتدمير الآليات ومجموعات الأفراد قرب الخطوط الأمامية في نقاط الرباط".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها