الأحد 2021/05/16

آخر تحديث: 22:35 (بيروت)

مجلس الأمن:واشنطن تعرقل إصدار بيان..ولا تطالب إسرائيل بوقف عدوانها

الأحد 2021/05/16
مجلس الأمن:واشنطن تعرقل إصدار بيان..ولا تطالب إسرائيل بوقف عدوانها
© Getty
increase حجم الخط decrease
أعربت الصين عن أسفها لقيام الولايات المتحدة بعرقلة إصدار بيان لمجلس الأمن الدولي حول النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، مطالبة ببذل مزيد من الجهود الدولية لوقف دوامة العنف.

وبعد إفشال واشنطن مسع المجلس لإصدار بيان مشترك لوقف العدوان الإسرائيلي، دعت كل من النرويج وتونس والصين إلى وقف كل أعمال العنف والتحريض والتدمير والإخلاء في بيان مشترك ثلاثي.

وقال وزير الخارجية الصينية وانغ يي، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن خلال اجتماع للأخير عبر نظام الفيديو كونفرنس: "بكل أسف، فقط بسبب عرقلة دولة واحدة، لم يتمكن مجلس الأمن من التحدث بصوت واحد".

وعقد مجلس الأمن اجتماعا طارئاً الأحد، على مستوى وزراء الخارجية عبر الفيديو استجابة لدعوة كل من تونس والصين والنرويج؛ لبحث التصعيد في فلسطين وإسرائيل. ورغم أن الجلسة كانت مقررة على مستوى الوزراء، فإن أميركا وإسرائيل اكتفتا بتمثيل مندوبيهما في الأمم المتحدة.

وإلى جانب الدول الـ 15 -الأعضاء في مجلس الأمن- شارك في الاجتماع ممثلون عن فلسطين وإسرائيل وعدد من دول المنطقة من بينها الأردن ومصر.

وكانت واشنطن وحدها قد رفضت خلال الأسبوع نصّين سابقين اقترحهما ثلاثة أعضاء في المجلس هم النروج وتونس والصين.

وأحجمت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد عن مطالبة إسرائيل بوقف عدوانها العسكري على قطاع غزة، ودعت في المقابل حركة حماس وبقية الفصائل الفلسطينية إلى الوقف الفوري للهجمات الصاروخية. 

وقالت غرينفيلد إن بلادها تدعو كل الأطراف إلى حماية المدنيين واحترام القانون الدولي الإنساني، مشيرة إلى أن واشنطن مستعدة للدعم إذا سعى الطرفان إلى وقف إطلاق النار.

وذكرت بأن بلادها أجرت وتجري اتصالات مع القادة الفلسطينيين والإسرائيليين ومع أطراف في المنطقة لوقف النزاع، ولفتت إلى إجراء واشنطن اتصالات تشمل مسؤولين مصريين وقطريين من أجل التوصل إلى هدوء بالمنطقة.

ودعت غرينفيلد إلى "العمل بحسن نية تجاه رؤية إسرائيل ودولة فلسطينية، تعيشان جنباً إلى جنب بسلام داخل حدود آمنة ومعترف بها، يتمتع فيها كل من الإسرائيليين والفلسطينيين بتدابير متساوية من الحرية والأمن والازدهار والديمقراطية".

نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين قال إن تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية أمر غير قادر على إرساء استقرار شامل في الشرق الأوسط في حال تجاهل الملف الفلسطيني الإسرائيلي. وأضاف أن "خطورة الأزمة الحادة الحالية في العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية لا تقتصر على حدود المنطقة".

وشدّد على ضرورة "احترام وضع الأماكن المقدسة بشكل صارم وضمان حقوق وحرية المتدينين في ممارسة طقوسهم الدينية في القدس الشرقية وأخذ الحساسية العالية لهذه المسألة بعين الاعتبار". وتابع: "في هذا السياق نعتبر محاولات تغيير الواقع الديموغرافي والجغرافي والتاريخ في القدس الشرقية لاغية قانونياً".

ولفت فيرشينين إلى أن "الدورة الجديدة من الأزمة تشير إلى أن تطبيع علاقات إسرائيل مع دول عربية، وعلى الرغم من إيجابية هذه الظاهرة، غير قادر على إرساء استقرار شامل للأوضاع في الشرق الأوسط في حال تجاهل الملف الفلسطيني الإسرائيلي".       

من جهته، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من خطر أزمة إقليمية "لا يمكن احتواؤها" في الشرق الأوسط. وقال في مستهل اجتماع المجلس: "يجب أن يتوقف القتال. يجب أن يتوقف فورا"، واصفاً العنف الذي أودى بنحو 200 شخص خلال الأسبوع بأنه "مروع للغاية".

وأشار الأمين العام إلى أن الأعمال العدائية أجبرت آلاف الفلسطينيين على مغادرة منازلهم في غزة والتماس المأوى في المدارس والمساجد وغيرها من الأماكن، مع محدودية الوصول إلى المياه أو الغذاء أو النظافة أو الخدمات الصحية.

وندّد وزير الخارجية الفلسطينية رياض المالكي أمام المجلس، بالعدوان على شعبه والمقدسات، وطالب المجتمع الدولي بالقيام بواجباته في حماية الفلسطينيين وتطبيق القرارات الدولية المتعلقة بالنزاع في الشرق الأوسط. وأضاف "لا يريد البعض استخدام هذه الكلمات، جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، لكنهم يعرفون أنها الحقيقة".

وطالب بفرض عقوبات وحظر تصدير أسلحة إلى إسرائيل، لارتكابها جرائم حرب بحق الفلسطينيين. وانتقد المالكي تصريحات منسوبة للرئيس الأميركي جو بايدن بأن إسرائيل لديها حق في الدفاع عن نفسها.

من جهته، حمّل مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة جلعاد أردان خلال اجتماع المجلس، حركةَ حماس مسؤولية إشعال النزاع. وقال إن التصعيد "كان متعمداً بشكل كامل من حماس لتحقيق مكاسب سياسية"، مضيفاً إلى أن بلاده حاولت تهدئة التوتر في القدس.

وندّدت وزيرة خارجية النرويج إيني إريكسون بالهجوم الإسرائيلي الذي استهدف السبت، المبنى الذي يعد مقرا للعديد من وسائل الإعلام في غزة، معتبرة أنه مقلق. كما حثت إسرائيل على حماية حق "المؤمنين" في التمتع بالمناطق المقدسة في القدس الشرقية.

من جانبه، قال وزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي إن بلاده ملتزمة بمواصلة المساعي البنّاءة حتى تحقيق تسوية شاملة وعادلة، مطالباً المجلس بالعمل على وقف فوري لإطلاق النار. وطالب الوزير التونسي المجموعة الدولية بتحمل مسوؤلياتها وحمل إسرائيل على إنهاء احتلال فلسطين.

وأكدت مصر في بيان ألقاه وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال اجتماع مجلس الأمن، أنها لا ترى سبيلا لتحقيق الأمن والسلام في المنطقة إلا عبر نيل الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة واستقلال دولته على خطوط 4 يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها