الخميس 2021/05/13

آخر تحديث: 13:36 (بيروت)

حرب الشوارع بين العرب واليهود..تهز دولة اسرائيل

الخميس 2021/05/13
حرب الشوارع بين العرب واليهود..تهز دولة اسرائيل
© Getty
increase حجم الخط decrease
وقّع وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس على أمر تجنيد 10 سرايا احتياط من قوات عناصر "حرس الحدود"، وذلك لتعزيز عمل الشرطة الإسرائيلية على "استعادة السيطرة وفرض النظام". فيما حذّر الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين من حرب أهلية في إسرائيل، بعد مواجهات دامية اندلعت في مدن الخط الأخضر ليل الأربعاء.

ويأتي ذلك، في ظل اعتداءات المستوطنين على المواطنين العرب، وقمع الشرطة للمظاهرات الاحتجاجية التي تشهدها البلدات العربية نصرة للقدس والأقصى، وتنديداً بالعدوان على غزة.

وقال ريفلين لدى تعليقه على مشاهد اعتداء عشرات المستوطنين الإسرائيليين على شاب فلسطيني في مدينة "بات يام" الساحلية، إن "الحرب اندلعت في شوارعنا والأغلبية الصامتة مذهولة ولا تصدق ما تراه". وأضاف في تصريحات لقناة "كان"، "الأغلبية الصامتة لا تقول شيئاً لأنها مصدومة تماماً"، وتابع: "نحن نخلق حالة نسمح فيها بحرب أهلية لأننا صامتون".

وناشد ريفلين جميع القادة (العرب والإسرائيليين في إسرائيل)، أن يدعو الناس ألا يصابوا بالجنون، مضيفاً "نحن مواطنو بلد واحد، ومجتمع واحد".

وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن غانتس وقع على أمر التجنيد لسرايا احتياط بحرس الحدود، في ظل اتساع دائرة الاحتجاجات في البلدات العربية، واندلاع ما وصفته ب"أعمال عنف" على خلفية قومية، وتضاف هذه السرايا إلى القوات التي تم تجنيدها الثلاثاء. كما قرر استعداد الجيش لمساعدة الشرطة الإسرائيلية وحرس الحدود في كل ما هو ضروري، بما في ذلك عملية التجنيد، والآليات اللوجستية، وتدريب وتجنيد الوحدات من أجل انخراطها في الخدمة بسرعة وفعالية.

 في هذا الوقت، عاشت مدن وبلدات في الداخل الفلسطيني ليلة مواجهات عنيفة مع الشرطة الإسرائيلية، ومع المستوطنين الذين انتشروا في الشوارع، واعتدوا على المحلّات والسيّارات التي تعود لفلسطينيين بالحجارة والعبوات الحارقة.

وأوقعت المواجهات عشرات الإصابات في صفوف الفلسطينيين والمستوطنين، فضلاً عن إصابة جندي من حرس الحدود بإطلاق نار، في حدث غير معهود على مستوى الداخل الفلسطيني، فيما اعتُقِل أكثر من 370 شخصاً.

وتصدّرت مدينة أم الفحم، شمالاً، المشاهد، بعد أن تخللت المواجهات عمليات إطلاق رصاص حيّ، لم يُعرف بعد مصدرها وملابساتها، أدت إلى إصابة عنصر في حرس الحدود. وتداول نشطاء على نحو واسع مشهداً يظهر لحظة إطلاق الرصاص صوب مجموعة من عناصر حرس الحدود، بينما لاذ بعضهم بالفرار.

وليس بعيداً عن أم الفحم، اندلعت مواجهات صباح الخميس، مع قوّات الشرطة الإسرائيلية في بلدة كفر قاسم، التي انطلقت فيها احتجاجات مباشرة بعد صلاة العيد، وسرعان ما تحولت إلى اشتباكات مع عناصر الشرطة. وبحسب ما تداوله نشطاء على مواقع التواصل، فقد أحرق متظاهرو البلدة 3 سيّارات تابعة للشرطة في شارع السلطاني بالبلدة.

وفي الرملة أيضاً، ارتفع منسوب التوتر إلى مستويات غير مسبوقة، بعد انتشار مئات المستوطنين في الشوارع، ومهاجمتهم سيّارات المارّة من الفلسطينيين.

وفي اللد، التي فرضت سلطات الاحتلال حظر تجول ليلياً فيها، قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" إن اثنين أصيبا بإطلاق نار في المدينة، من دون تحديد هويّتَيهما، وملابسات الحادثة، فيما أشارت الصحيفة ذاتها إلى 14 إصابة أخرى متفاوتة وصلت إلى مستشفى "أساف هروفيه" في المدينة.

وفي وقت متأخر من ليل الأربعاء/الخميس، أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أنه أوعز إلى الشرطة للعمل بموجب أنظمة طوارئ خاصة. وأشار إلى أنه منحها صلاحيات واسعة وسيمنحها المزيد من الصلاحيات للعمل على "إعادة سيطرة الحكومة على المدن"، ملمحاً إلى إمكانية نشر قوات عسكرية في المدن.

وقال نتنياهو في بيان مصوّر: "لقد رأينا مثيري شغب عرب يحرقون الكنس ويضرمون النار في السيارات ويهاجمون رجال الشرطة ويلحقون الأذى بالمدنيين المسالمين والأبرياء". وأضاف "هذا أمر لا يمكننا قبوله، إنها فوضى. لا شيء يبرر ذلك، وسأقول لكم أكثر من ذلك، لا شيء يبرر إعدام العرب ميدانياً، ولا شيء يبرر إعدام اليهود ميدانياً كذلك".

وتابع نتنياهو: "سنعيد فرض السلطة والحكم على مدن إسرائيل في كل مكان. في كل المدن، في المدن المختلطة، في المدن اليهودية، في كل مكان". وأضاف "أصدرت تعليماتي للشرطة بالعمل بموجب صلاحيات الطوارئ، تعزيز قواتها بوحدات حرس الحدود وكذلك بالطبع فرض حظر تجول عند الضرورة".

وقال: "أعقد اجتماعاً طارئاً لمنح المزيد من الصلاحيات للشرطة، والمزيد من الدعم للشرطة، لمنحهم المزيد من القوات. كما أنني أنوي نشر قوات عسكرية (في المدن) بموجب القانون الحالي وإذا لزم الأمر - سيتم سن قانون آخر".

وأضاف "أقول لمواطني إسرائيل - لا يهمني إذا كان دمكم يغلي. لا يمكنكم أن تلغوا القانون وتفرضوه بأنفسكم، لا يمكنكم أن تأخذوا مواطناً عربياً بسيطاً وتحاولوا إعدامه، تماماً كما لا يمكننا أن نرى مواطنين عرباً يفعلون ذلك لمواطنين يهود، لن يحدث ذلك".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها