الإثنين 2021/03/08

آخر تحديث: 14:32 (بيروت)

عشر سنوات على الحرب السورية..كيف إستمرت المذبحة؟

الإثنين 2021/03/08
عشر سنوات على الحرب السورية..كيف إستمرت المذبحة؟
increase حجم الخط decrease
ترى صحيفة "الغارديان" البريطانية أنه بعد عشر سنوات من اندلاعها، اختفت الحرب الأهلية المروعة في سوريا من عناوين الأخبار. يحجم السياسيون الأميركيون والأوروبيون والجمهور الغربي عن المشاركة. فيما تلعب روسيا دوراً محورياً، لكن في الجانب الخطأ. الدول الإقليمية المتدخلة مثل تركيا وإسرائيل وإيران تعطي الأولوية للمصالح الأنانية قصيرة المدى. والنتيجة، بحسب الصحيفة" هي حالة من "الجمود. صراع شبه بارد يتسم بالعنف المتقطع والألم العميق واللامبالاة الاستراتيجية".

مع ذلك، فإن هذا "الفشل الملحمي" في وقف الحرب لا تزال له عواقب سلبية بعيدة المدى على الأمن الدولي والقيم الديمقراطية وسيادة القانون، وكذلك على المواطنين السوريين. سواء كانت القضية تتعلق بالمعاناة الإنسانية، أو اللاجئين، أو جرائم الحرب، أو الأسلحة الكيماوية، أو الإرهاب السلفي، فإن الموروثات السامة والمتعددة للحرب عالمية وخبيثة ومستمرة.

وتقول "الغارديان" إن سوريا هي حرب العالم. وتبرز 10 أسباب لماذا ألحقت 10 سنوات من البؤس والفوضى التي لا تنتهي الضرر بالجميع:

معاناة المدنيين
تختلف تقديرات أعداد القتلى منذ آذار/مارس 2011 اختلافاً كبيرًاً، من حوالي 117000 إلى 226000 - لكن النطاق الواسع لميدان القتل الحديث هذا لا جدال فيه. ذكرت الأمم المتحدة هذا الشهر أن "عشرات الآلاف من المدنيين المحتجزين تعسفيا في سوريا ما زالوا مختفين قسراً، بينما تعرض آلاف آخرون للتعذيب أو العنف الجنسي أو الموت أثناء الاحتجاز". المدن والاقتصاد في سوريا في حالة خراب. 12 عشر مليون شخص يواجهون الجوع. ربما فقدت مثل هذه الصور القدرة على الصدمة. لكن السؤال الأخلاقي الأساسي لا يزال له أهمية عالمية: لماذا يُسمح باستمرار هذه المذبحة؟

اللاجئون
نزح أكثر من نصف سكان سوريا البالغ عددهم 22 مليون نسمة، قبل الحرب. والكثيرون منهم محاصرون في إدلب، شمال غرب سوريا، بين قوى معارضة وفريسة للميليشيات السلفية. أدت تدفقات اللاجئين إلى قلب السياسة الإقليمية في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، وعززت الأحزاب اليمينية المتطرفة والتحيز ضد المهاجرين. يأتي الموت الآن إلى شواطئ أوروبا يومياً. كيف يمكن تحمل هذا؟

الإفلات من العقاب
رئيس النظام بشار الأسد وأعوانه متهمون بمجموعة واسعة من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. يتم استهداف المدنيين وعمال الإنقاذ والعاملين في مجال الصحة والمستشفيات بشكل روتيني. يعيق استخدام حق النقض الروسي والصيني المحكمة الجنائية الدولية. بدأت التحقيقات مع عناصر الأسد في فرنسا وألمانيا. حوكم أفراد من قوات الأمن السورية. لكن الإخفاق في تقديم المحرضين إلى العدالة، بما في ذلك جماعات المعارضة والسلفيين، يجعل القانون الدولي عرضة للسخرية.

الأسلحة الكيماوية
استخدام النظام المتكرر للأسلحة الكيماوية المحظورة في تحدٍ للمعاهدات العالمية له تداعيات دولية خطيرة. بعد هجوم سيئ السمعة بغاز السارين في الغوطة عام 2013، كان من المفترض أن الأسد قد سلم ترسانته. لكن الأمم المتحدة حددت أكثر من 40 هجوماً بالأسلحة الكيماوية منذ ذلك الحين. أعاقت روسيا التحقيقات مراراً وتكراراً، بينما تجاهلت الولايات المتحدة "الخطوط الحمراء" الخاصة بها. ونتيجة لذلك، ضعفت اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية بشكل خطير.

تنظيم "داعش"
المستفيد الدائم من الحرب هو تنظيم "داعش"، الذي اجتاح أراضٍ في سوريا والعراق في عام 2014. وبينما سحق تحالف دولي الخلافة في نهاية المطاف، كان "داعش" وراء العديد من الهجمات الإرهابية في أوروبا في 2014-2017. لقد ألهم التنظيم الجماعات السلفية المناهضة للغرب في جميع أنحاء العالم ويقال إنه يعيد بناء نفسه في العراق. الرد الغربي على عودة "داعش" متشظي بشكل خطير.

روسيا والولايات المتحدة
شكلت الحرب تحولاً واضحاً في ميزان القوى في الشرق الأوسط من الولايات المتحدة إلى روسيا. بعد رفض الرئيس الأميركي باراك أوباما التدخل عسكرياً، ملأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فراغ السلطة الذي تلا ذلك في عام 2015 - وربما أنقذ نظام الأسد. قلق جو بايدن الرئيسي هو ردع الميليشيات الموالية لإيران والسلفيين. يبدو أن بايدن يعتقد أن الوقت قد فات لإنقاذ سوريا. سيكون من الرائع إثبات خطأ ذلك.

الربيع العربي
أعربت الدول الغربية في البداية عن تعاطفها مع محاولات الإطاحة بالدكتاتوريين والأنظمة الاستبدادية في تونس والبحرين ومصر وليبيا واليمن وسوريا. لكن مع تحول الأحداث إلى حالة لا يمكن التنبؤ بها، تدخل الإسلاميون، تراجع الغرب. أغلقت النافذة التي فُتحت لفترة وجيزة على الإصلاح السلمي في العالم العربي. كانت قضية الديمقراطية العالمية خاسراً كبيراً. سوريا ترمز إلى هزيمتها.

تركيا
استغل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحداث للثأر من الأكراد في الداخل والخارج. يحتل الجيش التركي المناطق الحدودية جزئياً، لمنع المزيد من تدفق اللاجئين وردع هجوم النظام على إدلب - ولكن أيضاً لإحباط الحكم الذاتي الكردي على غرار العراق في شمال شرق سوريا. لقد قوض المستنقع السوري علاقات أنقرة مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وأوروبا، مما أثار التساؤل: من خسر تركيا؟

إسرائيل ضد إيران
تخشى إسرائيل من حشد قوات الحرس الثوري الإيراني والقوات المسلحة الموالية لطهران في سوريا ولبنان. وشنت مئات الضربات الجوية على أهداف مرتبطة بإيران هناك، وحثّت الولايات المتحدة على أن تحذو حذوها رداً على الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة في العراق والخليج واليمن. بالنسبة لإسرائيل وإيران، أصبحت سوريا منطقة معركة متقدمة في صراع متعدد الجبهات. رفاهية شعبها ليست مصدر قلقهم. ضعفها المزمن يناسب كليهما.

فشل الأمم المتحدة
لقد تسبب الإخفاق في إنهاء الحرب في إلحاق أضرار جسيمة بالمؤسسات الدولية. مجلس الأمن على وجه الخصوص فقد مصداقيته بشدة، وكذلك جهود الأمم المتحدة لصنع السلام. ومع ذلك، لو أراد "الخمسة الكبار" في مجلس الأمن الدولي وقف النزاع حقاً، فلا شك في أنهم، بالعمل معاً، كان بإمكانهم فعل ذلك. هم لم يحاولوا حتى وهذا هو الإرث الأكثر عاراً للحرب السورية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها