الأربعاء 2021/02/24

آخر تحديث: 16:30 (بيروت)

ألمانيا:السجن لإياد الغريب..سابقة في جرائم الحرب السورية

الأربعاء 2021/02/24
ألمانيا:السجن لإياد الغريب..سابقة في جرائم الحرب السورية
الحكم على إياد الغريب بالسجن لمدة 4 سنوات ونصف (Getty)
increase حجم الخط decrease
حكم القضاء الألماني، الأربعاء، بالسجن 4 سنوات ونصف السنة بحق إياد الغريب، أحد المتهمين الاثنين، في قضية تعذيب منسوبة للنظام السوري. ووصف الادعاء العام الألماني هذه القضية بأنها أول قضية جنائية على مستوى العالم ضد جرائم وانتهاكات النظام السوري. 
وأدانت المحكمة الإقليمية العليا في مدينة كوبلنز الألمانية، الضابط السابق في استخبارات النظام السوري إياد الغريب بتهمة المشاركة في اعتقال 30 متظاهراً على الأقل في مدينة دوما في الغوطة الشرقية بريف دمشق، في أيلول/سبتمبر وتشرين الأول/أكتوبر 2011 ونقلهم إلى مركز اعتقال تابع لأجهزة الاستخبارات.

وقالت النيابة في بيانها الختامي، إن "ألمانيا تجري هذه المحاكمة على جرائم ضد الإنسانية لمصلحة المجتمع الدولي الذي يجب ألا يسمح بالتعذيب دون عقاب". وأضافت أن "ألمانيا لا يمكن أن تكون ملاذاً للأشخاص الذين ارتكبوا جرائم بموجب القانون الدولي".

وأكد المدعي الفيدرالي للمحكمة، أن المحاكمة في كوبلنز "ليست سوى البداية"، وسيتبع ذلك مزيد من المحاكمات على الجرائم في سوريا. وأشار القرار الصادر عن المحكمة، إلى أن مدة الاعتقال تُحتسب من تاريخ اعتقاله في ألمانيا في تشرين الأول/أكتوبر من العام 2019.

ورحّب وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس بصدور "حكم تاريخي" ضد ضابط المخابرات السوري السابق، في أول محاكمة في العالم، على صلة بعمليات تعذيب منسوبة إلى النظام السوري.
وقال ماس في تغريدة: "إنه أول حكم يحاسب مسؤولين عن التعذيب في سوريا"، مشيراً إلى "الدلالة الرمزية العالية" التي يحملها بالنسبة للسوريين حكم القضاء الألماني على عنصر سابق في الاستخبارات لضلوعه في جرائم ضد الإنسانية.
أما المتهم الثاني في القضية، العقيد أنور رسلان فيُعتبر أكثر أهمية في جهاز الأمن السوري، ذاع صيته في فرع الخطيب، ومُلاحق بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في قتل 58 شخصاً وتعذيب 4 آلاف معتقل،  ومن المتوقع أن تستمر محاكمته حتى نهاية تشرين الأول/ أكتوبر على الأقل.
ووصفت الناشطة الحقوقية السورية في ألمانيا، وإحدى مؤسسات "حركة عائلات من أجل الحرية"، فدوى محمود، قرار المحكمة الألمانية بأنه "سابقة في تاريخ سوريا الحديث". وقالت ل"المدن": "كحقوقيين أسعدنا هذا الحكم، ولكن بالوقت نفسه لا نعتبره حكماً قاسياً، خاصة أن سجون ألمانيا تعتبر مرفهة مقارنة بمعتقلات وسجون النظام السوري". 

وأضافت محمود، زوجة المعارض السوري المعتقل عبد العزيز الخيّر، أن قرار المحكمة جاء ضد ضابط رتبته صغيرة في أجهزة مخابرات النظام السوري قائلةً: "نتطلع إلى محاكمة الرؤوس الكبيرة في النظام السوري".
 
وشددت الناشطة الحقوقية على أن الحكم أعطى بارقة أمل لدى الحقوقين والناشطين السوريين في تحقيق العدالة في سوريا، مشيرةً إلى أن حاجز الخوف لا يزال قائماً لدى الكثيرين من السوريين مع استمرار النظام في ممارسة أبشع الانتهاكات بحق السوريين، مضيفة أن "الكثيرين من السوريين يتخوفون من رفع قضايا ضد النظام بسبب وجود عائلاتهم في سوريا".
 
وطالبت محمود من كل الدول المعنية بحقوق الإنسان أن تحذو حذو ألمانيا، واصفةً الحكم بالخطوة القوية من أجل تحقيق العدالة في سوريا.

ويُعدّ هذا الحكم، الأول من نوعه الذي يُصدر في المحاكم الأوروبيّة، في قضية مرتبطة بجرائم القمع والتعذيب في سوريا.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها