الإثنين 2021/11/29

آخر تحديث: 17:01 (بيروت)

إسرائيل تطالب بعدم الرضوخ للإبتزاز الإيراني..وتخشى فوضى إقليمية

الإثنين 2021/11/29
إسرائيل تطالب بعدم الرضوخ للإبتزاز الإيراني..وتخشى فوضى إقليمية
تقديرات إسرائيلية: فشل محادثات فيينا سيقود لانعدام استقرار إقليمي (Getty)
increase حجم الخط decrease
دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت القوى العالمية الى عدم الاستسلام والرضوخ لما وصفه ب"الابتزاز النووي الإيراني"، مع بدء الجولة السابعة من المباحثات لاحياء الاتفاق النووي الايراني، في العاصمة النمساوية فيينا الإثنين.

وقال بينيت في مقطع مصور موجه إلى المجتمع الدولي، إن "إيران تصل إلى المفاوضات في فيينا بهدف واضح، وهو إزالة العقوبات مقابل لا شيء تقريباً". وأضاف بينيت انه "ليس فقط أن إيران ستحافظ على برنامجها النووي، وإنما ستحصل على المال مقابله".

وتابع بينيت أنه "بالرغم من خروق إيران وتآمرها على مراقبة النووي، تصل إيران إلى طاولة المفاوضات في فيينا، وهناك من يعتقدون أنهم يستحقون إزالة العقوبات ومئات مليارات الدولارات التي ستضخ لنظامهم العفن".

وأردف "الإيرانيون مخطئون.. لا تستحق إيران الحصول على أي هبات، أو أي صفقات بسعر رخيص وأي إزالة عقوبات مقابل وحشيتهم"، وقال: "أدعو حلفاءنا في أنحاء العالم ألا يستسلموا للابتزاز النووي الإيراني".

وفي ظل عدم قدرة الحكومة الإسرائيلية على ثني الولايات المتحدة عن التوجه للعودة للاتفاق النووي مع إيران، اعتبرت تقديرات إسرائيلية أن فشل الجولة الحالية من المحادثات حول اتفاق نووي بين إيران والدول العظمى، قد يقود إلى فترة من انعدام الاستقرار الإقليمي مقابل إيران.

ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مسؤولين إسرائيليين وصفتهم بالمطلعين على الاتصالات التي تقوم بها الدول العظمى مع إيران، أن "إيران تسعى إلى احتكاك عسكري دائم بقوة منخفضة مقابل إسرائيل ودول الخليج، في محاولة لممارسة ضغوط على المجتمع الدولي، وتحقيق إنجازات تمكنهم من الحفاظ على البرنامج النووي وتخفيف العقوبات".

وأضاف المسؤولون الاسرائيليون أنه في حال فشل المفاوضات حول اتفاق نووي، فإن "إيران قد تصعّد المواجهة في المنطقة"، وتابعوا أن "إيران ليست معنية بالعودة إلى الاتفاق، وإنما بالمماطلة في المحادثات، بحيث يسمح ذلك لها بدفع برنامجها النووي قدماً من دون مراقبة". وتابعوا: "وفقاً للتوقعات في إسرائيل، فإن إيران ستقدم مطالب بالحد الأقصى، بينما سيطالبهم الأميركيون بالعودة إلى انصياع كامل لاتفاق العام 2015.".


4 سيناريوهات

وحدد المسؤولون الاسرائيليون أربعة سيناريوهات متوقعة حول الجولة الحالية من مفاوضات فيينا:

بحسب السيناريو الأول، ستعترف الولايات المتحدة بأنه لن يكون بالإمكان إعادة إيران إلى الاتفاق النووي الأصلي من العام 2015، وستعمل على اتفاق مرحلي، يشمل تفاهمات حول مواضيع لا يوجد خلافات حولها، وبذلك يتم تقييد تقدم البرنامج النووي الإيراني. وقالت "هآرتس" إن الولايات المتحدة استعرضت أمام إسرائيل، مؤخراً، مجموعة اقتراحات بهذه الروح، وبينها مطالبة إيران بالتوقف عن تخصيب اليورانيوم ووقف الأبحاث والتطوير للصناعات النووية.

وأضافت الصحيفة أن الأميركيين يعتقدون أن اتفاقاً مرحلياً سيوقف التقدم التكنولوجي للبرنامج النووي، ويبقي بأيدي الدول العظمى أوراقاً قوية نسبياً من أجل فرض مفاوضات أفضل على إيران لاحقاً. وترفض إسرائيل الخطط التي قُدمت لها حتى الآن، "لكن مسؤولين إسرائيليين أوضحوا أنهم لا يرفضون تأييد خطوة الاتفاق المرحلي، إذا ثبت أنها ستؤدي إلى تأخير تقدم البرنامج النووي لسنوات. والمشكلة الأساسية هي عدم ثقة إسرائيل بقدرات التفاوض الأميركية مقابل إيران"، بحسب الصحيفة.

ويعتبر السيناريو الثاني أن فشل المحادثات سيقود إلى أزمة، وتصعيد المواجهة بين إيران والمجتمع الدولي. وأشارت الصحيفة إلى أن احتمالات هذا السيناريو ضئيلة. أما السيناريو الثالث، الذي يعتبر احتمال تحققه ضئيلاً أكثر، هو أن تتراجع إيران عن برنامجها النووي، بشكل جزئي أو كامل، من أجل إزالة العقوبات عنها.

والسيناريو الرابع، الذي يُعتبر احتمال تحققه ضئيلاً جداً أيضاً، هو أن يقود فشل المحادثات إلى اعتماد الولايات المتحدة استراتيجية أكثر ليونةً في مطالبها من إيران، في محاولة للتوصل إلى حد أدنى من التفاهمات لإنهاء الأزمة.

من جهتها، نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن مسؤول إسرائيلي قوله، إن "إيران تبعد أسابيع عديدة عن إنتاج ما يكفي من اليورانيوم المخصب لقنبلة نووية واحدة".

وأضاف المسؤول أنه "في هذه الأثناء لا يدور الحديث عن تطوير القنبلة نفسها، ولا يوجد دليل حتى الآن على نوايا إيرانية لصنع قنبلة". وتابع أنه بسبب تطوير البرنامج النووي الإيراني في السنتين الأخيرتين، فإنه "ليس بالإمكان تقريباً العودة إلى الاتفاق النووي الأصلي من العام 2015".

بدوره، قال المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" ناحوم برنياع إنه "لا يوجد أي مسؤول جدي في إسرائيل يقدر أن النظام الإيراني يعتزم إطلاق قنبلة ذرية نحو الكِرْياه (مقر وزارة الأمن والجيش)"، لكن "يتعين على أي حكومة في إسرائيل أن تأخذ بالحسبان أن المسدس النووي الموضوع على الطاولة في الحرب القادمة، قد يطلق النار في الحرب التي تليها".

وأضاف "بإمكان أميركا أن تتعهد لنا بضمانات بالغة، لكن التهديد المباشر في النهاية هو علينا فقط.. ولذلك، فإن استثمار الموارد في الردع، الدفاع، وبالهجوم أيضاً مبرر في حال كان هجوم استباقي إسرائيلي ممكناً وإذا كان الثمن محتملاً".

وتابع برنياع أن "هذا كله بعيد الآن ومعزول عن الحياة الحقيقية"، وقال: "عندما يفكر الإسرائيليون بفيينا، فإن انتشار كورونا هناك يقلقهم أكثر من انتشار النووي، لكن عميقاً في القلب هم يعلمون أن الوباء مؤقت وسيحصد ثمنا بالأنفس، بالاقتصاد، بالسياحة المغادرة والوافدة، وبعد ذلك سيختفي. لكن لإيرانيين سيبقون بعده".


وعن اتفاق نووي مرحلي، أضاف أن اتفاقاً كهذا "لن يزيل التهديد لكنه سيحرر أموالاً إيرانية لأهداف عسكرية أخرى. وفي جميع الأحوال لن تصل بشائر جيدة من هناك (فيينا)".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها