4 سيناريوهات
وحدد المسؤولون الاسرائيليون أربعة سيناريوهات متوقعة حول الجولة الحالية من مفاوضات فيينا:
بحسب السيناريو الأول، ستعترف الولايات المتحدة بأنه لن يكون بالإمكان إعادة إيران إلى الاتفاق النووي الأصلي من العام 2015، وستعمل على اتفاق مرحلي، يشمل تفاهمات حول مواضيع لا يوجد خلافات حولها، وبذلك يتم تقييد تقدم البرنامج النووي الإيراني. وقالت "هآرتس" إن الولايات المتحدة استعرضت أمام إسرائيل، مؤخراً، مجموعة اقتراحات بهذه الروح، وبينها مطالبة إيران بالتوقف عن تخصيب اليورانيوم ووقف الأبحاث والتطوير للصناعات النووية.
وأضافت الصحيفة أن الأميركيين يعتقدون أن اتفاقاً مرحلياً سيوقف التقدم التكنولوجي للبرنامج النووي، ويبقي بأيدي الدول العظمى أوراقاً قوية نسبياً من أجل فرض مفاوضات أفضل على إيران لاحقاً. وترفض إسرائيل الخطط التي قُدمت لها حتى الآن، "لكن مسؤولين إسرائيليين أوضحوا أنهم لا يرفضون تأييد خطوة الاتفاق المرحلي، إذا ثبت أنها ستؤدي إلى تأخير تقدم البرنامج النووي لسنوات. والمشكلة الأساسية هي عدم ثقة إسرائيل بقدرات التفاوض الأميركية مقابل إيران"، بحسب الصحيفة.
ويعتبر السيناريو الثاني أن فشل المحادثات سيقود إلى أزمة، وتصعيد المواجهة بين إيران والمجتمع الدولي. وأشارت الصحيفة إلى أن احتمالات هذا السيناريو ضئيلة. أما السيناريو الثالث، الذي يعتبر احتمال تحققه ضئيلاً أكثر، هو أن تتراجع إيران عن برنامجها النووي، بشكل جزئي أو كامل، من أجل إزالة العقوبات عنها.
والسيناريو الرابع، الذي يُعتبر احتمال تحققه ضئيلاً جداً أيضاً، هو أن يقود فشل المحادثات إلى اعتماد الولايات المتحدة استراتيجية أكثر ليونةً في مطالبها من إيران، في محاولة للتوصل إلى حد أدنى من التفاهمات لإنهاء الأزمة.
من جهتها، نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن مسؤول إسرائيلي قوله، إن "إيران تبعد أسابيع عديدة عن إنتاج ما يكفي من اليورانيوم المخصب لقنبلة نووية واحدة".
وأضاف المسؤول أنه "في هذه الأثناء لا يدور الحديث عن تطوير القنبلة نفسها، ولا يوجد دليل حتى الآن على نوايا إيرانية لصنع قنبلة". وتابع أنه بسبب تطوير البرنامج النووي الإيراني في السنتين الأخيرتين، فإنه "ليس بالإمكان تقريباً العودة إلى الاتفاق النووي الأصلي من العام 2015".
بدوره، قال المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" ناحوم برنياع إنه "لا يوجد أي مسؤول جدي في إسرائيل يقدر أن النظام الإيراني يعتزم إطلاق قنبلة ذرية نحو الكِرْياه (مقر وزارة الأمن والجيش)"، لكن "يتعين على أي حكومة في إسرائيل أن تأخذ بالحسبان أن المسدس النووي الموضوع على الطاولة في الحرب القادمة، قد يطلق النار في الحرب التي تليها".
وأضاف "بإمكان أميركا أن تتعهد لنا بضمانات بالغة، لكن التهديد المباشر في النهاية هو علينا فقط.. ولذلك، فإن استثمار الموارد في الردع، الدفاع، وبالهجوم أيضاً مبرر في حال كان هجوم استباقي إسرائيلي ممكناً وإذا كان الثمن محتملاً".
وتابع برنياع أن "هذا كله بعيد الآن ومعزول عن الحياة الحقيقية"، وقال: "عندما يفكر الإسرائيليون بفيينا، فإن انتشار كورونا هناك يقلقهم أكثر من انتشار النووي، لكن عميقاً في القلب هم يعلمون أن الوباء مؤقت وسيحصد ثمنا بالأنفس، بالاقتصاد، بالسياحة المغادرة والوافدة، وبعد ذلك سيختفي. لكن لإيرانيين سيبقون بعده".
وعن اتفاق نووي مرحلي، أضاف أن اتفاقاً كهذا "لن يزيل التهديد لكنه سيحرر أموالاً إيرانية لأهداف عسكرية أخرى. وفي جميع الأحوال لن تصل بشائر جيدة من هناك (فيينا)".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها