السبت 2021/11/27

آخر تحديث: 12:28 (بيروت)

موسكو إستضافت أحمد العودة..ترتيب أوضاع الجنوب السوري

السبت 2021/11/27
موسكو إستضافت أحمد العودة..ترتيب أوضاع الجنوب السوري
increase حجم الخط decrease
لم تُكشف بعد تفاصيل الزيارة التي أجراها قائد اللواء الثامن التابع ل"الفيلق الخامس" أحمد العودة لروسيا قبل أيام قليلة، لكن الواضح لمصادر "المدن"، أنها تأتي ضمن التحركات الروسية الهادفة إلى إعادة ترتيب الوضع الميداني في الجنوب السوري، بعد انتهاء التسويات التي أجرتها قوات النظام.

أحمد العودة في روسيا
مصدر مقرب من العودة أكد ل"المدن"، أن صور العودة أثناء تواجده في موسكو المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي  ليست مسربة، ما يعني أن العودة تقصد نشرها، لنفي الأنباء التي راجت مؤخراً عن إقالته من قيادة اللواء الثامن.

وفي ظل التحولات التي شهدتها درعا مؤخراً، المتمثلة بزيادة نفوذ المليشيات المدعومة من إيران، مقابل انحسار نفوذ الفيلق الخامس وقوته، يمكن قراءة الزيارة على أنها محاولة من روسيا لفرض الاستقرار الذي قوضته التسويات الأخيرة.

وحسب عضو "تجمع أحرار حوران" محمد عساكره، تكمن مشكلة الجنوب السوري في زيادة النفوذ الإيراني، رغم ما يشاع عن انسحاب "الفرقة الرابعة" الموالية لإيران من درعا وريفها. وأضاف ل"المدن"، أن إيران استغلت التسويات الأخيرة بزيادة نفوذها في ريف درعا الغربي الذي بات تحت سطوة إيران بشكل مباشر، وصولاً إلى ريف درعا الشرقي.

وأشار عساكره إلى حالة عدم الاستقرار التي تسود كامل درعا، بسبب زيادة الاعتقالات والاغتيالات، وقال: "في الجنوب الوضع صعب للغاية، وإيران باتت المتحكمة بكل شيء، لا سيما مع تراجع دور اللواء الثامن".

وبعد التوصل في الجنوب إلى اتفاق التسوية في صيف العام 2018، شكلت روسيا الفيلق الثامن من عناصر فصائل المعارضة، وبشكل مركز من عناصر "لواء شباب السنة"، وأوكلت العودة بقيادته وألحقته ب"الفيلق الخامس" التابع لقوات النظام السوري، وكان للتسويات الأخيرة التي انتهت في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، دور مهم في تراجع نفوذ اللواء الثامن، رغم استثناء مدينة بصرى الشام والقرى التابعة لها (معقل أحمد العودة) منها.

وفي هذا الاتجاه، وضع عضو اللجنة الدستورية بشار الحاج، وهو من أبناء درعا، زيارة العودة إلى موسكو، في إطار المقاربة الروسية الجديدة للوضع في الجنوب السوري، موضحاً ل"المدن"، أنه "بعد الانتهاء من التسوية، بدأ الحديث عن مخطط روسي لصناعة ودعم معارضة داخلية في الجنوب وغيره".

وتابع الحاج قائلاً: "بالإشارة إلى التنافس الشديد على النفوذ بين روسيا وإيران في الجنوب السوري، الذي يشهد حالة من عدم استقرار وفوضى تخدم إيران بالدرجة الأولى".

وفي وقت سابق، انتشرت أنباء عن قرار روسي بتفكيك اللواء الثامن، وتوزيع عناصره على الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، ما يرجح أن يكون الهدف من الزيارة بحث ترتيبات ذلك.

من جانب آخر، تزامن تواجد العودة في روسيا، مع الزيارة التي أجراها وفد من مجلس سوريا الديمقراطية (مسد) لموسكو، وعن ذلك يقول المحلل السياسي الروسي أندريه أونتيكوف ل"المدن"، إن الهدف من استقبال موسكو للوفود والشخصيات السورية، هو استعادة الأراضي السورية كاملة لسلطة دمشق.

ويضيف "لم تتغير الاستراتيجية الروسية هذه، لكن هناك صعوبات تعيق تحقيق ذلك في درعا، وروسيا تبحث عن حل لها، والامر ذاته ينسحب على منطقة شرق الفرات".

وبذلك تخلو هذه الزيارات من عنصر المفاجأة، وفق أونتيكوف، الذي يقول: "تجري موسكو مشاورات مكثفة، لإمكانية الوصول إلى تفاهمات لتحقيق الهدف الرئيسي أي إعادة الأراضي السورية للسلطات".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها