الأحد 2021/10/10

آخر تحديث: 13:43 (بيروت)

لماذا دخلت إسرائيل على خط الغاز المصري الى لبنان؟

الأحد 2021/10/10
لماذا دخلت إسرائيل على خط الغاز المصري الى لبنان؟
© Getty
increase حجم الخط decrease
"هل يصل الغاز الإسرائيلي إلى حزب الله؟".. تحت هذا العنوان، بثت القناة العبرية (12) تقريرها، الذي زعمت أنه النشر الأول؛ لإطلاع عامة الجمهور على أصل الغاز الذي سيُنقذ لبنان من الظلام الناجم عن النقص الحاد في الكهرباء، وإن بدا غازاً مصرياً وبمسار عبر الأردن وسوريا، لكنها قالت إنه سيكون إسرائيلياً.

يقول مُعدّ التقرير إيهود يعاري أنه أول مَن أماط اللثام عن جنسية الغاز، باستثناء إصدار واحد أو اثنين في الصحافة المختصة في مجال الطاقة، والتي تم حظرها لعامة الناس بسبب ارتفاع أسعار الإشتراك. وقال إنه يمكن للحكومة الإسرائيلية أن "تظل صامتة في هذه الأثناء".

وتابع: "كذلك، مِن المريح جداً لرئيس النظام السوري بشار الأسد وأمين عام حزب الله حسن نصر الله، ألا يناما على حرير، كما لو كان الغاز المصري سيتدفق إلى لبنان في غضون عام أو أكثر، إذا سارت الأمور على ما يرام".

بحسب تقرير القناة العبرية "الثانية عشرة"، فإن الفكرة العامّة لمشروع تزويد لبنان بالغاز لصالح توليد الكهرباء، تتلخص في استخدام "خط الغاز العربي"، الذي سيمتص الغاز المتدفق إلى العقبة في الأردن من نقطة جنوب طابا المصرية، عبر خط أنابيب في قاع البحر الأحمر، ومِن هناك عبر الأردن إلى سوريا. ويحتاج قسم الأنابيب في سوريا إلى ترميم. واعتبرت القناة المذكورة أن عملية النقل تبدو بمثابة مشروع هندسي عادي إلى حد ما، لكنه ليس بسيطًا أو ممكنًا حقًا، وفق تعبيرها.

وتحدثت القناة العبرية عن سببين لاستنتاجها حول الجنسية الأصل للغاز الذاهب إلى لبنان، وإن كان بتمويل مصري: الأول، أن خط الأنابيب في شمال سيناء، الذي من المفترض أن يضخّ المصريون، من خلاله، غازهم إلى الأردن، هو "مُحتلّ" بالغاز القادم من إسرائيل، ويتدفق في الإتجاه المعاكس (غربًا) إلى مصر. لذلك، تزعم القناة الإسرائيلية، في استنتاجها، بأنه إذا أريد أن يتدفق الغاز من العريش جنوباً أولاً، إلى البحر الأحمر، فلا خيار سوى تدفق الغاز الذي تشتريه مصر من حقل "لفياتان" الإسرائيلي الكائن في بحر حيفا.

وأما السبب الثاني لهذا الاستنتاج، مردّه أنّ القسم الشمالي من "خط الغاز العربي" في الأردن، يُستخدم لتدفق الغاز من "لفياتان" جنوباً إلى محطتي الكهرباء في منطقتي الزرقاء وسمارة بالمملكة. مرة أخرى: من أجل نقل الغاز إلى سوريا، يجب الحصول على المزيد من الإمدادات "المصرية" من الجنوب التي ستسمح بتحويل الغاز من حقل " لفياتان الحوت" إلى الشمال. وفي ذلك، افتراض بأن الغاز المصري غير كافٍ وحده للقيام بالمشروع، وأيضاً دخول الغاز الإسرائيلي على خط الأنابيب مع الأردن أيضاً.

وتدعّي القناة (12) أنه لم يتم تقديم بديل آخر في المحادثات المحمومة التي تجري الآن على مستوى عالٍ بشأن المشروع. وتابعت: "أما حزب الله، فالأفضل أن نغلق أعيننا ما دامت تنير لبنان. كما ستُستخدم الكهرباء المولدة من الغاز، بشكل جيد، في مصانع الأسلحة ومستودعات الصواريخ التابعة لنصر الله".

وبالنسبة لبشار الأسد، اعتبرت القناة العبرية أن المشروع بمثابة تذكرة عودة إلى الدائرة العربية، ويُمكن إنقاذ الأسد خطوة بخطوة من الحضن الإيراني، حسب الرؤية الأردنية والمصرية.

في المقابل، شكّك النائب الأردني السابق سمير عويس في حديثه ل"المدن"، بما جاء به تقرير القناة الإسرائيلية المشار إليها، موضحاً أن الأكيد هو أن الغاز مصري من طابا إلى العقبة ثم السير من المملكة إلى سوريا وصولاً إلى لبنان. مع العلم، أن الأردن يعتمد على الغاز الإسرائيلي، في معظم الإستخدامات، وبدرجة قليلة على الغاز المصري؛ ذلك أنّ الأنبوب المصري تعرض للتفجير عدة مرات في السنوات الماضية، فضلاً عن أن الغاز الإسرائيلي، ضمن اتفاق مدته عشرة سنوات، هو أقل تكلفة من الغاز المصري.

ورأى عويس أنّ ما نشرته القناة الإسرائيلية في هذا التوقيت، ليس بريئاً وأنه يندرج في سياق محاولة تل ابيب لبعثرة الأوراق والتشويش على هذا المشروع؛ لأنها تدرك جيداً أن موضوع الغاز الإسرائيلي سيثير ضجّة في لبنان.

لكنّ مصادر "المدن"، تقر بوجود تقاطع واشتراك بأنبوب الغاز في منطقة سيناء بين الغاز المصري وذلك الإسرائيلي، وكذلك بخط الأنابيب مع الأردن..إلاّ أنها عادت وأكدت، بأنه لا يُمكن التضليل بهذا الشأن؛ لأن لبنان لم يرد الحصول على الغاز الإسرائيلي من الأردن، وأن رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ذهب إلى القاهرة؛ كي يحصل على الغاز المصري الخالص وليس الإسرائيلي.

غير أنّ هذه المصادر، لم تقدم في إجابتها ضمانة ميكانيكية وفيزيائية، بأن الغاز الواصل إلى لبنان، في سياق المشروع، هو مصري من ألفه إلى يائه.

وبالعودة إلى تقرير القناة العبرية، فإنه قدم تساؤلات بشأن المطلوب من إسرائيل حيال مشروع إضاءة لبنان: "كيف تتصرف إسرائيل إذاً؟، وهل يمكن المطالبة بعودة سياسية كبيرة من الأسد ونصرالله؟، وإذا كان الأمر كذلك، ما هو الإعتبار الذي سنصر عليه؟. وفي ظل عدم وجود تعويض مناسب، هل ينبغي لإسرائيل أن تحبط الخطة التي ترحب بها الولايات المتحدة؟". ويجيب: "الأرباح الإضافية من مبيعات الغاز ليست الاعتبار الرئيسي، بل إفشال إضاءة لبنان بمساعدة النفط الإيراني".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها