الأحد 2021/01/03

آخر تحديث: 12:47 (بيروت)

الانتخابات الفلسطينية:حماس تتخلى عن التزامن وتقبل بالتتابع والترابط

الأحد 2021/01/03
الانتخابات الفلسطينية:حماس تتخلى عن التزامن وتقبل بالتتابع والترابط
© Getty
increase حجم الخط decrease
فكّت رسالة بعث بها رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية قبل يومين، إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والأمناء العامين للفصائل، عقدة جديدة كانت تعترض طريق الانتخابات الغائبة طويلاً، بعدما اصطدمت جهود الأشهر الأخيرة لتحقيق الغاية بانتكاسة في وقت سابق.

العقدة الجديدة التي تم فكّها برسالة هنية تتمحور حول تنازل "حماس" عن شرط تزامن الانتخابات، والقبول بإجرائها وفق مبدأ التتابع، بحيث تبدأ بالتشريعية ثم الرئاسية فالمجلس الوطني.. لكن هنية، بحسب مضمون الرسالة التي وصلت الى "المدن"، قد أضاف إليها كلمة "الترابط"، ما يعني أن القبول مشروط أيضاً.

ويؤكد رئيس شبكة الأقصى الإعلامية التابعة ل"حماس"، وسام عفيفة أن هنية أرفق كلمة "الترابط" مع "التتابع"، كاشفاً ل"المدن"، عن أن ليونة موقف "حماس" الجديد جاء نتيجة متغير إقليمي هامّ، قد تمثل بدور وسيط من قطر ومصر.. حيث بذلت الدولتان "جهوداً كبيرة لحلحلة مواقف فتح وحماس، عبر تلبية مطالب حماس وتهدئة مخاوفها من عدم التزام السلطة وفتح بانتخابات كرزمة واحدة واحترام نتائجها"، وفق عفيفة.

ويشدد على أن البُعد الإقليمي ودور الوسطاء الذي كان مفقوداً في الفترة الماضية قد تمّ تداركه نتيجة المتغيرات الإقليمية وارتباطاً بنتيجة الانتخابات الأميركية التي أفرزت فوز الديمقراطي جو بايدن.
رسالة هنية التي وصلت الى الامناء العامين للفصائل
وتعتقد "حماس" أن المتغير الأبرز في حكاية موقفها، هو تعهد الوسطاء بالعمل على توفير "شبكة امان" بمثابة ضمانة ل"حماس" و"فتح" لإجراء الانتخابات العامّة.

ويؤكد عفيفة أن إطلاق هنية رسالته من الدوحة بحكم تواجده هناك، أيضاً له اعتبار مهم، مع تشديده على مسألة "الترابط" بين الانتخابات، مشيراً إلى أن إضافة الكلمة يعني أن لموقف "حماس" إطاراً ضامناً لحدوث الانتخابات "رزمة واحدة" وألا تتوقف عند محطة انتخابية معينة.

وعن الخطوة التالية، يقول عفيفة إن "فتح" و"حماس" ستعودان إلى ما تم التفاهم عليه في حوارات إسطنبول التركية في الأشهر الآخيرة، مبيناً أن أهم عنصر هو إمكانية الذهاب إلى الانتخابات ب"قائمة مشتركة" كضمانة للطرفين بأن كلاهما رابح لا خاسر.

وبالرغم من أن رسالة هنية التي وصلت رئيس السلطة وقيادات الفصائل خلت من الإشارة الواضحة إلى "القائمة المشتركة"، فإن عفيفة يرى أن القائمة كانت "شرطاً مستمراً لفتح"، وأن الاخيرة طلبت من قطر ومصر أن تقنعا "حماس" بها لتحقيق "الشراكة" في السلطة عبر قائمة انتخابية موحدة وجامِعة للحركتين.

ومع تفكيك المعضلة الأساسية، على الاقل، عبر التوافق على "توالي الانتخابات"، بدت حركة "حماس" حذرة من الإفراط في التفاؤل بشأن المضي قدماً نحو إجراء الانتخابات. ويعللّ عفيفة هذا الشعور بأن أساس الأزمة ليست الانتخابات فقط، وكون الانتخابات تحدث قبل المصالحة باعتبار الأولى الطريق إلى الثانية، فإنها تمثل "تجربة ليست سهلة وبها محاذير كثيرة".

بيدَ أن حركتي "فتح" و"حماس" تدركان أنه لا يمكن التنافس في ما بينهما مئة في المئة في انتخابات ديمقراطية ضمن ظروف انقسام معقدة وإنما انتخابات محصنة ب"القائمة المشتركة".. وهذا يعني بحسب المعطيات أنهما متوافقتان "تقريباً" على فكرة القائمة الانتخابية الموحّدة.

وتعتقد مصادر من "حماس" في حديث ل"المدن"، أنه في حال إصدار الرئيس محمود عباس المرسوم القاضي بإجراء الانتخابات، "سننتقل إلى مرحلة عملية. حماس وفتح ستحاولان خلق حالة من التوافق قبل الانتخابات لضمان الربح لا الخسارة".

إذاً، بعد تفكيك عقدة جديدة في طريق إجراء الانتخابات الفلسطينية وهي الاتفاق على تتابع الانتخابات "الثلاثية"، سيتم الانتقال إلى اختبار العقدة التالية ربما الأصعب وهي (إصدار المرسوم، الاتفاق على برنامج سياسي واحد وكامل التفاصيل، ومرجعية المفاوضات القادمة مع إسرائيل)، خاصة وأن اللاعبين في الساحة الفلسطينية كُثر.

في السياق، قال أمين عام لفصيل بمنظمة "التحرير" وصلته رسالة من هنية الجمعة، إن قطر ومصر وتركيا لعبت دوراً في إقناع حماس بالعدول عن شرطها بتزامن الانتخابات.

وتوقع القيادي في حديث ل"المدن"، حراكاً نحو الانتخابات بعد رسالة هنية وترحيب عباس بها، موضحاً أن مرسوم الانتخابات يصدر عن عباس لمجرد اتفاقه مع لجنة الانتخابات المركزية حول الإجراءات المطلوبة والوقت اللازم لذلك.

من جانبه، اعتبر قيادي مقرب من رئيس السلطة الفلسطينية أن رسالة هنية "الإيجابية" تندرج في سياق "اضطرار" حماس لهذه الخطوة لاعتبارات دولية وإقليمية. وقال ل"المدن"، إن هذا تعزز بعد وصول رسالة إلى "حماس" من فريق الرئيس المنتخب جو بايدن عبر دولة إقليمية مفادها أن "إدارته ستتعامل مع حركة (الإخوان المسلمين) بمنظور حقوق الإنسان فقط، وأن إدارته تتعامل مع (حماس) كحركة ارهابية، إلا إذا وافقت على شروط الرباعية الدولية واعترفت بإسرائيل".

وقال مصدر من مكتب الاتحاد الأوروبي في القدس ل"المدن"، إن الاتحاد ينتظر تحركاً فلسطينياً جدياً بعد رسالة هنية، معتبراً أن "بحر الاسبوع الجاري" سيكون حاسما بشأن مدى الجدية الفلسطينية لإجراء الانتخابات.

وتحدّث المصدر عن ضغوط أوروبية تُمارس على السلطة الفلسطينية و"حماس" لإجراء الانتخابات التي مضى على استحقاقها الدستوري سنوات طويلة، بينما تتعاظم الحاجة لتجديد شرعية السلطة والقيادات. وأكد أن إجراء الانتخابات يخدم أكثر من طرف بغض النظر عن المصلحة الخاصة لأي منهم. وتمنّى المصدر الأوروبي إصدار "مرسوم الانتخابات" وتحديد تواريخها خلال هذا الأسبوع.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها