"داعش" أو العشيرة..مجهولون يغتالون مسؤولتين في الإدارة الذاتية

قُتلت مسؤولتان تعملان مع الإدارة الذاتية في ريف الحسكة الجنوبي مساء الجمعة، فيما تم توجيه الاتهامات بالمسؤولية لأكثر من جهة، في مقدمتها خلايا تابعة لتنظيم "داعش".

وقالت مصادر محلية إن مجهولين أقدموا على اغتيال الرئيسة المشتركة لمجلس تل الشاير سعدة الهرماس، ومسؤولة الاقتصاد في المجلس ذاته إسلام لطيف الحسين، بعد تعرضهما للخطف من مجهولين، مبينة أنه تم العثور على جثتيهما على الطريق العام في منطقة الدشيشة، التابعة لناحية مركدة.

وقال مصدر ل"المدن"، إن أصابع الاتهام تُشير إلى مسؤولية خلايا تابعة ل"داعش"، مؤكداً أن تهديدات سابقة بالقتل وصلت للمسؤولتين، من قبل خلايا التنظيم.

وأشار إلى أن ريف الحسكة الجنوبي يشهد نشاطاً واضحاً لخلايا "داعش" الذين يتنقلون بسهولة على جانبي الحدود العراقية-السورية، موضحاً أن المسؤولتين من قبيلة الجبور العربية، وكان لهما نشاط واضح مع الإدارة الذاتية.

في المقابل، استبعد مصدر من ريف الحسكة الجنوبي أن يكون التنظيم هو المسؤول عن العملية، وقال ل"المدن": "لا يحظى التنظيم بانتشار هناك كما يُشاع". وأضاف أن المنطقة تُعتبر من المناطق التقليدية المحافظة، بحيث لا يُسمح للنساء بالتطوع أو العمل مع الإدارة الذاتية التي يهيمن عليها الأكراد، وظهور الهرماس على وسائل إعلام كردية لأكثر من مرة، قد يكون استفز أقاربها وأفراد عشيرتها، ما دفعهم إلى قتلها والمرأة الأخرى، بتهمة الخروج عن العادات والتقاليد.

وحسب المصدر، فإن المجتمع المحلي ينظر إلى المتعاملين مع الأكراد على أنهم عملاء، وخصوصاً النساء منهن، لأن انضمام أي واحدة منهن إلى الإدارة الذاتية قد يشجع أخريات على العمل ذاته، وهذا ما يتعارض مع عادات وتقاليد المنطقة، رغم أن القاعدة الاجتماعية بعيدة عن التشدد الديني.

وقال: "لا نستطيع الجزم بمسؤولية أقاربهما، لكن التنظيم لو أراد الانتقام من قسد والإدارة الذاتية في هذه المنطقة، لكان استهدف النقاط العسكرية التابعة للقوات الكردية".

وحول عمليات الاغتيالات الأخرى التي يشهدها ريف الحسكة الجنوبي من وقت لآخر، ومسؤولية خلايا التنظيم عنها، أجاب المصدر: "عمليات الاغتيال تكون غالباً بدوافع انتقامية وخلافات قديمة، ويكفي نسب المسؤولية لخلايا التنظيم". وأضاف "عموماً المنطقة تعاني من فلتان أمني، وقسد غير مهتمة بضبط الأمن لأن ريف الحسكة الجنوبي لا يسجل تواجداً كردياً، وتقطنه العشائر العربية فقط".