الخميس 2021/01/14

آخر تحديث: 11:51 (بيروت)

وعود تحسن الليرة..هل تتدخل روسيا لإنقاذ انتخابات الأسد؟

الخميس 2021/01/14
وعود تحسن الليرة..هل تتدخل روسيا لإنقاذ انتخابات الأسد؟
© Getty
increase حجم الخط decrease
تباينت تعليقات السوريين حول الوعد الجديد الذي تحدث عنه رئيس حكومة النظام السوري حسين عرنوس، بتحسن سعر صرف الليرة السورية في الفترة المقبلة. وفيما وضع البعض ذلك في إطار الوعود المُستهلكة، قاطع آخرون حديث عرنوس مع الأنباء التي راجت مؤخراً حول عزم روسيا دعم اقتصاد النظام، لإشاعة أجواء إيجابية تمهيداً لإجراء الانتخابات الرئاسية.

وكان عرنوس قد أشار إلى أن لديه من المعطيات ما يؤكد أن سعر الليرة سيتحسن، وأن هذا الأمر سينعكس على مستوى الأسعار، مضيفاً أن "اتفاقيات مهمة جداً مع الدول الصديقة تم توقيعها فعلاً"، وأن "تنفيذ ما تم الاتفاق عليه سيتم في القريب العاجل".

وتابع أن "هذه الاتفاقيات ستنعكس إيجاباً على توافر المواد الرئيسية، وأن الأثر لهذه الاتفاقيات سيلمسه المواطن من خلال توافر هذه المواد في الأسواق وتحسن سعر الصرف، وأزمة البنزين ستُحل خلال أيام قليلة".

وأشارت تقارير صحافية إلى أن روسيا تستعد للتحرك اقتصادياً لتحقيق انفراج معيشي جزئي، وذلك لتمهيد الأرضية لإجراء الانتخابات "الشكلية"، التي سيحصل بشار الأسد من خلالها على ولاية رئاسية جديدة مدتها سبع سنوات.

وتتطلع روسيا إلى توظيف المبالغ المالية التي استطاع نظام الأسد تحصيلها عنوة من رجال الأعمال في مناطق سيطرته، من رامي مخلوف إلى محمد حمشو وأيمن جابر وغيرهم، لإنجاح مساعيها الاقتصادية، على ما يؤكد المراقب الاقتصادي والمفتش المالي منذر محمد ل"المدن".

ويوضح أن النظام السوري تمكن مؤخراً من جباية أموال طائلة من "حيتان" المال، ربما تساعده على القيام بتحركات اقتصادية من شأنها إرضاء حواضن النظام الاجتماعية، وقال: "الواضح أن روسيا ستتولى صرف هذه الأموال، في تأمين المواد الأساسية من خبز ومحروقات ومواد غذائية"، معتبراً أن "الصورة التي تريد روسيا تصديرها عن الانتخابات، تتعارض مع مشاهد طوابير الخبز والبنزين والمازوت، ويبدو أن هذا ما ألمح إليه عرنوس، بإشارته إلى معطيات لديه حول تحسن الوضع الاقتصادي قريباً".

ويقول محمد إن روسيا تسعى إلى تخفيف المعاناة الاقتصادية، عبر توجيهات مالية للنظام ولشركاتها لتأمين ولو جزء من الاحتياجات الرئيسية، على الأقل إلى حين إجراء الانتخابات.

في المقابل، يشكك وزير الاقتصاد والمالية في الحكومة السورية المؤقتة عبد الحكيم المصري بوعود عرنوس عن تحسن سعر الليرة السورية، قائلاً: "ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها النظام عن تحسن سيطرأ على سعر الليرة، ويأتي أداء الليرة لينسف كل ذلك".

ويؤكد في تصريح ل"المدن"، أن ما يرفع قيمة الليرة هو الإنتاج المحلي، لا التصريحات ولا الحديث عبر وسائل الإعلام، ومعلوم بأن المناطق الغنية بالإنتاج لا زالت خارج سيطرة النظام، مستدركاً: "قد يطرأ على العملة تحسن مع حصول مستجدات سياسية، لكن هذا التحسن لا يدوم طويلاً دون دعمه بالمعطيات الاقتصادية على الأرض، وكذلك في حالة النظام قد تشهد الليرة تحسناً في حال نجح النظام بتمرير شحنة مخدرات كبيرة".

وحول فرص نجاح روسيا في انتشال اقتصاد النظام السوري، مرحلياً على أقل تقدير، يقول المصري: "روسيا جاءت لتأخذ الأموال، لا لتدفع، فعلى سبيل المثال منذ مدة وجيزة رفضت روسيا بيع القمح للنظام بالسعر القديم".

وأشار الوزير في هذا الصدد، إلى تخفيض حكومة النظام السوري مخصصات الطحين اليومية للمحافظات السورية، قائلاً إن "المؤشرات حتى الآن، تؤكد أن الأزمة الاقتصادية التي تضرب اقتصاد النظام إلى استفحال، وبتصوري لن يطرأ أي تحسن على سعر الليرة".

بين مشهد الطوابير المتنقل من محافظة إلى آخرى، ووعود مسؤولي النظام المبنية على اتفاقيات مع روسيا، يقف المواطن السوري على حافة الجوع والبرد، متأملاً من سراب الوعود أن يصدق بعضها.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها