لماذا استهدف مقاتلو المعارضة الدورية التركية؟

قلّلت مصادر في المعارضة السورية من أهمية حادثة التهجم على عسكريين أتراك في منطقة خاضعة لسيطرة الجيش الوطني شمال البلاد، وأكدت أنه تم احتواؤها على الفور.

وكان العشرات قد اعترضوا مساء السبت طريق دورية تركية بالقرب من بلدة سجو التابعة لمدينة أعزاز في ريف حلب الشمالي، والتي يديرها "الجيش الوطني" المعارض المدعوم من تركيا، للاحتجاج على اعتقال أحد قادة التشكيلات في الجيش، ما أدى إلى خروج أحدى عربات الدورية عن مسارها ودهس طفل ما أسفر عن إصابته بجروح.

الحادث تسبب في تفجر الموقف وإثارة غضب المحتجين الذين رشقوا سيارة الدورية بالحجارة، وأجبروا عناصرها على اللجوء إلى أحد مقرات "الفيلق الثالث" في "الجيش الوطني" للاحتماء.

وعقب ذلك، فتحت مجموعة تابعة للقائد العسكري، الذي كان المحتجون يطالبون باطلاق سراحه، النار باتجاه المقر الذي لجأت إليه الدورية التركية، قبل قدوم تعزيزات من "الجيش الوطني" فرقت المحتجين واعتقلت بعض مطلقي النار.

وحسب المصادر، فإن المجموعة المسلحة التي أطلقت النار تابعة للفرقة 23، وهي أحد تشكيلات الفيلق الثالث (الجبهة الشامية) في "الجيش الوطني"، ويقود هذه الفرقة العقيد طيار حسن رجوب، وقد تم اعتقال قائد محلي في الفرقة الجمعة بتهم تتعلق بالفساد والتسلط، بعد شن حملة لملاحقته هو ومساعديه.

وتضم المجموعة العشرات من المقاتلين المنحدرين من مدينة تل رفعت الواقعة في ريف حلب الشمالي، ويقود هذه المجموعة محمد سمير برير، الذي يعتبر أحد أمراء الحرب الصغار في ريف حلب الشمالي. وتتهم المصادر المحتجين الذين تجمعوا للمطالبة باطلاق سراحه بالتبعية له، مثل العناصر الذين أطلقوا النار على الدورية التركية والمقر العسكري.

مصادر المعارضة أبلغت "المدن" أيضاً أن "الأتراك أصروا على تسليم مطلقي النار للمحاسبة أو تنفيذ حملة من أجل اعتقالهم، وتم التفاهم مع وجهاء من مدينة تل رفعت في النهاية على حل ودّي للمشكلة".

وتشهد المناطق الخاضعة لسيطرة "الجيش الوطني" شمال سوريا حوادث عنف واقتتال بين فصائل تابعة ل"الجيش"، غالباً ما تسفر عن سقوط ضحايا بين المدنيين الذين يشتكون أيضاً من انتهاكات وتجاوزات يقوم بها منتسبون لهذه الفصائل، بينما تقول قيادة "الجيش الوطني" إنها تعمل على إيجاد حلول لهذه الظاهرة.