كورونا:أميركا تفقد السيطرة

سجلت الولايات المتحدة أكثر من 48 ألف حالة إصابة جديدة بجائحة كورونا الأربعاء، في ما تعد أكبر حصيلة يومية منذ بدء تفشي الوباء، وفقا لإحصاء جديد من "رويترز".

وجاء الإعلان عن هذه الحصيلة مع ارتفاع عدد الحالات المؤكدة خلال الأسبوع الماضي في  ولايات عديدة، مسجلة أرقاماً قياسية جديدة مرات عدة.

كذلك سجّلت جامعة جونز هوبكنز نحو 53 ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة خلال 24 ساعة. وبذلك، يرتفع إجمالي الإصابات إلى نحو 2.7 مليون. وسجّلت الولايات المتحدة أيضاً 706 وفيات جديدة بالفيروس في آخر 24 ساعة، ليرتفع إجمالي الوفيات إلى 128 ألفاً.

ويُعتبر عدد حالات الإصابة المكتشفة حديثًا في الولايات المتحدة، أعلى من أيّ وقت مضى منذ ظهور الوباء. كذلك فإن عدد الحالات التي تتطلب دخول المستشفيات يتزايد في عدد من بؤر الوباء، كما هو الحال في هيوستن (تكساس) وفينيكس (أريزونا).

وأحصت تكساس رقماً قياسيّاً يوميّاً للإصابات، عند 8076 إصابة جديدة ب"كوفيد-19"، أي ما يقرب من ألف إصابة أكثر من اليوم السابق. وفي ضوء هذه الزيادة في أعداد الإصابات، اضطرت بعض الولايات إلى التمهل في عملية الخروج من الحجر.

وحتى الآن أصيب بالمرض نحو 10.6 ملايين شخص على مستوى العالم، بينما قضى أكثر من نصف مليون منذ بدء تفشيه في كانون الأول/ديسمبر الماضي. وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن كورونا "أبعد ما يكون من نهايته" داعية العالم إلى التصرف بدءاً من الآن من دون انتظار إنتاج لقاح.

وقال كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة أنطوني فاوتشي في جلسة استماع أمام الكونغرس الثلاثاء، إنه بدون تدخل (مثل ارتداء القناع والتباعد الاجتماعي)، يمكن للولايات المتحدة أن تسجل ما يصل إلى 100 ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا في اليوم.

لكنه عاد وأوضح ليل الأربعاء، أنه يجب ألا تكون هناك 100 ألف إصابة في اليوم الواحد، مضيفًا "استخدمت هذا الرقم لأنني أردت أن أصدم الناس لجذب انتباههم". وقال فاوتشي: "ما رأيناه، والذي اختلف حقاً من ولاية إلى أخرى، كان الناس يتجمعون في الحانات، يتجمعون في حشود بطريقة احتفالية، وهذا أمر مفهوم لأنهم شعروا أنهم محاصرون، دون ارتداء الأقنعة. إنه انتهاك لما نحاول القيام به وهو الابتعاد الاجتماعي وارتداء الأقنعة".

وفي السياق، ذكرت مجلة طبية أميركية متخصصة أن العدد الفعلي لضحايا عدوى كورونا في الولايات المتحدة يمكن أن يتجاوز الأرقام الرسمية بنحو الربع. ونشرت مجلة "JAMA Internal Medicine" نتائج دراسة مشتركة لعدة جامعات مرموقة، خلصت إلى أن العدد الإجمالي للوفيات المسجلة على مدى ثلاثة أشهر، يتجاوز المؤشر الإحصائي السنوي، وهو أعلى من عدد الوفيات بسبب كورونا بنسبة 28 في المئة.

ويرى هؤلاء الخبراء أن الولايات المتحدة سجلت منذ بداية آذار/مارس إلى نهاية أيار/مايو، 781 ألف حالة وفاة، أي بزيادة 122.3 ألف عن الإحصاءات السنوية، وفي الوقت ذاته، كان العدد الإجمالي للوفيات الناجمة عن الفيروس التاجي حوالي 95 الفاً.

وفي البرازيل، أعلنت وزارة الصحة أن حصيلة وفيات كورونا تجاوزت 60 ألفاً، بعد تسجيل البلاد 1038 وفاة إضافية خلال الساعات ال24 الماضية، بحسب بيانات الوزارة التي يعتبر المجتمع العلمي أنها أقل بكثير من الأرقام الحقيقيّة.

وتُعتبر أعداد الإصابات الجديدة التي تم الإعلان عنها في البرازيل، واحدة من أعلى المعدلات المسجلة على الإطلاق، إذ تم إحصاء 46,712 إصابة إضافية في غضون 24 ساعة، ما يؤشر إلى أن الوباء لا يزال بعيداً عن السيطرة في هذا البلد.

وفي الوقت الذي تجد دول بالقارة الأميركية صعوبة في السيطرة على كورونا مع تسجيل معدلات قياسية بالإصابات والوفيات، تواجه الصين انتشار نوع جديد من فيروس إنفلونزا الخنازير الذي يمكن أن يتطور إلى وباء يصيب البشر.

ويطلق على الفيروس الجديد "جي 4"، وينحدر وراثياً من سلالة فيروس إنفلونزا الخنازير "إتش1 إن1" الذي تسبب بجائحة العام 2009. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان إن الصين "تتابع بشكل وثيق تطوره" وستتخذ كل الإجراءات اللازمة لمنع انتشاره وأي تفش له.