الإثنين 2020/05/25

آخر تحديث: 15:06 (بيروت)

سوريا:هلع من كورونا..والنظام يوقف إعادة المغتربين

الإثنين 2020/05/25
سوريا:هلع من كورونا..والنظام يوقف إعادة المغتربين
increase حجم الخط decrease
حالة من التوتر تسيطر على المشهد الصحي في مناطق سيطرة النظام، مع ارتفاع حصيلة المصابين بفيروس كورونا وعدم توفر ما يكفي من بنية تحتية لاستيعاب أعداد كبيرة من المصابين، ما دفع الحكومة إلى وقف رحلات الطيران المخصصة لنقل السوريين الراغبين بالعودة من الخارج.

فقد أعلنت وزارة الصحة في حكومة النظام السوري، صباح الاثنين، تسجيل 20 إصابة جديدة بفيروس كورونا بين السوريين القادمين إلى البلاد، منهم 15 من الكويت، و3 من السودان، و1 من روسيا، و1 من الإمارات.

وحسب بيان صادر عن الوزارة، فإن إجمالي عدد الإصابات بالفيروس المسجلة في سوريا (مناطق سيطرة النظام) بلغ 106، شفيت منها 41 وتوفيت 4 حالات.

وكانت الوزارة أعلنت الأحد تسجيل 16 إصابة جديدة بفيروس كورونا بين السوريين القادمين من الخارج، ما رفع العدد إلى نحو تسعين حالة، بعد أن كان عداد حكومة النظام قد استقر عند الرقم 70 لمدة ثلاثة أيام.

الارتفاع المتزايد وتسجيل أرقام كبيرة من الإصابات (بالمقاييس السورية) خلال ساعات محدودة، تسبب بانتشار حالة من الهلع والتوتر في مناطق سيطرة النظام، حيث يخشى الكثيرون من أن يؤدي تفشي الوباء إلى انهيار المنظومة الصحية في البلاد والتي تعاني بالأصل من مشكلات كبيرة على صعيد الكوادر المتخصصة وعدد الأسرة ونقص المعدات، خاصة أجهزة التنفس الصناعي.

حالة الهلع كانت قد بدأت من قطاع المطارات والطيران المسؤول عن نقل المواطنين السوريين الراغبين بالعودة من الخارج، خاصة وأن جميع الإصابات المسجلة حديثاً تعود لأشخاص عادوا للتو إلى سوريا.

وعلمت "المدن" أن حكومة النظام علقت الرحلات الجوية المخصصة لإعادة السوريين من الدول الأخرى، وأن شركة الطيران الحكومية علّلت قرارها بالاستجابة لطلب من وزارة الصحة قالت فيه إن مراكز الحجر لم تعد قادرة على استيعاب أعداد جديدة من النزلاء.

لكن مصادر "المدن" أكدت أن قرار ايقاف الرحلات الجوية الأخيرة جاء بسبب الذعر الذي سيطر على موظفي "الشركة السورية للطيران" والعاملين في مطار دمشق الدولي، بسبب تأكيد إصابات عدد غير قليل بين القادمين من الخارج خلال الأيام الخمسة الماضية، وأن معظم طواقم الطيران باتت تتهرب من العمل وطلبت إجازة خلال فترة العيد.

ويبدو الحديث عن طاقة مراكز الحجر التي خصصتها وزارة الصحة للقادمين من الخارج، الذين يتوجب عليهم البقاء تحت المراقبة في هذه المراكز لمدة 14 يوماً، مثيراً للسخرية بالنسبة للكثيرين، خاصة وأن هذه المراكز ليست سوى غرف بائسة في المدينة السكنية الجامعية، وعنابر أخرى متهالكة في دار قديمة للأيتام في دمشق تم تجهيزها على عجل.

وشهد العديد من مراكز الحجر هذه اضطرابات وحالات اعتداء وضرب متبادل بين العاملين فيها والنزلاء، حسب معلومات حصلت عليها "المدن"، بسبب سوء المعاملة وانعدام النظافة وغياب الخدمات، بالإضافة إلى قلة عدد الكوادر العاملة، ما استدعى تدخل الشرطة في بعض الحالات.

وكانت حالة من الذعر قد انتشرت خلال اليومين الماضيين بين العاملين في مرفأ طرطوس، الذي تديره شركة روسية، بعد ما أعلنت وزارة الصحة أن نتيجة تحليل أحد الموظفين الروس جاءت موجبة، قبل أن تعود الوزارة وتنفي إصابته، مدعية وجود خطأ في نتائج التحليل.

وأوضحت الوزارة في بيان، أن "الفحص الأول لأحد عناصر الجانب الروسي في مرفأ طرطوس أمس كان قد أظهر نتيجة موجبة"، مشيرة إلى أنها اتخذت إثر ذلك قراراً بمنع العمال من الخروج من المرفأ الى حين إجراء الفحوص لجميع المخالطين للحالة المشتبهة، "حيث جاءت نتائج فحوص جميع العاملين سالبة وسمح لهم بالخروج إلى منازلهم وعاد المرفأ للعمل بشكل طبيعي".

وأضافت الوزارة أنه تمت الاثنين اعادة إجراء اختبار "PCR" ثانٍ للحالة المشتبهة لتأكيد أو نفي إصابتها بالفيروس وجاءت النتيجة سالبة.

يشار إلى أنه وفق وزارة الصحة التابعة للنظام، لم تسجل أي إصابة محلية بالفيروس منذ بداية شهر أيار/مايو، فيما سجلت أول اصابة بفيروس كورونا في في مناطق سيطرة النظام رسمياً، في 22 آذار/مارس، لشخص قادم من خارج البلاد أيضاً، بينما تم تسجيل أول حالة وفاة في 29 من الشهر ذاته.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها