الأربعاء 2020/05/20

آخر تحديث: 16:49 (بيروت)

واشنطن_ وطهران:توتر في البحر..وتقارب في العراق

الأربعاء 2020/05/20
واشنطن_ وطهران:توتر في البحر..وتقارب في العراق
© Getty
increase حجم الخط decrease
فيما تتبادل إيران والولايات المتحدة التهديدات بعد الإشكالات البحرية التي حصلت بين سفن البلدين في مضيق هرمز، يسود وضع مختلف تماماً في العراق، حيث يوحي الأمر بما يشبه هدنة ضمنية مؤقتة.

وقال مسؤول عسكري إيراني الأربعاء، إن البحرية الإيرانية ستواصل مهامها الاعتيادية في مياه الخليج، وذلك بعد يوم من تحذير البحرية الأميركية للسفن بالبقاء بعيداً 100 متر عن سفنها، مهددة بمهاجمة المخالفين.

ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية عن المسؤول العسكري أن "وحدات البحرية الإيرانية ستواصل عملها المعتاد في مياه الخليج وخليج عمان "وفقاً للمبادئ المهنية كما كان الوضع في الماضي".

وجاء التحذير الصادر عن القيادة الوسطى للقوات البحرية الأميركية ومقرها في البحرين، ليل الثلاثاء، عقب تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 22 نيسان/أبريل بتدمير أي زوارق حربية إيرانية تقترب من القطع البحرية الأميركية.

وقالت البحرية الأميركية في تحذيرها بأن الاقتراب لمسافة 100 متر من سفنها الحربية ربما "يفسر على أنه تهديد ويُواجه إجراءات دفاعية قانونية". وقال مسؤول أميركي إن "الإشعار الجديد ليس تغييراً في قواعد الاشتباك الخاصة بالجيش الأميركي".

من جهته، قال وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي إن إيران سترد بحزم على أي عرقلة من قبل الولايات المتحدة لحركة ناقلات النفط الإيرانية، مضيفاً ان هذا العمل يعد نوعاً من القرصنة البحرية.

وقال للصحافيين في ختام اجتماع الحكومة الأربعاء، إن "أي عرقلة لناقلات النفط تعد خرقاً لقرارات الأمن الدولي، لذا يتوجب على المنظمات الدولية وكذلك الدول الحساسة تجاه القرارات وأمن المياه الدولية إبداء رد الفعل تجاه هذه القضية حتماً".

وقال إن "الأميركيين والأخرين يعلمون تماماً بأننا سوف لن نتردد إطلاقاً في الرد على مثل هذا الأمر وإن ازدادت العرقلات واستمرت فإنهم سيواجهون رداً حازماً".

في غضون ذلك، أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إلى انخفاض درجة التوتر بين إيران وأميركا، وقالت: "على الرغم من الخطاب الساخن من كلا الجانبين، فقد خففت إيران من نهجها تجاه الغرب على جبهات عديدة، وقد ردت الولايات المتحدة بالمثل".

وأضافت "بعد سنوات من التوترات المتزايدة التي كادت تؤدي إلى الحرب، انتقلت إيران من سياسة الاستفزاز إلى سياسة التعاون المحدود، ويعكس هذا التغيير محاولة لتجنب المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة التي يقول الإيرانيون إنها قد تفيد الرئيس ترامب في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر".

ولفتت الصحيفة الأميركية إلى أن أكثر مكان يمكن عبره لمس التحول الإيراني هو العراق، حيث دعمت إيران رئيس وزراء الموالي لأميركا وأمرت الميليشيات الموالية لها بوقف هجماتها الصاروخية على القوات الأميركية. وفي حين أن الأميركيين لا يقولون علانية ان هناك أي  تغيير في الموقف الإيراني، فقد ردوا بهدوء وبطرق متواضعة وغير مباشرة، عبر منح العراق إعفاء لاستيراد النفط الإيراني لمدة أربعة أشهر، وليس لشهر أو 45 يوماً كما كان يحصل سابقاً.

وأضافت "تمثل هذه الانفتاحات انفراجاً أولياً، حتى لو لم يستمر أو يؤدي إلى إنهاء الأعمال العدائية بين إيران والولايات المتحدة، فقد خفضت بالفعل درجة حرارة التوترات، مما قلل من خطر الصراع المفتوح".

وتابعت أن "مجموعة عوامل ساهمت في هذا التحول، بينها التخوف من حرب، والانشغال بمحاربة تفشي فيروس كورونا بجانب أزمة اقتصادية خانقة وحالة من انعدام الاستقرار الداخلي. إيران تحتاج لأن تقلص جبهاتها".

وقالت الباحثة في معهد الشرق الاوسط رندة سليم: "من غير المحتمل أن تحدث حرب، ولكن لا يزال هناك خطر مواجهة، لكنها أقل احتمالاً لأن نية اللاعبين الأساسيين تغيرت، لا تريد كل من إيران والولايات المتحدة حرباً قبل ستة أشهر من الانتخابات الأميركية".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها