الأحد 2020/02/09

آخر تحديث: 16:14 (بيروت)

"تنسيقية الجهاد"..تنظيم جديد برئاسة "أشداء"ينضم لقتال النظام بإدلب

الأحد 2020/02/09
"تنسيقية الجهاد"..تنظيم جديد برئاسة "أشداء"ينضم لقتال النظام بإدلب
increase حجم الخط decrease
أعلن القائد السابق في "هيئة تحرير الشام" أبو العبد أشداء عن تأسيس تشكيل عسكري جديد بقيادته باسم "تنسيقية الجهاد". ومن المفترض أن يقاتل التشكيل قوات النظام والمليشيات الموالية لها في جبهات حلب وادلب شمال غربي سوريا، وذلك بحسب نص بيان الإعلان الذي تلاه أشداء في مقطع مصور.

ودعا "أشداء"، في نص الإعلان جميع أبناء مناطق المعارضة السورية، مثقفين وضباطاً وجنوداً منشقين عن "جيش النظام"، إلى انتفاضة جديدة في كل القرى والبلدات للانضمام إلى فصليه، والاستنفار للتصدي لقوات النظام وحلفائها في مختلف جبهات القتال.

وكانت "تحرير الشام"، قد أطلقت سراح "أشداء" قبل أسبوعين من سجونها قبل انتهاء مدة السجن المفترض أن يقضيها، وهي عامين قضى منها ستة أشهر فقط، وخرج مع "أشداء" من سجون "تحرير الشام" مؤخراً قادة وعناصر آخرين كانوا تابعين لها اعتقلوا في الأشهر الماضية، غالبيتهم اعتقل على خلفية الإشكال الذي سببته تصريحات "أشداء" السابقة ضد قيادة "تحرير الشام".

وكانت "تحرير الشام" قد اعتقلت "أشداء" في مقره في ريف المهندسين جنوب غربي حلب في 12 أيلول/سبتمبر 2019، وأصدرت قراراً بإعفائه من كافة مناصبه القيادية، من بينها قيادة "جيش عمر ابن الخطاب" التابع ل"تحرير الشام"، وذلك على خلفية تصريحاته المناهضة لقيادة الهيئة، والتي تحدث فيها عن الفساد الإداري والمالي والأخطاء التي ارتكبها قادة الصف الأول. ووجه "أشداء" حينها انتقادات لاذعة لقيادته بشأن الأداء العسكري في معارك حماة الشمالي التي بدأت في أيار/مايو من العام الماضي، والتي كانت السبب في خسارة المناطق واحدة تلو الأخرى بحسب ما زعم "أشداء" في اتهاماته لقيادة الهيئة.

أبو العبد أشداء، من الأحياء الشرقية في مدينة حلب، تنقل بين فصائل إسلامية وجهادية عديدة، انشق عن "أحرار الشام" نهاية عام 2016، برفقة أكثر من 200 مقاتل كانوا بقيادته في كتيبة "مجاهدو أشداء" التي خرجت مع باقي فصائل المعارضة في اتفاق إخلاء الأحياء الشرقية الذي وقع مع النظام نهاية العام 2016، وبداية العام 2017، انضم "أشداء" وكتيبته إلى صفوف "تحرير الشام"، وتولى قيادة الكتلة العسكرية لحلب المدينة، ثم أصبح قائدًا ل"جيش عمر بن الخطاب"، وتسلم مهاماً إدارية ومناصب عدة في "تحرير الشام".

في الغالب سيحظى تشكيل "أشداء" الجديد بإقبال بين السلفيين والجهاديين وبشكل خاص المناهضين ل"تحرير الشام"، بالإضافة للعشرات المتبقين من كتيبته السابقة "مجاهدو أشداء"، قد ينضم إلى صفوف تشكيله الجديد "تنسيقية الجهاد" عدد كبير من المنشقين عن "تحرير الشام" من مقاتلين محليين ومهاجرين، ومن المفترض أن يستقطب أيضاَ العناصر المهجرة التي انشقت عن صفوف تنظيم "حراس الدين" التابع ل"تنظيم القاعدة".

بدا "أشداء" خلال العام 2019 أكثر قرباً من الشخصيات السلفية الجدلية، ومن بينها أبو اليقظان المصري، الذي تتهمه الفصائل المعارضة بالتحريش ضدها، وأحد أهم قادة "تحرير الشام" المشجعين على القضاء على الفصائل، كحركة "الزنكي" و"جيش المجاهدين" و "ثوار الشام" و "أحرار الشام" وغيرهم، وبعد قرار "تحرير الشام" الذي قضى بفصل أبو اليقظان عن صفوفها بدأت معارضة أبو العبد أشداء لقيادته تتصاعد بشكل أكبر وصولاً إلى التصريحات المفاجئة ضدها والتي تسببت في ما بعد باعتقاله.

لا تبدو المرحلة ملائمة لصعود تشكيلات إسلامية وسلفية جديدة في ادلب لأنها تعاني من نقص التمويل أصلاً، غالبية التنظيمات التابعة ل"غرفة عمليات وحرض المؤمنين" والتي يتزعمها "حراس الدين" تعاني من ضعف الإمكانات، ونقص كبير في الوسائل اللوجستية، لذا تضطر دائماً للعمل مع فصائل كبيرة مثل "تحرير الشام" وتحت إمرتها للحصول على الذخائر، كانت "تحرير الشام" هي السبب الرئيسي في إفقار هذه التنظيمات والتشكيلات السلفية التي لاحقتها وضيقت عليها خلال الفترة الماضية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها