الجمعة 2020/01/24

آخر تحديث: 11:26 (بيروت)

خلافة خامنئي: مرشحان بارزان أحدهما إبنه مجتبى

الجمعة 2020/01/24
خلافة خامنئي: مرشحان بارزان أحدهما إبنه مجتبى
© Getty
increase حجم الخط decrease
قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إن معركة محتدمة تدور داخل أروقة النظام في إيران بشأن اختيار خليفة للمرشد علي خامنئي الذي تجاوز الثمانين من عمره في قرار من شأنه أن يحدد مصير إيران على مدى العقود المقبلة.

وتصاعدت هذه الصراعات بعد مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني خلال ضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد مطلع هذا الشهر، والدعم الذي تلقاه الحرس الثوري من قبل خامنئي على الرغم من دوره في حادثة اسقاط الطائرة الأوكرانية التي راح ضحيتها 176 شخصاً.

وبحسب الصحيفة، يعتقد المتشددون في إيران أن لهم اليد العليا في عملية اختيار خليفة لخامنئي بعد موته. وتعتمد عملية الاختيار على كفة ميزان القوة في ذلك الوقت داخل إيران والتي أشارت الصحيفة إلى أنه حاليا يميل أكثر لصالح الحرس الثوري وأنصارهم من المتشددين.

وتنقل الصحيفة عن محلل سياسي إصلاحي قوله إن "هناك سياسة متعمدة داخل إيران تعمل على تمكين الحرس الثوري لجعله القوة المهيمنة حتى يتمكنوا من لعب دورا رئيسيا في انتقال السلطة".

ويرى المتشددون، أن الأحداث الأخيرة تؤكد الحاجة إلى وجود زعيم براغماتي آخر مستعد للوقوف في وجه الولايات المتحدة، حسب الصحيفة. وتضيف "إنهم يهونون من تكهنات الإصلاحيين التي تقول إن الإيرانيين يرغبون في أن يكون المرشد الأعلى المقبل مجرد منصب تشريفي، وليس شخصية قوية أخرى" مثل خامنئي.

وتنقل الصحيفة عن أحد أقرباء المرشد الأعلى قوله إن "التطورات الأخيرة كانت بمثابة دعوة للاستيقاظ، لقد ذكرونا بأن الولايات المتحدة يمكن أن تقترب أكثر من الحرب مع إيران ونحن بحاجة إلى زعيم شجاع آخر قادر على الحفاظ على استقرار البلد وقوته". ويضيف أنه "لا يمكن للبلاد أن تتحمل المخاطرة بفترة من التجربة والخطأ من قبل قائد عديم الخبرة".

ووفقا للتفسير الذي يفضله السياسيون المتشددون، قد يتم اختيار الزعيم الديني من قبل كبار رجال الدين في مجلس خبراء القيادة الإيرانية. لكن السياسيين الإصلاحيين يرفضون هذا التفسير الديني، وبدلاً من ذلك يقولون إن أوراق اعتماد المرشد تحتاج إلى شرعية عامة تتجلى في الانتخابات الوطنية.

ونقلت الصحيفة عن شخص من داخل النظام قوله: "عندما يموت خامنئي سيتولى الحرس الثوري السيطرة بالكامل على البلاد حتى يتمكن مجلس الخبراء من اختيار قائد، في ذلك اليوم، سيكون الحرس الثوري هم القوة العليا للتأثير على الاختيار وكبح أي أزمات محتملة والأهم من ذلك الحفاظ على وحدة أراضي البلاد".

ويقول محللون إنه في حين أن الحرس الثوري يمتلك بعض التأثير على المرشد علي خامنئي إلا أنهم يظلون موالين له ويحترمون كلمته الأخيرة في جميع الشؤون، وبالتالي فإن الزعيم القادم قد لا يتمتع بالسلطة التي يمتلكها خامنئي.

ويعتقد بعض المراقبين السياسيين أن المرشح الناجح لخلافة خامنئي سيحتاج إلى أن يكون شاباً متشدداً له دوافع أيديولوجية، حسب الصحيفة. ولم تتم مناقشة مسألة المتنافسين المحتملين لخامنئي بشكل علني، لكن على انفراد تكثر التكهنات حول من هي الشخصية التي يفضلها الحرس الثوري.

وبالنظر إلى الأحداث الأخيرة، فقد اقتصرت الاحتمالات على مجتبى نجل خامنئي البالغ من العمر 51 عاماً والذي يواصل الدراسة الدينية المتقدمة في الحوزة الدينية في قم، مما يمنحه مكانة رجل دين رفيع المستوى ضروري لدور القائد الأعلى. 

ويقول أحد أقاربه إن "مجتبى يمتلك عقلية مماثلة لأبيه ولديه نظرة ثاقبة في القضايا السياسية والعسكرية والاقتصادية". ويضيف أن "لديه علاقات جيدة مع الحرس الثوري، قد لا يتمتع بسلطة والده، لكن الحرس لا يمكنهم فرض إملاءاتهم عليه".

المرشح المحتمل الآخر هو إبراهيم رئيسي، رئيس القضاء المتشدد الذي خسر الانتخابات الرئاسية لعام 2017 لصالح روحاني. ويتم المفاضلة بين المرشحين المحتملين بعد موت خامنئي في مدينة قم حيث لعبت الحوزة الدينية هناك دوراً حيوياً في انتصار الثورة الإسلامية في عام 1979 وهي الآن تعد ثاني أهم مؤسسة بعد الحرس الثوري.

وتقول الصحيفة إن الحرس الثوري مصمم على أن يكون المؤسسة الأيديولوجية والسياسية المركزية التي يمكن أن تختار الزعيم الديني التالي لحكم إيران وتوسيع نفوذها خارج الحدود باتجاه العراق.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها