الأحد 2019/09/29

آخر تحديث: 12:44 (بيروت)

تفسير وزير الأوقاف"الجامع"للقرآن..بالاستناد إلى"فكر"بشار الأسد

الأحد 2019/09/29
تفسير وزير الأوقاف"الجامع"للقرآن..بالاستناد إلى"فكر"بشار الأسد
وزير الأوقاف السوري محمد عبد الستار السيد (انترنت)
increase حجم الخط decrease
ألقى وزير الأوقاف محمد عبدالستار السيد، خطبة الجمعة، في جامع عبدالله بن عباس في حلب، وشرح فيها المرتكزات الفكرية لبشار الأسد التي اعتمدها في تفسيره للقرآن الكريم، والذي أصدره في كتاب متعدد الأجزاء أسماه "التفسير الجامع"، وأجبر كل القطاع الديني السوري الموالي للنظام على اعتماده كمرجع في التفسير.

كما ألقى السيد، محاضرة عن كتابه "التفسير المعاصر الجامع"، في جامع عبد الله بن عباس، خلال اجتماع موسع دعت إليه مديرية الأوقاف، وحضره كافة خطباء وأئمة المساجد والجوامع في المدينة وريفها. وحضرت الاجتماع مجموعة كبيرة من الدعاة والداعيات والعاملين في الفريق الديني الشبابي، ومفتي حلب محمود عكام، ومدير الأوقاف رامي عبيد.

وتفقد السيد خلال زيارته لحلب، أعمال الترميم في الجامع الأموي الكبير، والثانوية الشرعية، والتقى الداعيات والمساعدات في الشؤون الدينية النسائية، وتفقد امتحانات الدعاة والداعيات ومدرسي الثانويات الشرعية التي يجرونها في كتاب "التفسير الجامع"، وهي امتحانات مفروضة على العاملين في القطاع الديني.

وألقى السيد، محاضرة أخرى على مدرج فرع البعث بحلب بعنوان "التفسير الجامع في مواجهة التطرف"، وقال في المحاضرة التي حضرها أمين الفرع والمحافظ وقائد الشرطة، إن وزارة الأوقاف عملت على إعادة صياغة تفسير القرآن بما يتناسب مع الواقع والعصر، مكرراً تصريحاته القديمة بإن "التفسير الجامع" جرى تأليفه بما يتوافق مع المرتكزات الفكرية لبشار الأسد، في الإصلاح الديني.

بدت زيارة الوزير إلى حلب أكثر تركيزاً على الترويج لكتابه "التفسير الجامع"، والحديث عن ضرورة اعتماده كمرجع أساسي لـ"محاربة إرهاب المعارضة"، وتصدير الخطاب الديني الجديد للنظام. وتفقد خلال جولته الدورات والأنشطة التي يقدمها الفريق الديني الشبابي الذي تولى الإشراف على إجراء امتحانات في التفسير وتدريب الدعاة والداعيات والخطباء ومدرسي الثانوية الشرعية وفق المنهج الجديد لأوقاف النظام.

وقد صدر من "التفسير الجامع"، منذ 2017 وحتى الآن، 11 جزءاً. وقال السيد إن إعادة تفسير القرآن تتم "بما ينسجم مع مضمون النص، ويهدف إلى إنزال النص على الواقع، كي لا تشيطنه فتاوى الوهابية والإخوان ولا تستغله تنظيمات التكفير"، وقال: "تم إلى الآن تفسير 11 جزءاً تضم السور المدنية في القرآن، وهي تحوي جل ما نحتاجه في مواجهة التطرف والتكفير، والوزارة ستواصل عملها في متابعة هذا العمل الضخم، وبالتعاون مع الخطباء والداعيات ومع جامعة بلاد الشام".

مصدر خاص من أوقاف المعارضة، أكد لـ"المدن"، أن "التفسير الجامع" تبنى بشكل كامل الخطاب الذي اعتمده النظام منذ العام 2011، وفيه استخدم اسقاطات من وجهة نظر النظام في تفسير النصوص القرآنية، وأضيفت له الكثير من العبارات والمصطلحات التي لطالما يستخدمها النظام في حربه على المعارضة وحلفائها المفترضين. وبحسب المصدر، فقد ورد في تفسير سورة الأنفال، معنى مغاير تماماً للتفسير القرآني المعروف لكبار العلماء، وتضمن التفسير عبارات ومصطلحات من بينها؛ المؤامرة الكونية، الصهيونية والاخوان والوهابية والخليج الوهابي، وتركيا الاخوانية.

وبحسب المصدر، بدا تفسير وزير أوقاف النظام للقرآن مستمداً بالفعل من المنطلقات والمرتكزات الفكرية لنظام الأسد، وحزب البعث، وأظهر النظام كمدافع ومجاهد يذود عن حمى الإسلام وكل من يقف في الضفة الأخرى كافر ومعتدي، وأضاف للنظام قدسية وقدرة على الاعجاز تضاف لكونه ممانعاً ومقاوماً.

مصدر "المدن" أشار إلى أن الفريق الديني الشبابي، والذي يديره ابن وزير الأوقاف عبدالله السيد، يتولى الإشراف على توزيع "التفسير الجامع" وتلقينه للخطباء والأئمة والمدرسين والدعاة وإجبارهم على اعتماده.

وقال السيد في محاضراته، إن الإرهاب استهدف كل شيء في سوريا، وقدمت المؤسسة الدينية الشهداء دفاعاً عن الوطن وكان أغلى شهيد لديها محمد سعيد رمضان البوطي. وقال إن الدول المخططة للربيع العربي دخلت عبر الجوامع وصلوات الجمعة بهدف تحريض الناس على المشاركة في الإخلال بالأمن والتحريض ضد الوطن وقائده. وقال إن المواجهة مع الإرهاب ليست فقط مواجهة عسكرية، بل مواجهة فكرية تتطلب من الجميع التصدي لأفكار الحركات المتطرفة الاخوانية والوهابية المدعومة خليجياً وتركياً والمطبوخة في دوائر المخابرات الغربية.

وقال إن من انساق وراء الوهابية والاخوان المسلمين هم مرتزقة أو مرتبطين ارتباطاً وثيقاً بالفكر التكفيري الدولي، وإن "الجهاد لا يحق إلا تحت راية الدولة والدفاع عن الوطن ومن يقوم بالجهاد اليوم هو الجيش العربي السوري".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها