السبت 2019/09/21

آخر تحديث: 16:53 (بيروت)

وساطة أوروبية بين "الإدارة الذاتية" وتركيا

السبت 2019/09/21
وساطة أوروبية بين "الإدارة الذاتية" وتركيا
(انترنت)
increase حجم الخط decrease
قال مصدر خاص في "الإدارة الذاتية" لشمال وشرق سوريا، لـ"المدن"، إن الوفد الفرنسي الألماني الذي وصل الى بلدة عين عيسى شمالي الرقة، كان وسيطا أوروبياً لمفاوضات مباشرة بين تركيا و"الإدارة الذاتية"، بحسب مراسل "المدن" سعيد قاسم.

وأوضح المصدر، أن ممثلي "الإدارة الذاتية" طالبوا الوفد الزائر بدعم المشاركة في العملية السياسية ووضع دستورٍ جديد لسوريا، كشرط للقبول بالمنطقة الآمنة، التي تطالب تركيا بتوطين مليون لاجئ فيها.

وتألّف الوفد الديبلوماسي من ممثل الخارجية الألمانية كليمينس هاج، وممثل الخارجية الفرنسية إيريك جفالييه، وعقد اجتماعات مع مسؤولي "الإدارة الذاتية" من دون السماح لوسائل الإعلام بحضورها. ونشر موقع "الإدارة الذاتية" مقطعاً مصوراً ظهر فيه مدير مركز الأزمات في الخارجية الفرنسية إيريك جفاليير، وقال إنّ الهدف من زيارة الوفد هو "مناقشة الأعمال الإنسانية في المنطقة وآلية تطويرها".

وسبق الوفد الألماني-الفرنسي بيوم واحد، وفد بريطاني غير رسمي، تألف من مجموعة من البرلمانيين والصحفيين، عقد اجتماعات مع "الإدارة الذاتية" و"مجلس سوريا الديموقراطية" و"قوات سوريا الديموقراطية". وركزت الاجتماعات على مسألة تأسيس محكمة دولية لـ"الدواعش" الذين تعتقلهم "قسد".

ونفى مصدر لـ"المدن"، تطرّق الوفدين؛ الفرنسي-الألماني والبريطاني، لمبادرات سابقة حول تحقيق اتفاق بين "المجلس الوطني الكردي" المنضوي في "الإئتلاف السوري" المعارض، و"حركة المجتمع الديموقراطي" التي تمثّل مظلة لأحزاب ومنظمات قريبة من حزب "الاتحاد الديموقراطي"، بينما تحدث الوفد الفرنسي-الألماني عن إمكانية إجراء مفاوضات مباشرة بين تركيا و"الإدارة الذاتية" بخصوص المنطقة الآمنة.

وبعيد زيارة الوفود الأوروبية، اتجه وفد من "مجلس سوريا الديموقراطية" إلى واشنطن، برئاسة رئيسة "الهيئة التنفيذية" إلهام أحمد. وكشفت أحمد، أن الزيارة تهدف لمناقشة اللجنة الدستورية وأمن الحدود "المنطقة الآمنة".

وقالت أحمد إن "استبعاد ممثلي 5 ملايين من السوريين عن العملية السياسية له تبعات خطيرة على مستقبل سوريا". وتحدثت أحمد عن عملية مقايضة جديدة في سوريا، وأنها عبارة عن "اللجنة مقابل وقف إطلاق النار في إدلب".

وبخصوص "المنطقة الآمنة"، قالت أحمد إن "تركيا تستخدم ملف اللاجئين كورقة ضغط على الدول الاوروبية لتحصل على الأموال، والآن تركيا تستخدم اللاجئين لاحتلال شمال وشرق سوريا، وتسعى لتوطين 3 ملايين من اللاجئين السوريين الموجودين لديها في الشريط الحدودي بهدف محو هوية سكان المنطقة".

وفي الأثناء، تحدث القائد العام لـ"قوات سوريا الديموقراطية" مظلوم عبدي، عن "حوارات متعدّدة غير مباشرة" جرت بينهم وبين الدولة التركيّة، منذ مطلع العام 2019، مؤكداً أنه "بعد تهديدات أردوغان بشنّ هجوم على شرقي الفرات، تزايدت وتيرة تلك الحوارات".

وأوضح عبدي أن الحوارات تتم بوساطة أميركيّة، إذ "يعقد ممثّلون عن الإدارة الأميركيّة لقاءات مع الجانب التركي وينقلون للمسؤولين الأتراك وجهات نظرنا، ومن ثمّ يلتقون بنا لنقل مضامين تلك اللقاءات لنا".

وأشار عبدي إلى أن "الاتّفاق الأخير ذي البنود الثلاثة، ثمرة كلّ تلك اللقاءات، حيث أنّ الاتّفاق جاء بعد موافقتنا عليه".

واعتبر عبدي حديث الرئيس التركي عن توطين 3 ملايين لاجئ في المنطقة الآمنة بـ"غير المنطقي والكارثي". ورأى أن تهديدات الرئيس التركي الأخيرة جاءت باتفاق مع روسيا وإيران، حيث أنّهما بحسب عبدي "تسعيان إلى نشر الفوضى والقلاقل في المنطقة، وتعملان على إعادة قوّات النظام السوري إلى مناطقنا.. لذا تسعى كلّ من موسكو وطهران لأن تندلع حرب على الحدود مع تركيا، لتنسحب قوّات سوريا الديموقراطيّة من الرقة وديرالزور".

تركيا من جهتها، تزداد إصراراً على إقامة منطقة آمنة يتم فيها توطين اللاجئين السوريين الموجودين لديها، وتهدد بفتح أبواب العبور الأوربي أمامهم، ويبدو أنها تنطلق في ذلك، من اتفاق مبدئي مع الولايات المتحدة.

وتحدثت وسائل إعلام اميركية عن دعوة الكونغرس للخارجية الأميركية، الى ىإنفاق 130 مليون دولار على إعادة الاستقرار لشمال سوريا، على أن تكون 25 مليون دولار منها على المنطقة الممتدة بين تل أبيض وسرى كانيه، بطول 450 كيلومتراً، من دون الكشف عن عمقها.

وحسب الخطة، أيضاً فقد أكَّد المشرعون على أهمية "تعاون تركيا مع شركاء دوليين ومحليين في جميع جوانب تقديم المساعدة وتوفيرها لجميع السكان داخل المنطقة"، إضافة إلى تقديم خدمات التسجيل وفتح معابر حدودية رئيسية.

"الإدارة الذاتية" وتركيا تملكان ورقتين هامتين؛ "الإدراة" لديها المعتقلين "الدواعش"، وتركيا لديها اللاجئين، ويعلم الطرفان أن فعالية الورقتين تكمن في عدم توجه الأمور إلى الصراع العسكري، وعلى ذلك فإن الخلاف قد يكون على العمق والمسافة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها