الجمعة 2019/09/13

آخر تحديث: 12:04 (بيروت)

إدلب: القصف الجوي الروسي يشتد.. والهدنة تترنح

الجمعة 2019/09/13
إدلب: القصف الجوي الروسي يشتد.. والهدنة تترنح
Getty ©
increase حجم الخط decrease
استهدفت الطائرات الحربية الروسية وتلك التابعة للنظام، فجر الجمعة، أطراف قرى بفطامون وعيناتا وحرش بسنقول في سهل الروج غربي ادلب، وأطراف جبل الأربعين ودير سنبل جنوبي ادلب.

وكانت الغارات الجوية الروسية على إدلب، قد عادت الخميس بعد توقف باسم "وقف إطلاق النار" منذ 31 آب/أغسطس. وتركزت الغارات على أطراف معرة النعمان وجبالا ومعرزيتا وبزابور وسرجة وشنان وحاس وسفوهن والدار الكبيرة. وزادت الغارات عن الـ20، وشهدت أجواء مناطق المعرة وجسر الشغور وجبل الزاوية جنوب وغرب ادلب تحليقاً مكثفاً لطيراني الاستطلاع والحربي.

مدير المكتب الإعلامي في "الدفاع المدني" في ادلب أحمد شيخو، أكد لـ"المدن"، أن قصف المليشيات الجوي والبري تركز على القرى والبلدات المدنية في ريف ادلب وهو الأعنف منذ بداية الهدنة 31 آب/أغسطس. واستهدفت الطائرات الحربية، ليل الخميس/الجمعة، مركزاً للدفاع المدني في بلدة سفوهن جنوبي إدلب، ما أدى لخروجه عن الخدمة بسبب الدمار الذي حل بالمبنى والمعدات وسيارة الإسعاف، ونجا متطوعو الخوذ البيضاء المناوبين في المركز.

واستهدف قصف المليشيات، المدفعي والصاروخي ريف ادلب، ومواقع المعارضة وقرى جنوبي حلب، وكبانة في ريف اللاذقية الشمالي. وردت الفصائل المعارضة والإسلامية على قصف المليشيات مستهدفة مواقعها ومرابض مدفعيتها في سهل الغاب وجنوب وشرق ادلب. المعارضة والمليشيات لم يعلنا رسمياً عن القصف.

القائد في "الجبهة الوطنية للتحرير" الرائد زهير الشيخ، أكد لـ"المدن"، أن خروق مليشيات النظام للهدنة في تزايد مستمر، وكانت عنيفة خلال الساعات الماضية، وحلقت طائرات النظام بكثافة جنوب وغرب ادلب وجبل الزاوية واستهدفت بغاراتها بشكل مركز مواقع وقرى مدنية.

ويبدو أن الهدف من الغارات الجوية وتكثيف القصف البري بالدرجة الأولى هو منع النازحين من العودة إلى منازلهم ودفع من تبقى منهم إلى النزوح. وبحسب الشيخ، ترصد "الجبهة الوطنية" تحركات المليشيات في كافة الجبهات، والمحاور المتوقع إشغالها، وفي حال انهت المليشيات الهدنة سنكون مستعدين للمعركة.

فعلياً، عاد جزء من النازحين إلى جنوبي ادلب وريف المعرة خلال الأسبوع الماضي، بعدما دخلت الهدنة حيز التنفيذ وهدأ القصف الجوي. وبعضهم عاد لتفقد المنازل والمحال التجارية، والبعض عاد لحزم ما تبقى من أمتعة إلى مكان الإقامة الجديد في مخيمات الشمال. عودة الغارات الجوية والخوف من استمرارها، والتصعيد البري، دفع الناس للهرب مرة أخرى.

ولم تعلن مليشيات النظام الروسية بشكل رسمي انتهاء وقف إطلاق النار برغم تصعيدها الجوي، ولم تركز الغارات على استهداف مواقع ومستودعات ومقار الفصائل وطرق امدادها والتمهيد المعتاد قبل كل معركة.

المواقع الإعلامية الموالية قالت إن الهدنة انتهت فعلياً ومهلة الأيام الثمانية انتهت أيضاً ولم تتحقق الشروط اللازمة لاستمرارها، إخلاء منطقة خفض التصعيد وانسحاب التنظيمات، وقالت إنه يتم الاعداد لهجوم بري واسع. وركزت المواقع الموالية في مزاعمها على الجبهات غربي وجنوبي حلب وقالت إن أكثر من 1500 عنصر من "الحرس الجمهوري" و"الفيلق الخامس" و"القوات الخاصة" والفرق العسكرية المدرعة جاهزون لتنفيذ الأوامر العسكرية واقتحام المحاور المفترض إشغالها انطلاقاً من الأحياء الغربية والضواحي.

في الجبهات شمالي خان شيخون وفي خط التماس مع المعارضة، والممتد لأكثر من 20 كيلومتراً على جانبي الخان شرقاً وغرباً باتت قدرات المليشيات من عتاد وأعداد أقل من السابق، بعدما حولت ثقلها الحربي إلى جبهات شرقي المعرة وفي محيط نقاط المراقبة الروسية في أبو ضهور والشيخ بركة وصولاً إلى الحاضر في ريف حلب الجنوبي. وهو محور العمليات المفترض خلال الجولة المقبلة من المعارك.

وتقول المليشيات إن المناطق شرقي الطريق الدولي حلب-دمشق سهلية يمكن التقدم فيها بشكل سلس ولا وجود لعوائق طبيعية من تلال ومرتفعات ووديان تعرقل تقدمها وتتيح للمعارضة الاحتماء والتصدي. أما الجبهات على جانبي الخان لم يحسم أمرها بعد، ولن تعتمد عليها المليشيات في حال شنت هجوماً برياً، فالمنطقة ما تزال تخضع للمفاوضات الروسية-التركية، ويمكن أن يحسم أمرها في اجتماع القمة القادم في 16 أيلول/سبتمبر. المليشيات قالت إن معبر أبو ضهور الإنساني سيفتتح أبوابه للنازحين، الجمعة 13 أيلول.

مصدر عسكري في "هيئة تحرير الشام" أكد لـ"المدن"، أن المليشيات تروج لإشغال جبهات حلب لتشتيت المعارضة، وتحويل أنظارها عن الجبهات جنوبي وشرقي ادلب. وبحسب المصدر، فالدفاعات والتحصينات في جبهات ريفي حلب الجنوبي والغربي والضواحي جيدة، وفي حال تم الهجوم عليها سيكون هناك رد عنيف.

يبدو أن "تحرير الشام" بحاجة لشن هجوم بري للتغطية على الفضائح التي طالتها وطالت قيادتها بعد تصريحات القائد الإداري لـ"جيش عمر" أبو العبد أشداء، والذي أكد أن "تحرير الشام" لا تشغل من نقاط الرباط في جبهات القتال في محيط ادلب سوى 30% مع أنها الفصيل الأكبر والأكثر مالاً وعتاداً وعدداً، بالإضافة لمعلومات توضح الفشل العسكري وتقاعسها عن التحصين والدفاع بالشكل الأمثل.

وعلى ما يبدو، فالهيئة تنتظر بالفعل تحرك المليشيات وانهاء الهدنة، لتبدأ هجوماً مفاجئاً من محور عمليات جديد. أنصار "تحرير الشام" يلمحون لعمل عسكري، لكن من دون تحديد المحاور، وليس معروفاً ما إذا سيكون العمل جدياً أم كالهجمات المحدودة السابقة التي تكون نتيجتها الانسحاب، بل وكانت مفتاحاً لخسارة مناطق جديدة كما حصل في جبهات أبو عمر وشم الهوى المقابلة لنقطة المراقبة الروسية في أبو دالي نهاية آب/أغسطس.

وطوقت قوة عسكرية تتبع للجهاز الأمني في "تحرير الشام"، ليل الخميس/الجمعة، مقرات عسكرية تابعة للقائد الإداري المفصل عن "جيش عمر"، أبو العبد أشداء، في ريف المهندسين بريف حلب الجنوبي الغربي، وتمكنت من اعتقاله واقتياده إلى المحكمة العسكرية التابعة لـ"تحرير الشام"، بعدما رفض الاستدعاء المقدم ضده.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها