السبت 2019/08/03

آخر تحديث: 17:11 (بيروت)

موسكو وواشنطن مجدداً في سباق التسلح النووي

السبت 2019/08/03
موسكو وواشنطن مجدداً في سباق التسلح النووي
صواريخ كروز روسية وواشنطن تستعد للرد بنشر صواريخ بآسيا (Getty)
increase حجم الخط decrease
قال وزير الدفاع الأميركي الجديد مارك إسبر السبت، إن واشنطن تود الإسراع في نشر صواريخ جديدة في آسيا، وذلك لمواجهة النمو الصيني في القارة بعد خروج واشنطن من معاهدة حظر الصواريخ النووية متوسطة المدى مع روسيا.

ورداً على سؤال حول نية الولايات المتحدة الأميركية نشر صواريخ جديدة متوسطة المدى في آسيا الآن قال: "أجل أود ذلك". وتابع: "نود نشر قدراتنا عاجلا قبل الآجل". وفقا لحديث مع صحافيين على متن طائرة خلال توجهه إلى سيدني الأسترالية.

وأشار إلى أنه يفضل فعل ذلك خلال "أشهر.. لكن هذه الأمور تتطلب وقتا أكثر من المتوقع".
وفي خطوة غير مفاجئة، وبعد ستة أشهر من حوار غير فعال واتهامات متبادلة بالإخلال بالاتفاقية، سمحت الولايات المتحدة وروسيا الجمعة، بانقضاء المهلة التي أعلنتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في شباط/فبراير، مع تبادل الطرفين الاتهام بالمسؤولية عن انهيار الاتفاقية. 

وقال وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو في بيان الجمعة: "أعلن انسحاب الولايات المتحدة الرسمي من المعاهدة، مضيفاً ان "روسيا مسؤولة وحدها عن زوال المعاهدة". وتابع: "روسيا فشلت في العودة إلى الامتثال الكامل والتحقق من خلال تدمير نظام الصواريخ غير المتوافق".

وأضاف: "لن تبقى الولايات المتحدة جزءا من معاهدة تنتهكها روسيا عمداً". وقال: "عدم امتثال روسيا للمعاهدة يهدد المصالح العليا للولايات المتحدة لأن تطوير روسيا ونشرها لنظام صاروخي ينتهك المعاهدة يمثل تهديداً مباشراً للولايات المتحدة وحلفائنا وشركائنا".

ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين كبار بالإدارة الأميركية أن روسيا نشرت في جميع أنحاء البلاد "وحدات متعددة" من صاروخ كروز "له القدرة على ضرب أهداف أوروبية غاية في الأهمية" في انتهاك للمعاهدة.

واتهمت روسيا من جهتها واشنطن بارتكاب "خطأ فادح" وبخلق "أزمة مستعصية عمليا". وقالت إن إنهاء معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى جاء بمبادرة من واشنطن. 

واقترحت من جديد "تجميداً لنشر الصواريخ المتوسطة المدى" قائلة: "ننفذ بالفعل وقفاً أحادياً ولن ننشر صواريخ قصيرة أو متوسط المدى تطلق من البر في مناطق تنشر فيها الولايات المتحدة مثل هذه الصواريخ".

وبعد الانسحاب من المعاهدة، أعلن البنتاغون أن الولايات المتحدة ستسرع عملية تطوير صواريخ أرض جو جديدة، وقال في بيان "الآن وقد انسحبنا ستواصل وزارة الدفاع تطوير هذه الصواريخ أرض جو التقليدية في رد حذر على تحركات روسيا".

من جهته، أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترامب الصحافيين بأنه يود إبرام اتفاقية جديدة للأسلحة مع روسيا للحد مع جميع القوى النووية، وربما كذلك مع الصين. وقال: "إذا تمكنا من إبرام اتفاقية يقلصون هم ونحن بموجبها (الأسلحة) النووية فإن ذلك سيكون شيئاً جيداً للعالم. أعتقد جازماً بأن ذلك سيحدث".

كذلك، رفض الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ طلب روسيا تعليق نشر الصواريخ قائلاً إنه عديم المصداقية لأن موسكو نشرت بالفعل مثل هذه الرؤوس الحربية. وقال: "هذا ليس عرضاً يتسم بالمصداقية لأن روسيا تنشر صواريخ منذ سنوات. ليست هناك مصداقية في عرض لوقف نشر صواريخ ينشرونها بالفعل".

ومضى يقول: "لا توجد صواريخ أمريكية جديدة ولا صواريخ جديدة للحلف في أوروبا لكن هناك المزيد والمزيد من الصواريخ الروسية الجديدة".

بدوره، قال وزير الخارجية البريطانية دومينيك راب إن روسيا هي التي تتحمل مسؤولية انسحاب الولايات المتحدة من المعاهدة. وكتب في تغريدة: "تسببت روسيا في انهيار معاهدة الاسلحة النووية المتوسطة المدى عن طريق تطويرها ونشرها سراً لنظام صاروخي ينتهك المعاهدة يمكنه استهداف عواصم أوروبا.. ازدراؤهم للنظام الدولي القائم على القواعد يهدد الأمن الأوروبي".

يذكر أن كلاً من الولايات المتحدة وروسيا خرجتا من المعاهدة المبرمة عام 1987 والتي وقعها الرئيس الأميركي رونالد ريغن مع الزعيم السوفيتي ميخائيل غورباتشوف.

وسمحت معاهدة الصواريخ النووية المتوسطة المدى، عبر منعها استخدام سلسلة صواريخ ذات مدى متوسط (500 إلى 5500 كلم)، بالتخلص من صواريخ "إس إس 20" الروسية و"بيرشنغ" الأميركية التي كانت منتشرة في أوروبا، كون المعاهدة تحظر وضع مثل هذه الصواريخ، مما يقلل من قدرة البلدين على توجيه ضربات نووية مباغتة.

ويزيد هذا الخلاف من حدة أسوأ أزمة بين الولايات المتحدة وروسيا منذ انتهاء الحرب الباردة عام 1991. ويعتقد بعض الخبراء بأن انهيار المعاهدة قد يقوض اتفاقيات الحد من الأسلحة الأخرى ويعجل بتآكل النظام العالمي الذي يهدف إلى منع انتشار الأسلحة النووية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها