الإثنين 2019/08/19

آخر تحديث: 14:17 (بيروت)

إسرائيل تهدد غزة.. وتحسب حساب الضفة

الإثنين 2019/08/19
إسرائيل تهدد غزة.. وتحسب حساب الضفة
غزة شيعت الأحد ثلاثة شبان استشهدوا بقصف إسرائيلي (Getty)
increase حجم الخط decrease
قال وزير الطاقة الإسرائيلية يوفال شتاينتس إن إسرائيل تستعد لعملية "عسكرية واسعة" في قطاع غزة، رافضاً الانتقادات التي توجّه إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بشأن التعامل مع الأوضاع في القطاع.

وقال شتاينتس الاثنين: "أعتقد أن رئيس الوزراء يتصرف بحزم، ولكن بحكمة وبعناية، نحن نستعد لعملية واسعة في غزة". وأضاف أن "إسرائيل تتخذ الاستعدادات لاحتمال القيام بعملية عسكرية موسعة في القطاع، في حال لم يكن هناك أي خيار آخر".

وتابع: "لم يكن لدى أي أحد من الجنرالات السابقين ولن يكون هناك حل طويل الأمد لمشكلة غزة. لكن عندما نحاول التوصل إلى تهدئة طويلة الأمد فإننا نطالب بالهدوء في غلاف غزة وإعادة (المواطنين الإسرائيليين) الأسرى وجثتي الجنديين. والحقيقة هي أن إسرائيل لم تنجح أبدا في منع الإرهاب".

وكان قادة في المعارضة الإسرائيلية قد وجهوا انتقادات في الأيام الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بعد أن قالوا انه فقد قوة الردع في غزة. وأتت انتقادات المعارضة، قبل أقل من شهر من الانتخابات، التي ستجري في 17 سبتمبر/أيلول.

وقال نتنياهو الأحد، إنه لا علاقة تربط بين استهداف الجيش الإسرائيلي السبت مجموعة شبّان فلسطينيين اقتربوا من السياج الحدودي لقطاع غزّة، بنيران دبابّة وطائرة مروحيّة، وبين خوضه غمار الانتخابات المُرتقبة.

وقال نتنياهو قُبيل مغادرته إلى أوكرانيا في زيارة لجذب أصوات الناخبين من دول أوروبا الشرقية: "يقول البعض إنني أتجنب القيام بعملية عسكرية واسعة بسبب الاعتبارات المتعلقة بالانتخابات (...) إذا لزم الأمر، سنشرع في حملة واسعة بالانتخابات أو بدونها". 

وأضاف نتنياهو: "كل من يعرفني يعرف أهمية اعتباراتي، ومقدار واقعيّتها، كما إنني أعمل بالتعاون الكامل مع قوات الأمن بحزم وحُسن تقدير". وتابع: "أثني على الجيش الإسرائيلي لقتله خمسة إرهابيين في غزة، ومهمتي هي الحفاظ على الأمن والسلام، ونقوم بكل الإجراءات اللازمة لتحقيق هذه الغاية".

وأشار إلى أنه سيفعل "ما هو ضروري لأمن إسرائيل"، موضحًا: "حماس تعرف قدرتنا على الرد". وتسود مخاوف لدى الحكومة الإسرائيلية من انتقال التوتر من غزة إلى الضفة الغربية في حال الدخول في عملية عسكرية واسعة في القطاع المحاصر.

المحلل العسكري في صحيفة "إسرائيل هيوم" قال في مقالة إنه "بالإمكان الشعور بروح حماس" في ما يتعلق بالتوتر الأمني في الضفة. وأشار إلى أن "كلمتي جبل الهيكل (الحرم القدسي) هما وصفة أكيدة لاشتعال الوضع، وخاصة خلال أسبوع عيد الأضحى".

واعتبر أنه على الرغم من أن التوتر في الضفة لم يؤد إلى اندلاع مواجهات واسعة، "لكن ليس بإمكان إسرائيل تجاهل ارتفاع عدد العمليات الصعبة، وخاصة تأثيرها المعدي".

وفي ما يتعلق بغزة، رأت الصحيفة أنه "فيما علل جهاز الأمن إطلاق الصواريخ ليل الجمعة بأنه أطلقها منشقون ومحبطون، فإن رشقات القذائف الصاروخية لا يمكن نسبها لمجنون الحارة، وإنما تقف من ورائها يد موجهة، أو عين متجاهلة عن قصد على الأقل".

وبحسب الصحيفة، فإن إسرائيل ليست معنية بحرب في قطاع غزة، و"حماس تدرك ذلك، وتحاول استغلال الوضع لمصلحتها، تماما مثلما فعلت عشية الانتخابات السابقة. إسرائيل لا يمكنها السكوت عن إطلاق القذائف باتجاه سديروت، لكنها ما زالت مطالبة بالمشاركة في لعبة معقدة".

وتابعت أنه "إذا وجهت إسرائيل ضربة ضعيفة، ستدرك حماس جيداً هذا الضعف وتستمر في ممارسة الضغط من أجل الحصول على تنازلات – المزيد من المال وحتى تسهيلات في المعابر وأمور أخرى تساعد على تحسين الوضع الاقتصادي والإنساني الصعب في القطاع".

وأضاف أنه "إذا وجهت ضربة قوية، فإنها قد تتورط بجولة قتال غير مخطط لها، قد تجر إلى تصعيد ليس في الجنوب فقط وإنما في الضفة الغربية أيضاً".

بدوره، أشار المحلل العسكري في موقع "واللا" إلى أنه في أعقاب التصعيد في قطاع غزة، أجرى الجيش الإسرائيلي تقييما للوضع، "جرت التوصية في نهايته بأنه يجب الاكتفاء بمقتل المخربين عند الحدود من أجل عدم التصعيد وجرّ رد فعل".

واعتبر أنه "منذ أن تزايدت اللقاءات بين الإيرانيين وقادة حماس، ازداد العنف من قطاع غزة بشكل واضح. وهذا مقابل المال الذي تنجح إيران في تحويله إلى الحركة. وعندما يندمج هذا مع السياسة التي يقودها زعيم حماس في غزة يحيى السنوار قبيل الانتخابات في الكنيست، فإن الحديث يدور عن فترة خطيرة جداً، بإمكان الفصائل خلالها أن تنصب للجيش الإسرائيلي مفاجأة".

وأضاف أن "ثمة أهمية للتأكيد على أن السنوار يقيّم بشكل دائم وضع رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وبات يعرف قراءته ككتاب مفتوح. وإلا كان الجانبان انجرا لحرب منذ فترة. ويدير زعيم حماس في غزة ويحسب المخاطر بأعصاب باردة ويحاذر جداً ألا يدفع الجيش الإسرائيلي إلى رد فعل شديد. وهو يخفض العنف عند السياج بيدٍ، وباليد الثانية يشعر أنه حر بما فيه الكفاية للسماح بعمليات تسلل إلى إسرائيل أو إطلاق قذائف صاروخية". 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها