الأربعاء 2019/06/26

آخر تحديث: 12:07 (بيروت)

"حراس الدين":الصراع الداخلي يحتدم.. وقائمة المفصولين تتسع

الأربعاء 2019/06/26
"حراس الدين":الصراع الداخلي يحتدم.. وقائمة المفصولين تتسع
(انترنت)
increase حجم الخط decrease
احتدم الخلاف داخل تنظيم "حراس الدين" التابع لـ"القاعدة"، وقررت قيادته فصل المزيد من القادة والشرعيين المتشددين، بحسب مراسل "المدن" خالد الخطيب.

وطالت قرارات الفصل شخصيات تحظى بولاء كبير بين عناصر التنظيمات السلفية في ادلب. ورفض قائد "حراس الدين" الملقب بـ"أبو همام الشامي"، الاحتكام للقضاء الداخلي، ولاقت قراراته استحسان أنصار "هيئة تحرير الشام"، في حين أثّرت الخلافات على بنية التنظيم وباتت تهدد بتفككه بشكل جدي.

ويتزعم "حراس الدين"، غرفة عمليات "وحرض المؤمنين"، والتي تضم تشكيلات أصغر من أبرزها؛ "جيش البادية" و"جيش الساحل" و"سرية كابل". وغالبية عناصر "حراس الدين" وقادته من المهاجرين المنشقين عن "تحرير الشام".

ويرجع السبب في الخلاف الداخلي ضمن "حراس الدين" إلى فصل القيادة للقاضيين؛ "أبو ذر المصري" و"أبو يحيى الجزائري". وقالت قيادة التنظيم إن قرار الفصل جاء لأسباب تنظيمية داخل الجماعة. وسبب الفصل غير المعلن هو موقف المصري والجزائري من معارك المعارضة المسلحة و"هيئة تحرير الشام" ضد مليشيات النظام الروسية في حماة وإدلب. إذ اتهم القاضيان المشاركين من فصائل "درع الفرات" بالردة، واتخذا قراراً برفض المشاركة في واحدة من الهجمات البرية ضد المليشيات من دون رجوعهما للقيادة. وبرر القاضيان رفض المشاركة بأن العرض كان يتضمن القتال إلى جانب فصائل من "درع الفرات"، ومن بينها "أحرار الشرقية".

وبعد قرار الفصل الأول الذي اتخذته قيادة "حراس الدين" بحق القاضيين، انقسم قادة الصف الأول في التنظيم إلى قسمين؛ فريق رفض قرار الفصل واعتبره تعسفياً وطالب قائد التنظيم "أبو همام الشامي" ونائبه سامي العريدي بالامتثال لجلسة قضائية لحل الخلاف. القاضيان المفصولان، أبو ذر وأبو يحيى، أعلنا امتثالهما للقضاء. الفريق الآخر، أيّد قرار قادة التنظيم، وأكد بأن قرارات الفصل والأمور التنظيمية لا تحتاج للقضاء كي يحكم فيها.

قادة التنظيم رفضوا دعوة التقاضي، وأصدروا قراراً آخر بفصل ثلاث شخصيات جهادية من الفريق الرافض لقرارات الفصل. وطال الفصل الجديد "أبو مصعب الليبي" و"أبو عمر التونسي" و"أبو اليمان الوزاني"، الذين هاجموا قيادة "الحراس" في مواقع التواصل وتوعدوا بالتصعيد. واتهمتهم قيادة التنظيم بالتجييش ضدها، وعدم الامتثال للأوامر والقرارات التي تصدرها.

المسؤول العام للقضاء في "حراس الدين" سهل الواردي، وقف إلى جانب قادة التنظيم، وأكد أن القرار الصادر عن القيادة بفصل عدد من الأعضاء هو قرار تنظيمي نافذ، وهو من صلاحيات القيادة، ولا يحق للرافضين لقرارات الفصل مطالبة القادة الامتثال للقضاء.

المفصولون من "حراس الدين"، صعّدوا مواقفهم ضد قيادة التنظيم، وقالوا إنها تجاهلت مطالب أكثر من 300 عنصر طالبوها بالرجوع عن قرارات الفصل، أو الاحتكام للقضاء الشرعي. ويلمح ذلك إلى احتمال حدوث انشقاق داخل التنظيم، وتهديد صريح بتفكيكه في حال لم تستجيب القيادة لمطالبهم.

 "أبو اسراء المغربي"، المقرب من المفصولين، دافع عنهم وأكد أن ما أشيع حول الافتاء بعدم جواز المشاركة في المعارك غير صحيح، وأن ما حصل بالفعل أن المفصولين يركزون على عدم مناطحة النظام بالتكتيكات العسكرية القديمة حتى لا يتم استنزاف الجنود، وان يكون لدى "حراس الدين" استقلالية في العمل، ويرفضون أن يكون التنظيم ضمن أي غرفة عمليات مرتبطة بالداعم الخارجي.

تفاعل أنصار "تحرير الشام" مع التطورات في صفوف "حراس الدين"، وأفرحهم فصل قيادة التنظيم لعدد من المسؤولين، واعتبروا القرارات صائبة لأن المفصولين من الغلاة، وأقرب للخوارج. وطالبوا بفصل المزيد من المتشددين. فالمفصولون كان لهم دور بارز في الانشقاقات السابقة عن "تحرير الشام"، بعدما أعلنت فك ارتباطها بتنظيم "القاعدة".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها