السبت 2019/03/23

آخر تحديث: 14:19 (بيروت)

الجولان: إعلان ترامب.. فرصة الأسد للتعبئة حول "المقاومة"

السبت 2019/03/23
الجولان: إعلان ترامب.. فرصة الأسد للتعبئة حول "المقاومة"
واشنطن تعد وثيقة للاعتراف رسمياً بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل (Getty)
increase حجم الخط decrease
نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، أن مسؤولين أميركيين يعدون وثيقة رسمية باعتراف واشنطن بسيادة إسرائيل على الجولان، ومن المرجح أن يوقعها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأسبوع المقبل.

وأعلن ترامب، الخميس، أن الوقت قد حان لاعتراف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967.

وقال المسؤول إنه من المرجح أن يوقع ترامب الوثيقة الرئاسية أثناء زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واشنطن الأسبوع المقبل.

وتعليقاً على إعلان ترامب، استكملت وزارة الخارجية البريطانية سلسلة المواقف الأوروبية الرافضة لإعلان سيادة إسرائيل على هضبة الجولان المحتلة. وأكدت أن المملكة المتحدة ما زالت تعتبر مرتفعات الجولان "أرضا سورية محتلة من قبل إسرائيل".

وقالت الخارجية البريطانية إن "ضم الأراضي بالقوة أمر محظور بموجب القانون الدولي، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة". وأضافت: "إننا لم نعترف بضم إسرائيل للجولان عام 1981، ولا خطط لدينا لتغيير موقفنا".

من جهتها، قالت وزارة الخارجية القطرية إن موقفها المبدئي من الجولان "ثابت". وأضافت أن "هضبة الجولان السورية أرض عربية محتلة.. وفرض إسرائيل قوانينها وولايتها وإدارتها عليها باطل ولاغٍ ودون أي أثر قانوني".

ورفضت قطر أية محاولات للقفز فوق القرارات الدولية التي تؤكد تبعية الجولان المحتل إلى سوريا، وتصف استيلاء إسرائيل عليه بالاحتلال، واعتبرت أن "مساعدة الاحتلال الإسرائيلي على ازدراء القرارات الأممية ذات الصلة بهضبة الجولان المحتلة لن تغير من حقيقة أن الهضبة أرض عربية محتلة".

صحيفة "واشنطن بوست" اعتبرت إعلان ترامب على أبواب الانتخابات الإسرائيلية، هدية لرئيس الوزراء الإسرائيلي، مشيرةً إلى أنه على عكس قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس، فإن هذا القرار لم يكن ليقدم عليه أي رئيس أميركي سابق.

ووصفت الإعلان بأنه هديةً لـ"حزب الله" ورئيس النظام السوري بشار الأسد. وقالت إن الإعلان يعدّ فرصةً لهما للتعبئة حول "المقاومة" بدلاً من صورتهما كقاتلين للشعب السوري. وقالت إن هذا القرار سيسعد نتنياهو، وكذلك الرئيسان الروسي والصيني.

ووصفت القرار بأنه خطأ، لأنه يخالف ركائز النظام العالمي لما بعد اتفاق عام 1945، الذي يؤكد على أن لا إمكانية لأي دولة لتغيير الحدود الدولية بالقوة، معتبرةً أن ترامب أطاح بهذا التفاهم.

من جهتها، سلّطت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية الضوء على المفاوضات التي بدأت عام 2010 برعاية أميركية بين بشار الأسد وإسرائيل، وجرت بسرية تامّة. وأوضحت أن نتنياهو أبدى في تلك المفاوضات، استعداده للنظر في طلب سوريا الانسحاب من الجولان إلى حدود 4 حزيران/ يونيو 1967، في مقابل تخلي الأسد عن "محور الشر"، أي قطع علاقاته مع إيران و"حزب الله".

وبحسب الصحيفة، كان الطرفان على بعد حوالي 6 أشهر من توقيع اتفاق سلام بينهما، لكن بداية الثورة السورية والأحداث التي تبعتها وتصدي الأسد لها عرقلت هذا الاتفاق.

ونقلت "هآرتس" عن مسؤول أميركي أن سبب انخراط نتنياهو بالمفاوضات يعود لعدم حماسته للمفاوضات مع الفلسطينيين، بينما كانت المفاوضات مع سوريا طريقاً لصدّ الضغوط الأميركية عليه.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها