الخميس 2019/02/07

آخر تحديث: 08:32 (بيروت)

اشتباك الجهاديين يضع "النصرة" في مرتبة "داعش"

الخميس 2019/02/07
اشتباك الجهاديين يضع "النصرة" في مرتبة "داعش"
(انترنت)
increase حجم الخط decrease
شهدت مناطق سيطرة المعارضة المسلحة في ريف ادلب الجنوبي الشرقي، ليل الأربعاء/الخميس، قصفاً مكثفاً بالمدفعية والصواريخ من قبل مليشيات النظام المتمركزة في أبو دالي والشيخ بركة شرقي ادلب قرب نقطة المراقبة الروسية. وتركز القصف الأعنف على بلدة جرجناز جنوب شرقي معرة النعمان.

القصف خلال الساعات الـ24 الماضية تزامن مع هجوم نفذته التنظيمات الجهادية في غرفة عمليات "وحرض المؤمنين" بقذائف الهاون والصواريخ محلية الصنع على مواقع للمليشيات في القطاع الشمالي من سهل الغاب، وفي ريف اللاذقية الشمالي. مواقع إعلامية موالية قالت إن تصعيد القصف على مواقع المعارضة جاء رداً على استهداف المسلحين في ادلب لمواقع قوات النظام خلال اليومين الماضيين.

وكثّفت غرفة "وحرض المؤمنين"، بقيادة تنظيم "حراس الدين"، من عملياتها ضد مليشيات النظام مؤخراً، ورُصِدَت تحركات مكثفة لمجموعاتها التي اتخذت إجراءات أمنية مشددة، مُحصّنة مواقعها في ريف اللاذقية الشمالي، وشمالي سهل الغاب، وجنوبي ادلب.

يبدو أن التنظيمات في غرفة "وحرض المؤمنين" تقصدت التصعيد ضد مليشيات النظام وإشغال الجبهات بالقصف والاشتباكات، للضغط على "هيئة تحرير الشام"، وإيصال رسالة لها مفادها "نحن قادرون على خلط الأوراق، وتهديد مصالحكم، وإفشال مشروعكم المفترض". وتعمل التنظيمات الجهادية على استمالة المهاجرين في صفوف "تحرير الشام"، في ظل الحرب الإعلامية المستعرة بين الطرفين. وتحاول الفصائل الجهادية الظهور كما "القاعدة"، بأنها لا تساوم ولا تفاوض.

الحرب الكلامية بين "حراس الدين" و"تحرير الشام"، كانت قد وصلت إلى مستوى غير مسبوق من التصعيد، ما ينذر بحرب وشيكة. واستفاد أنصار "الحراس" من الإصدار الصوتي الجديد لأمير تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري، باسم "سبيل الخلاص"، الذي ركّز فيه على سوريا، ومناطق سيطرة المعارضة في شمالها الغربي.

وهاجم "الظواهري" بعنف "تحرير الشام"، واعتبرها "مجموعة عاقة"، واتهمها بالتنافس على السلطة والنفوذ والمعابر والسيطرة على القرى والبلدات بدل قتال النظام، وفرض المكوس والضرائب على الناس، والتهجم والتحريض على المجاهدين، والجلوس مع القتلة، والإذعان للاتفاقات المذلة، وحماية الجيش التركي العلماني.

وقارن الظواهري بين ما قدمته تركيا للمجاهدين والثورة السورية وبين ما قدمته باكستان للمجاهدين ولحركة طالبان في أفغانستان. ويرى الظواهري، أن التعامل مع تركيا بمثابة ردة، لكنه احجم عن التعليق حول دور باكستان.

وقال الظواهري: "تحرير الشام" تمهد لنفسها للدخول في لعبة الديموقراطية العفنة". أنصار "الحراس" تداولوا كلمة الظواهري، وجددوا مطالبة "تحرير الشام" بحقوقهم؛ الحق الشخصي للعناصر المنشقين عن "جبهة النصرة"، والحق العام، وحق "تنظيم القاعدة".

وكان لافتاً اعتماد "تحرير الشام" على الشخصيات الجهادية الفلسطينية مؤخراً للرد على خصومها في "القاعدة". وتنطّح للرد "الزبير الغزي" و"أبو محمود الفلسطيني" وأبو الحارث الزبداني، والادريسي، المتواجدون من إدلب، بالإضافة للمنظرين السلفيين من فلسطين أحمد أبو فرحة، وأحمد قنيطة. ووصف هؤلاء الظواهري، بالمنفصل عن الواقع، والرجل السطحي الحاسد، والمتسرع في اصدار الاحكام، ولديه ازدواجية أكثر من ازدواجية النظام العالمي بحيث يُحرّم الاستعانة بتركيا في حين صمت وبايع طالبان التي استعانت بباكستان. كما اتهموه بدفع المنطقة إلى الهاوية وإطلاق يد أنصاره في "حراس الدين" ليسهلوا للنظام وروسيا دخول ادلب.

وتولى الشرعي البارز في "تحرير الشام"، عضو مجلس الشوري عبدالرحيم عطون، الرد على "حراس الدين"، بشأن مطالبهم بالسلاح وحقوق "القاعدة". ودعا عطون أصحاب الحقوق الشخصية للتقاضي في محاكم وزارة العدل التابعة لـ"حكومة الإنقاذ"، ودافع عن مقترح الادارتين العسكرية والمدنية، مؤكداً مواصلة العمل عليه من أجل انجاحه. وختم عطون رده على "حراس الدين" بتهديد صريح، قائلاً: "ليعلم الجميع وأولهم جماعة سابقاً، أن سلاح الهيئة خط أحمر، ولا نقبل المساس به من أي أحد، كائناً من كان، ومن يقترب من سلاحنا تحت أية حجة وتأول سيعامل كصائل على مال الجهاد، وكل من تسول له نفسه أخذ قطعة من هذا السلاح تحت أي دعوى سيلاحق ويحاسب ويقاضى".

ردود أنصار "تحرير الشام" أثارت غضب "حراس الدين" والأوساط الجهادية التابعة لـ"القاعدة". أما نائب قائد "الحراس" الشرعي الأردني سامي العريدي، رد بشكل مفصل على عطون، ولمّح إلى أن بامكان "الحراس " الرد بسهولة على التهديدات، واصفاً "تحرير الشام" بمشروع داعش جديدة، وعطون وهو النسخة الثانية من "أبو محمد العدناني" الناطق السابق باسم "داعش".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها