الأربعاء 2019/02/13

آخر تحديث: 10:32 (بيروت)

السويداء:"حزب الله"يتمركز بمطار الثعلة.. ويحتكر سوق السلاح

الأربعاء 2019/02/13
السويداء:"حزب الله"يتمركز بمطار الثعلة.. ويحتكر سوق السلاح
(انترنت)
increase حجم الخط decrease
تزايد نشاط مليشيا "حزب الله" في السويداء مؤخراً، إذ أقام نقطة عسكرية جديدة في الريف الغربي، وزاد من شراء السيارات العسكرية والأسلحة والأراضي والعقارات.

شراء الأسلحة
مُهرّب من السويداء، أكد لـ"المدن"، أن "حزب الله" يشتري سيارات الدفع الرباعي والرشاشات الثقيلة والمتوسطة من عيارات 23 و14.7 و12.7 من السويداء، بأسعار مغرية، عبر تُجار "مهربين" من بدو اللجاة في ريف درعا. وكان سعر سيارة "الشاص" بحدود مليوني ليرة، وبعد إقبال الحزب على شرائها ارتفع سعرها لأربعة ملايين. ويستغل الحزب حالة الهدوء النسبي التي شعر بها الأهالي منذ إعلان قوات النظام السيطرة على بادية السويداء الشرقية.

وكانت السيارات رباعية الدفع والرشاشات الحربية قد انتشرت بشكل واسع في محافظة السويداء بعد هجوم "داعش" في تموز/يونيو 2018. ومصدر تلك السيارات والرشاشات هو من فصائل المعارضة في درعا، والتي حصلت عليها بدورها من غرفة دعم المعارضة "الموك". وقد تخلصت المعارضة من تلك المعدات والأسلحة بعد اتفاق "المصالحة" مع النظام، وتولى مهربون نقلها إلى السويداء، واليوم عادوا لنقلها إلى "حزب الله".

مصدر من الفصائل المحلية في السويداء وصف لـ"المدن" شراء "حزب الله" للأسلحة والسيارات من السويداء بالعملية الممنهجة، موضحاً أنها تنقل لمليشيات تابعة للحزب في اللجاة وريف درعا الشرقي والقنيطرة. وقال إن أحد المهربين البدو عرض على قيادة فصيل مسلح في السويداء شراء كافة سياراته وأسلحته المتوسطة والثقيلة بـ50 مليون ليرة.

والمليشيات الموالية للنظام في السويداء هي أكثر الجهات بيعاً لعتادها، وتُسهّل شراء السيارات والرشاشات من المدنيين، خصوصاً في القرى الشرقية. وامتنعت الفصائل الدرزية المحلية عن البيع، وحاولت منافسة الحزب على الشراء، لكن الأسعار المرتفعة التي دفعها الحزب مكنته من احتكار السوق.

مصدر "المدن" أوضح أن الفصائل المحلية حصلت على تطمينات روسية بمنع "حزب الله" والمليشيات الإيران من التغلغل في السويداء، لكنه اعتبرها غير كافية، خصوصاً أن الجانب الروسي يشترط على فصائل السويداء الانضمام إلى تشكيل مشابه لـ"الفيلق الخامس" وتسليم الرشاشات المتوسطة والثقيلة. كما أن الحزب يسلك طرقاً ملتوية للحصول على السلاح عبر وسطاء من المُهربين والموالين لإيران من أبناء المنطقة.

أحد المهربين البدو قال لـ"المدن" إن "حزب الله" أصبح المتحكم الرئيسي بسوق السلاح في المنطقة الجنوبية بعد انهيار "داعش". ولا تختلف سياسة "حزب الله" عن "داعش" باحتكار السوق والتلاعب بالأسعار، إذ يطرح سعراً عالياً لأصناف محددة ويشتري منها كميات كبيرة، فيما يتجنب شراء بقية الأصناف لينتظر انخفاض سعرها إلى حدودها الدنيا ليشتريها بأرخص الأسعار.

حشيش بعلبكي
وأكد المُهرّبُ لـ"المدن" أن السويداء باتت تعتبر من أفضل الأسواق لترويج الحشيش برعاية "حزب الله" الذي يُحكم سيطرته على خطوط نقل وتجارة الحشيش. وسعر الحشيش في السويداء منخفض مقارنة ببقية المناطق السورية، إذ يصل سعر الكيلوغرام الواحد من "الحشيش البعلبكي" في السويداء إلى 225 ألف ليرة، بينما يتجاوز سعره في دمشق ودرعا 275 ألف ليرة.

"حزب الله" و"الدفاع الوطني"
وكان "حزب الله" قد قطع الدعم المادي واللوجستي عن مليشيا "الدفاع الوطني" في السويداء مطلع العام 2019، بعدما وفّر لعناصرها رواتب شهرية منذ منتصف العام 2018، ومدها بكميات كبيرة من الأسلحة الفردية والذخيرة. مصدر من "الدفاع الوطني"، قال لـ"المدن"، إن اتفاقاً سابقاً أبرمته قيادة "الدفاع" مع مسؤولين من "حزب الله" يقضى بإشرافه على نقاط "الدفاع" في ريف السويداء الشرقي لمدة 6 أشهر، ومدهم بالسلاح والرواتب. وأكد المصدر أن القادة الميدانيين الذين أرسلهم الحزب للإشراف على نقاط "الدفاع" غادروا مع انتهاء المدة وتوجه قسم منهم إلى مطار الثعلة. وعادت الأزمة المالية لتعصف بـ"الدفاع الوطني" وسط عجزه عن تأمين رواتب عناصره، نتيجة تخلي "الأمانة العامة" في دمشق عن توفير مستحقاته.

مطار الثعلة العسكري
وبات مطار الثعلة العسكري نقطة جديدة لانتشار مليشيا "حزب الله" في السويداء. وكانت إسرائيل قد استهدفت المطار في كانون الثاني/يناير 2019. مصدر خاص أكد لـ"المدن" أن "حزب الله" استولى على أحد المباني داخل المطار الذي بات يشهد دخول شاحنات غريبة خلال ساعات الليل المتأخرة في ظل حراسة مُشددة على مداخله، خصوصاً الطريق إلى بلدة الثعلة.

كما تنتشر نقاط للحزب في مطار خلخلة، وفي قريتي الساقية وشنوان شمال شرقي السويداء. ويتجنب الحزب الانتشار أو التحرك داخل المناطق المأهولة بالسكان في السويداء، ويقتصر تواجده على نقاط مشتركة مع قوات النظام.

شراء العقارات
وتجدد شراء الأراضي والعقارات لصالح إيران و"حزب الله" في السويداء في الآونة الأخيرة، عقب عام من توقفه بعد إعدام "قوات شيخ الكرامة" لأهم رجال إيران في المنطقة الحاج أبو ياسين أحمد جعفر، العام 2018. عائلة جعفر كانت قد غادرت السويداء، لكن ابنه "أبو قاسم" عاد مجدداً برفقة 3 من "حزب الله" لاستئناف شراء الأرض والعقارات.

مصادر "المدن" أكدت أن "أبو قاسم" شكّل شبكة جديدة لشراء الأراضي خلال زيارته، لتسهيل أموره القانونية وعدم إثارة الشبهات. وبدأت الشبكة شراء أراض في ريف السويداء الجنوبي الغربي، وتحاول التغلغل في منطقة "ظهر الجبل".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها