الخميس 2019/12/05

آخر تحديث: 16:35 (بيروت)

ريف حماة: ماذا يحدث في سلحب؟

الخميس 2019/12/05
ريف حماة: ماذا يحدث في سلحب؟
(انترنت)
increase حجم الخط decrease
للمرة الثالثة على التوالي في غضون عشرة أيام، شهدت مدينة سلحب الموالية للنظام، في ريف حماة، اشتباكات عنيفة بين بقايا مجموعات الشبيحة المنحلة وبين "قوى الأمن الداخلي". وتسببت الاشتباكات بمقتل ما يزيد عن عشرة أشخاص، سبعة منهم من قوى الأمن، وبينهم مدير الناحية، بالإضافة إلى جرح العشرات ومنهم رئيس فرع الأمن الجنائي في حماة، بحسب مراسل "المدن" فادي خوري.

وجرت الاشتباكات لأول مرة قبل عشرة أيام إثر مواجهة بين عناصر قيادة ناحية سلحب وبعض الشبيحة المطلوبين على خلفية جرائم قتل وسطو وخطف، وسقط على إثرها أربعة قتلى من عناصر الأمن واعتقال بعض المطلوبين.

وتجددت الاشتباكات فجر الثلاثاء إثر قيام الشبيحة المطلوبين بعملية ثأرية بقيادة متزعمهم "فاطر"، هاجموا فيها مقر قيادة الناحية، ونجم عنها مصرع قائد الناحية النقيب مهند علي وسوف.

وليست الاشتباكات بين الشبيحة وأجهزة أمن النظام بالأمر الجديد في المناطق الموالية، لكنها تعتبر تطوراً نوعياً، فهي المرة الأولى التي يشن فيها الشبيحة هجوماً دموياً معاكساً على مقر رسمي لاستهداف الرتبة الأعلى فيه. وغالباً ما كان الشبيحة يكتفون بحصار المراكز الأمنية، أو إخضاع مسؤوليه لشروطهم، من دون التورط المباشر والعلني في قتلهم.

وفي محاولة لاستعادة هيبته المفقودة، شن النظام الأربعاء حملة واسعة النطاق على مطلوبي سلحب، تطورت لاشتباكات دامت لساعات، واستخدمت فيها معظم صنوف الأسلحة الفردية والمتوسطة من الرشاشات والقنابل والدوشكا وقذائف الآر بي جي، ما تسبب بشلل كامل في المدينة.

وأفادت صحيفة "الوطن"، عن مقتل ثلاثة أشخاص، منهم اثنين من المطلوبين، في حين ذكرت بعض صفحات الموالاة وقوع سبعة قتلى من الشبيحة، بالإضافة إلى مصرع شرطي، بالإضافة لإصابة عدد كبير من الطرفين بجروح متفاوتة الشدة ومن بينهم المقدم رئيس فرع الأمن الجنائي في حماة. وأسفرت الحملة بحسب  المواقع الموالية عن إلقاء القبض على 17 مطلوباً، ليس بينهم زعيم العصابة "فاطر" الذي ما زال طليقاً.

وتعتبر سلحب واحدة من أكبر خزانات الشبيحة في سهل الغاب، وتتباهى بعدد القتلى الذين سقطوا منها دفاعا عن النظام، وينتمي معظم الشبيحة المطلوبين فيها إلى خليط من المليشيات الموالية المنحلة، وغالبيتهم أفراد سابقون من مجموعات سهيل الحسن، وكان قد تراجع دورهم ما أدى إلى تجفيف مواردهم المالية، ما جعلهم يكثفون من أعمال السلب والخطف في مناطقهم للتعويض، خصوصا في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بالسوريين.

وفي محاولة لتجنب الارتدادات وعمليات الثأر سواء من عائلات القتلى أو من النظام، سارعت عوائل الشبيحة إلى التبرؤ من أفعالهم واعتبارها أفعالاً شخصية لا تلزم سوى مرتكبيها.

وحرص النظام على الاهتمام بجنازة النقيب مهند وسوف، وإبراز الحشد الجماهيري فيها. وفي حركة غير اعتيادية ألقى رجل دين مسيحي كلمة في الجنازة بالإضافة إلى شيخ علوي. غير أن اللافت بشدة، هو غياب الشيخ شعبان منصور، رجل الدين العلوي الأبرز في سلحب وفي المنطقة، عن الجنازة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها