الأربعاء 2019/12/11

آخر تحديث: 15:28 (بيروت)

هبوط الليرة: مسلسل سوري للخسارة اليومية

الأربعاء 2019/12/11
هبوط الليرة: مسلسل سوري للخسارة اليومية
Getty ©
increase حجم الخط decrease
عاد مسلسل خسائر الليرة السورية اليومي، وفقدت الثلاثاء أكثر من 5% من قيمتها ليرتفع سعر صرف الدولار بمقدار 40 ليرة في دمشق، مسجلاً 840 ليرة عند الإغلاق، في حين سجل 850/860 عند الافتتاح صباح الأربعاء.

واللافت هو الانخفاض اليومي الذي تسجلته الليرة الإغلاق والافتتاح، والذي يصل أحياناً إلى أكثر من 25 ليرة، ما يمكن تفسيره بحدوث عمليات طلب ليلية على الدولار، وسط ميل متسارع لانخفاض في الليرة السورية.

ومع الارتفاع الجديد في سعر الصرف توالت ارتفاعات أسعار السلع في الأسواق المحلية. ولم ينعكس التحسن السابق في قيمة الليرة السورية، الأسبوع الماضي، بأي شكل على انخفاض أسعار السلع ومن أهمها الغذائية. وهي ظاهرة سورية باتت معروفة بمواكبة الأسعار للارتفاع الفوري، وامتناعها عن الهبوط مع تحسن سعر الصرف، ما يجعل من ارتفاعات السعر المتكررة بعد كل ارتفاع تفوق نسبتها المحسوبة على سعر الصرف.

وفي حالة جديدة تتسم بالسخرية من إجراءات النظام وألاعيبه، بدأ المواطنون وصغار التجار يتحدثون عن الانخفاض الوهمي لسعر الصرف، نتيجة عدم انعكاسه فعلياً على قوتهم الشرائية، واقتصاره على مجرد رقم إعلاني في حالة الهبوط على عكس حالة الارتفاع التي تتأثر بها كل مناحي الحياة.

وبالنظر إلى الإجراءات المتخذة من قبل النظام لتثبيت الأسعار أو الحد من ارتفاعها الجنوني، يسود اعتقاد عام بفشل النظام وعدم جديته بالأساس، لاقتصاره في معالجتها على خطوات غير فاعلة كتسيير دوريات التموين على صغار الباعة، أو من خلال خطوات من شأنها مفاقمة الأزمة كبيع سلال غذائية بنوعيات رديئة وأسعار غير منافسة، والبدء بنظام التقنين للسكر على دفتر العائلة، وارتفاع وتيرة الحديث عن تفعيل البطاقة الذكية لشراء الحصص الغذائية.

وكان قرار المركزي برفع السعر التفضيلي لحوالات البعثات الدبلوماسية والمنظمات الأممية إلى 700 ليرة سورية قد شكل ضربة موجعة لكل الواهمين بهبوط سعر الصرف إلى حدود سابقة لما يمثله القرار من اعتراف النظام بوهمية سعر البنك المركزي المتوقف منذ سنتين عند سعر 435 ليرة، وما يمثله أيضا من إمعان النظام واستمراره بسرقة الفارق الكبير بين السعرين في حوالاتهم الشخصية التي لا يسري عليها السعر التفضيلي.

وفي هذا الإطار تصاعدت احتجاجات المودعين السوريين مطالبين بتعويضهم عن خسارتهم التي تكبدوها من خلال رفضهم تحويل أموالهم بالليرة إلى عملات أخرى، وكانوا قد فضلوا من منطق وطني، وفق اعتقادهم، بقاء أرصدتهم بالليرة السورية ليخسروا جنى عمرهم بسبب وقوفهم مع النظام وتصديق حملات دعم الليرة السورية التي يروج لها.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها