الخميس 2019/01/31

آخر تحديث: 17:56 (بيروت)

السويداء: النظام يعتقل ملتحقين بالخدمة..بتهمة"الإرهاب"!

الخميس 2019/01/31
السويداء: النظام يعتقل ملتحقين بالخدمة..بتهمة"الإرهاب"!
(انترنت)
increase حجم الخط decrease
تواصل قوات النظام اعتقال العشرات من شبان السويداء، ممن سلّموا أنفسهم بعد مرسوم العفو عن "جرائم الفرار من الخدمة". وينقل النظام معتقلي السويداء إلى سجن صيدنايا، وسجون الأجهزة الأمنية، وسط معاملة "عنصرية طائفية" لبقية الملتحقين الدروز بالخدمة العسكرية، بحسب مراسل "المدن" زين الحلبي.

"الإرهاب" والتعامل مع تنظيم "الدولة الإسلامية"، والانتماء لمجموعات مسلحة، باتت اتهامات يوجهها النظام للمعتقلين الدروز لديه. فرع الشرطة العسكرية في القابون، بات صاحب المرتبة الأولى بعدد الموقوفين الدروز، الذين يتم إيداعهم فيه بين 15 يوماً إلى شهر، قبل تحويلهم إلى فروع الأجهزة الأمنية التي طلبت بالأصل اعتقالهم. وأغلب الطلبات الأمنية جاءت من "فرع الخطيب".

أحد المفرج عنهم حديثاً، قال لـ"المدن"، إن أبناء السويداء يتعرضون لتعذيب ممنهج في معتقلات النظام، ويتعرض لهم السجانون بشتائم طائفية، وسط نعتهم بـ"الخونة" والمتعاملين مع إسرائيل و"داعش". ويعود ذلك الحقد، بحسب الشاب، بسبب امتناع الدروز عن الخدمة في قوات النظام خلال السنوات الماضية.

رئيس "اللجنة الأمنية" في السويداء، يُعد مسؤولاً عن غالبية حالات الاعتقال للشبان المتخلفين عن الخدمة العسكرية والراغبين بـ"تسوية أوضاعهم". وقطع رئيس "اللجنة الأمنية" وعوداً لـ"لجان المصالحة الوطنية" ووجهاء المحافظة بفتح باب "التسوية" للجميع عن طريق فرع "الأمن العسكري" مهما كانت أوضاعهم. وجالت بعد ذلك "لجان المصالحة" والوجهاء قرى السويداء، وتمكنت من إقناع عشرات المنتسبين للفصائل المحلية سابقاً، والمطلوبين للأجهزة الأمنية، والمطلوبين للخدمة العسكرية الاحتياطية أو الإلزامية، بـ"صدق نوايا" النظام وعدم الرغبة بـ"توقيفهم ساعة واحدة" عند التحاقهم بالخدمة. وسرعان ما انكشف زيف تلك الوعود بعد اعتقال العشرات. رئيس "اللجنة الأمنية" تملص من مسؤوليته بذريعة عدم استجابة بعض الجهات الأمنية في دمشق لتوجيهات النظام.

"قوات شيخ الكرامة" كانت قد تبنت تحرير الشيخ سمهان عزام، من سجن صيدنايا، بعد شهر من تسليم نفسه لـ"المخابرات العسكرية" وحصوله على وعد بـ"تسوية وضعه"، وإعادته لمكان خدمته العسكرية السابق. عزام كان قد خدم 4 سنوات في قوات النظام، قبل أن "يُشكّل فراراً" ويعود إلى السويداء. عائلة عزام كانت قد اكتشفت مؤخراً أنه معتقل في صيدنايا، وفشلت محاولات والده "البعثي" لإطلاق سراحه ولا برشوة وسطاء في "محكمة الإرهاب"، ولا في مناشدة مسؤولي النظام.

العائلة فوّضت "قوات شيخ الكرامة" للافراج عن ابنها. فأعطت النظام مهلة 48 ساعة للإفراج عنه، وهددت بمهاجمة فروع المخابرات في السويداء، إذا لم يتحقق مطلبهم. النظام أطلق سراح عزام، قبل ساعات من انتهاء المهلة، وقد تعرض لتعذيب وحشي ظاهر على جسمه. وأدانت الحركة ممارسات النظام بحق الدروز عند اعتقالهم، وخاطبت "المجتمع الدولي بأسره" بأن هذه الممارسات تنسف دعاية النظام في "حماية الأقليات" وتهدد استقرار المحافظة.

مصدر مطلع، قال لـ"المدن"، إن النظام وجه لعزام تهمة "الإرهاب" على خلفية علاقاته سابقاً بـ"حركة رجال الكرامة"، وجرى التحقيق معه عن مصادر تمويل وتسليح الفصائل المحلية والجهات التي تتعامل معها. المصدر أكد وجود العشرات من السويداء معتقلين بتهمة "الإرهاب" ممن تمّ خداعهم بـ"العفو".

مصادر "المدن" كشفت تعرض مئات الملتحقين الدروز بالخدمة لمعاملة مهينة وعنصرية من قبل ضباط النظام، واتهامهم بـ"الخيانة والجبن". ولا يُسمَحُ لكثيرين منهم بالإجازات، إلا "بكفالة درزي آخر بنفس القطعة العسكرية، تحسباً لفرارهم مجدداً". وتؤكد المصادر فرز غالبية الملتحقين إلى مناطق بعيدة، خلافاً لوعود ضباط "الفرقة الرابعة" بالخدمة ضمن "الفيلق الأول" جنوبي سوريا.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها