تستعد الأمم المتحدة لإرسال قافلة مساعدات دولية ثانية إلى مخيم الركبان على الحدود الأردنية السورية، من مكاتبها في دمشق، بحسب مراسل "المدن" عمار حمو.
مصدر مسؤول في مخيم الركبان، أكد لـ"المدن"، أن "الأمم المتحدة تستعد لإرسال قافلة مساعدات أممية وإجراء استطلاع رأي لأهالي المخيم حول مصيرهم". والاستبيان يتعلق برغبة السكان في البقاء ضمن المخيم أو مغادرته. وأثارت فكرة الاستبيان حالة من الاستياء بين الأهالي في المخيم، إذ قد يكون ضمن السياسات الدولية الرامية إلى تفكيك المخيم وإفراغه من سكانه.
وقال مصدر "المدن" إن مكتب الأمم المتحدة في دمشق يحاول إدخال قافلة مساعدات إنسانية ثانية، ولكن النظام لم يُعطِها الموافقة بعد. وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسن، قد عقد اجتماعات مع المسؤولين الروس، في موسكو، وناقش معهم تسيير قافلة إنسانية ثانية إلى الركبان.
ويأتي الحديث عن القافلة الثانية، في ظل ظروف معيشية صعبة، أوجدها حصار قوات النظام للمخيم، زادت من حدتها الأحوال الجوية الباردة. مصادر محلية قالت لـ"المدن" إن "الحركة الإغاثية في المخيم متوقفة تماماً منذ دخول آخر قافلة مساعدات للأمم المتحدة والهلال الأحمر مطلع تشرين الثاني/نوفمبر 2018".
وقال عضو الإدارة المدنية في مخيم الركبان أحمد الزغيرة، لـ"المدن": "لا توجد أي مشاريع إغاثية في المخيم"، مشيراً إلى عدم تقديم أي مساعدات شتوية للمدنيين، وسط انخفاض درجات الحرارة، فضلاً عن ارتفاع أسعار وسائل التدفئة.
وتركت التصريحات الأميركية حول الانسحاب من سوريا مخيم الركبان في حالة فوضى، وكذلك التصريحات الخاصة بالمباحثات الأردنية–الروسية حول إمكانية تفكيك المخيم ونقل سكانه إلى مناطق النظام.
وقال الزغيرة: "لم يعد هناك اهتمام من المنظمات الإنسانية بدعم المخيم، وعند التواصل مع أي جهة داعمة يكون الرد: بما أن هناك توجهاً دولياً لتفكيك المخيم فما الفائدة من دعمه؟".
المتحدث الرسمي باسم الإدارة المدنية للمخيم محمود قاسم الهميلي، قال لـ"المدن": "الحديث عن تفكيك المخيم ليس مبرراً لوقف المساعدات، ونحن في الإدارة نعمل ونطالب ونناشد من أجل عشرات الآلاف طالما أن المخيم موجود، وعند البت بتفكيكه فلكل حادث حديث".
ورغم أن الفصائل العاملة في "منطقة الـ55"، التي يقع ضمنها مخيم الركبان، كانت قد أعلنت وقوفها إلى جانب أهالي المخيم، ونفت أي عملية إجلاء لها إلى الشمال السوري وترك المدنيين يواجهون مصيرهم، إلا أن ذلك لم يمنع من عودة عشرات العائلات إلى منازلهم في مناطق النظام. وعادت دفعة من مُهجّري بلدة مهين في ريف حمص الشرقي إلى بلدتهم مطلع كانون الثاني، وهي أول دفعة تعود من الركبان.
وحذّر ناشطون من أن يستغل النظام السياسات الدولية الجديدة، والظروف الإنسانية في المخيم، فيطلق يد المحسوبين عليه للترويج لـ"المصالحات والعودة إلى حضن الوطن". مصدر محلي في المخيم، قال لـ"المدن":"شهد المخيم عمليات عودة فردية عبر عمليات تسوية فردية مع النظام، ولكن في ظل هذه الظروف يلعب إعلام النظام والشخصيات المحسوبة عليه على الجانب النفسي للمحاصرين مما يساهم في تفكيك المخيم داخلياً".
ومخيم الركبان واحدٌ من أسوأ المخيمات العشوائية السورية، وهو غير مدرج على قائمة المخيمات التي تشرف عليها الأمم المتحدة، ويعيش فيه نحو 50 ألف مدني، غالبيتهم من ريف حمص الشرقي، يعانون من شحّ المواد الغذائية وغياب الرعاية الصحية.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها