الإثنين 2018/09/17

آخر تحديث: 14:51 (بيروت)

المغاور ملجأ سكان إدلب الأخير من كابوس الطيران

الإثنين 2018/09/17
المغاور ملجأ سكان إدلب الأخير من كابوس الطيران
Getty ©
increase حجم الخط decrease
يستعد سكان إدلب لعملية عسكرية محتملة، بتحصين وحفر المغاور قرب منازلهم، للاحتماء من غارات الطيران السوري والروسي، الذي تسبب بمجازر دموية في مناطق مختلفة في سوريا.

عبدالمنعم شيخ سالم، والد لأربع بنات وصبيين، بدأ العمل على توسيع ملجأ كان قد حفره في وقت سابق قرب منزله في قرية كفرعين في ريف إدلب الجنوبي، حيث كانت العائلة تحتمي من الغارات داخل الملجأ.

تنقل وكالة "فرانس برس" عن شيخ سالم قوله، إنه "منذ نحو عشرة أيام، عدنا الى الحفر في المغارة لتوسيعها، كما نقوم بتجهيزها في حال عودة القصف مجدداً.. نقوم بتوسيع المغارة وطلائها، كما بنينا درجا لتسهيل الدخول والخروج".

وتقع المغارة في حديقة منزله، ومدخلها غير واضح المعالم وسط أشجار. وهو يؤكد بأنه نجا مع عائلته من موت محقّق لأنهم كانوا داخل المغارة عندما دمّر برميل متفجر المنزل. وقال "البرميل المتفجر سوى البيت بالارض تماما، ونحمد الله بأن أحدا منا لم يصب لأننا كنا في المغارة".

ويتابع عبدالمنعم "أنا خوفي هو على الأولاد. والشعور بالخوف أمر طبيعي خصوصا لمن لديه عائلة وأولاد".

ويعتمد العديد من السكان في المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة في محافظة إدلب والمناطق المجاورة، الاستراتيجية نفسها. فقد أقاموا مستشفيات وأحيانا مدارس تحت الأرض، إضافة الى الملاجىء قرب المنازل لحماية عائلاتهم من القصف.

وفي الثامن من أيلول/سبتمبر، أصيب مستشفى ميداني تحت الأرض بأضرار نتيجة قصف جوي استهدفه في بلدة حاس في محافظة إدلب، بحسب "المرصد السوري لحقوق الإنسان".

وتفيد الامم المتحدة أن نحو ثلاثة ملايين شخص، نصفهم من النازحين، يعيشون في محافظة إدلب وبعض المناطق المجاورة في محافظات حماه وحلب واللاذقية.

وليس عبدالمنعم وحده من يحفر "مغارة" قرب منزله، كما يسمي سكان إدلب هذه الملاجىء. فكثيرون يعملون بكد لتجهيز المغاور للاحتماء فيها من قصف الطيران السوري والروسي.

وخلال جولة العنف الأخيرة، أجبر أبومحمد (25 عاماً) على البقاء عشرة أيام داخل المغارة مع عمه وأبناء عمه في جنوب محافظة إدلب. وعملت العائلة على بناء هذا الملجأ منذ سنوات الحرب الاولى. وقد دعّمت الجدران والأرضية بالإسمنت، في حين بقي قسم من أرض الملجأ من الصخر.

وتوزعت في هذه المغارة التي تتم إنارتها بواسطة مصباح صغير، الفرش وكراسي البلاستيك والمراوح. ويمكن رؤية في إحدى زواياها بعض أصناف الطعام، إضافة الى أوعية جمعت فيها المياه.

ويقول أبو محمد "خلال الفترة الأخيرة، اشتد القصف على المنطقة لأنها على الحدود مع مناطق النظام في ريف حماة الشمالي"، مضيفا "سارعنا الى تنظيف المغارة من جديد ووضعنا فيها بعض المؤن وكل ما يمكن ان نحتاجه لتجنب الخروج خلال فترات القصف".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها