الثلاثاء 2018/08/07

آخر تحديث: 11:36 (بيروت)

هل يهاجم النظام ضواحي حلب الغربية؟

الثلاثاء 2018/08/07
هل يهاجم النظام ضواحي حلب الغربية؟
واصلت المليشيات قصف الضواحي الغربية (Getty)
increase حجم الخط decrease
عادت مليشيات النظام إلى مواقعها في حلب بعدما شاركت في معارك الجنوب وريف دمشق ضد المعارضة المسلحة خلال الأشهر القليلة الماضية. وشملت إعادة الانتشار مليشيات "لواء القدس" و"لواء الباقر" و"حزب الله" ومليشيات عشائرية تتبع لقوات "النمر" ومليشيات أفغانية وباكستانية، وغيرها من المليشيات المدعومة من إيران.

عودة الجزء الأكبر من المليشيات إلى مواقعها في حلب خلال الأيام الماضية أثار مخاوف فصائل المعارضة المسلحة التي تتمركز في ضواحي حلب الشمالية والغربية، وريفي حلب الغربي والجنوبي. إعادة انتشار المليشيات القادمة من الجنوب في مواقعها في حلب تشير إلى إمكانية وقوع معركة قريبة في المنطقة، قد تشنها المليشيات، بهدف توسيع طوق الحماية حول المدينة وإبعاد خطر المعارضة المسلحة عن الأحياء الغربية الشمالية. وقد تكون المعركة المفترضة طريقة لتحصيل المليشيات لهدفها الذي تم الاتفاق عليه في "أستانة 10" في حال رفضت المعارضة الانسحاب من ضواحي المدينة نحو مواقعها الخلفية، بحسب تسريبات المعارضة.

وبالتزامن مع عودة المليشيات إلى حلب، واصلت مليشيات النظام قصفها المدفعي والصاروخي لمنطقة الضواحي الغربية في الراشدين والمنصورة وجمعية الزهراء وجمعية الهادي ومعارة الأرتيق، وامتد القصف الى الريف الغربي وطال بسراطون وبشانطرة وكفر داعل وخان العسل وريف المهندسين. وشهدت منطقة الضواحي الشمالية قصفاً مماثلاً على حريتان وكفر حمرة وأسيا.

مصدر عسكري معارض أكد لـ"المدن" أن مليشيات النظام عملت على التمهيد لاجتياح منطقة الضواحي منذ منتصف تموز/يوليو، وذلك باستهدافها المتكرر للأحياء الغربية الخاضعة لسيطرتها في حلب الجديدة والحمدانية وضاحية الأسد والخالدية، وغيرها من الأحياء القريبة من خطوط التماس، بصواريخ غراد والمدفعية من منطقة مطار النيرب شرقي المدينة، ما تسبب بوقوع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين. قصف مليشيات النظام على مناطق سيطرة النظام تسبب بتهجير القسم الأكبر من السكان نحو مناطق أكثر أمناً شرقاً. وفي الوقت ذاته، روجت المليشيات لفكرة التصعيد من قبل المعارضة التي تقتل المدنيين ويجب الرد من خلال توسيع طوق الأمان حول المدينة.

وأوضح المصدر أنه من حيث الأهمية تعتبر معركة ضواحي حلب بالنسبة للمليشيات ملحة أكثر من المعركة التي يُروّج لها في جبل التركمان ومناطق غربي جسر الشغور وسهل الغاب وريف حماة الشمالي. والهدف هو التوسع بشريط بري بعرض 10 كيلومترات تقريباً. وأشار المصدر إلى أن المعارضة، وبعدما كانت متأهبة لأي عملية في ريفي اللاذقية وحماة بسبب التحركات والتعزيزات المريبة والقصف المتواصل هناك من قبل المليشيات، باتت اليوم تنظر إلى جبهات ضواحي حلب بعين القلق، بسبب التطورات الأخيرة وإعادة تمركز المليشيات في مواقع متقدمة.

وفي حال صدقت التسريبات حول نيّة المليشيات بالسيطرة على منطقة ضواحي حلب، وفق بنود اتفاق "أستانة 10"، فسيؤدي ذلك حتماً إلى اختلاف في ردود الفعل بين فصائل المعارضة بخصوص مصير المنطقة. فـ"حركة الزنكي" التي تعتبر من أكبر فصائل "الجبهة الوطنية للتحرير" لن تنسحب من مواقعها. فتمدد المليشيات المفترض في منطقة الضواحي سيقضي على أكثر من 80 بالمئة من منطقة نفوذ "الزنكي". الحركة كانت قد نشأت في قبتان الجبل غربي حلب وتوسعت في المحيط القريب منها في قرى وبلدات السحارة وبسرطون وعاجل وعويجل وبشانطرة، وغيرها من البلدات والقرى. و90 في المائة من مقاتلي "الزنكي" من المنطقة، ولن يتركوا منازلهم وقراهم.

ورغم انضمام "الزنكي" إلى صفوف "الجبهة الوطنية" بضغط تركي، كمحاولة لتقليص نفوذها والسيطرة على قرارها، إلا أنها ما تزال تحتفظ بهامش كبير من الحرية في اتخاذ قراراتها، مثلها مثل بقية الفصائل التي انضمت إلى صفوف "الجبهة" مؤخراً. وفي حال رفضت "الزنكي" الانسحاب من الضواحي الغربية فإن المعركة مع المليشيات ستقع حتماً، وبتغطية جوية روسية. وحينها، لن تقاتل "حركة الزنكي" وحيدة، بل ستنضم إليها "هيئة تحرير الشام" التي تتمتع بانتشار واسع في منطقة الضواحي الشمالية في حريتان وكفر حمرة، وجنوب غربي حلب، وكلاهما يمتلك مخزوناً جيداً من الأسلحة والذخائر والتحصينات الكافية لخوض المعركة.

إذا حصلت معركة المليشيات المفترضة في منطقة ضواحي حلب، فلن تكون بلا ثمن، وقد يتم إخلاء بلدتي نبل والزهراء شمالاً بالكامل من المليشيات، تمهيداً لافتتاح الطريق الدولي حلب-غزي عينتاب الذي يصل الشمال بالجنوب السوري.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها