الإثنين 2018/08/20

آخر تحديث: 16:16 (بيروت)

ظريف: لقاء مباشر بين روحاني وترامب لن يجدي نفعاً

الإثنين 2018/08/20
ظريف: لقاء مباشر بين روحاني وترامب لن يجدي نفعاً
توتال انسحبت من مشروع حقل "بارس" بسبب العقوبات الأميركية (Getty)
increase حجم الخط decrease
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، الإثنين، إنه ينبغي على الاتحاد الأوروبي تسريع وتيرة جهوده لإنقاذ الاتفاق النووي، في وقت انسحبت مجموعة "توتال" الفرنسية رسمياً من مشروع كبير للغاز في إيران.

وأضاف قاسمي في مؤتمر صحافي: "يحاول الأوروبيون وآخرون وقعوا على الاتفاق (الصين وروسيا) انقاذ الاتفاق لكن العملية تسير ببطء. يجب تسريعها". وتابع أن "إيران تعتمد بشكل رئيسي على قدراتها الخاصة للتغلب على العقوبات الأميركية الجديدة".

وقالت القوى الأوروبية والصين وروسيا إنها ستبذل المزيد لتشجيع شركاتها على الاستمرار في أنشطتها مع إيران. لكن التهديدات بعقوبات أميركية دفعت العديد من الشركات الكبيرة للانسحاب من إيران.

وقال وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه إن شركة "توتال" الفرنسية انسحبت رسمياً من عقد لتطوير مشروع "بارس" الجنوبي للغاز. ونقل التلفزيون الرسمي عنه قوله "ثمة عملية جارية لإحلال شركة أخرى محلها".

وكانت الشركة الفرنسية قد أعلنت في وقت سابق أنها تستعد للانسحاب من مشروع تطوير حقل "بارس"، والذي تقدر قيمته بمليار دولار في ظل العقوبات الأميركية. ومن بين الشركات التي علقت أو تخلت عن خططها للاستثمار في إيران شركات صناعة السيارات "بي.إس.إيه" و"رينو" و"دايملر" بالإضافة إلى شركتي "دويتشه بان" و"دويتشه تليكوم".

وفي السياق، قال وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف الإثنين، إن الاجتماع وجهاً لوجه بين الرئيس الإيراني حسن روحاني ونظيره الأميركي دونالد ترامب لن يحمل أي فائدة إذا كان "التقدم الكبير" الذي حدث بين الولايات المتحدة وإيران قد قضى عليه ترامب ببساطة بالانسحاب من الاتفاق النووي.

وأضاف في مقابلة مع قناة "سي.إن.إن" الأميركية، أن "هناك مرضاً في الولايات المتحدة، وهذا المرض هو إدمان الحظر، حتى في عهد إدارة أوباما، شددت الولايات المتحدة الحظر الذي لم ترفعه بدلا من تنفيذ تعهداتها بالنسبة للحظر الذي رفعته". وتابع: "كنا نشعر بأن الولايات المتحدة تعلمت أن إجراءات الحظر على إيران قد تخلق صعوبات اقتصادية ولكنها لن تحقق النتائج السياسية التي يريدونها، وكنت أعتقد أن أميركا تعلمت الدرس، ولكن للأسف كنت على خطأ".

وشدد على أن "بلاده ترفض إعادة التفاوض حول الاتفاق النووي"، مضيفاً إننا "لا نريد إعادة النظر في الاتفاق النووي، بل نريد من الولايات المتحدة تنفيذ الاتفاق". 

وبخصوص الإجراءات الأميركية الأخيرة، أعرب ظريف عن اعتقاده بأن "الحكومة الأميركية ما زالت تتصور أنها تعمل مع الحكومة التي جاءت بها إلى السلطة في إيران بعد انقلاب العام 1953". وأكد أن "إجراءات الحظر الأميركية أضرت بنا، علماً بأن من تضرروا دوما هم المواطنون الذين يريدون شراء الأدوية والأغذية".

من جهة ثانية، قالت دراسة أعدها باحث إسرائيلي ونُشرت في الولايات المتحدة مؤخراً، إن التهديدات الإسرائيلية، التي أطلقها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في العامين 2011 و2012، بشن هجوم عسكري منفرد على إيران، أدت إلى تسريع إدارة الرئيس الأميركي حينها، باراك أوباما، الدخول في اتصالات دبلوماسية ومفاوضات سرية مع إيران، كانت محصلتها الأخيرة الاتفاق النووي.

وذكرت صحيفة "هآرتس"، الإثنين، أن معد الدراسة المحاضر في قسم العلاقات الدولية في الجامعة العبرية في القدس دانييل سوبلمان استند في البحث إلى مقابلات مع صناع قرار، بينهم باراك ووزير الدفاع الأميركي في تلك الفترة ليون بانيتا، ورئيس الموساد حينذاك تامير باردو.

واستعرض سوبلمان التهديدات الإسرائيلية بشن هجوم عسكري منفرد ضد إيران، ودفع الولايات المتحدة إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة ضد إيران، وبشكل يخدم مصلحة إسرائيل. لكن سوبلمان لم يتوصل إلى استنتاج قاطع بأن إسرائيل كانت ستشن هجوما عسكرياً منفرداً ضد إيران. رغم ذلك، فإن عدداً من الذين قابلهم أفادوا بأن الاستعدادات الإسرائيلية لهجوم كهذا كانت جدية، وأن الاستخبارات الأميركية راقبت وتابعت التطورات في إسرائيل بهذا الخصوص بشكل واسع، من أجل فهم نواياها.

ووفقا لسوبلمان، فإن نتنياهو وباراك أوجدا في حينه أجواء حرب وشيكة "من أجل تحسين قدرة المساومة" مقابل الأميركيين، الذين تخوفوا من نشوب حرب إقليمية تشكل خطراً على مصالح الولايات المتحدة. وأضاف الباحث أنهما سعيا إلى استصدار التزام أميركي واضح وموثوق بمنع إيران من حيازة قدرات لصنع سلاح نووي.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها