الأربعاء 2018/07/04

آخر تحديث: 09:29 (بيروت)

درعا: مفاوضات الساعات الأخيرة..و"أبو عجيب" في داعل

الأربعاء 2018/07/04
درعا: مفاوضات الساعات الأخيرة..و"أبو عجيب" في داعل
عودة المليشيات الموالية لإيران إلى واجهة الحدث (انترنت)
increase حجم الخط decrease
عقد وفد التفاوض عن الجنوب السوري، الثلاثاء، جلسة تفاوضية جديدة مع ضباط من قاعدة حميميم الروسية استمرت ﻷكثر من 5 ساعات. وبلغ عدد أعضاء وفد المعارضة 12 قيادياً، أغلبهم من العسكريين، بحسب البيان الصادر عن "غرفة العمليات المركزية"، بحسب مراسل "المدن" خالد الزعبي.

وكان الوفد المفاوض الأول يضم 4 قادة عسكريين، ومدنيين اثنين، ما أثار حفيظة الوفد الروسي الذي لم يخفِ رغبته بتحييد المدنيين عن المفاوضات، بسبب تشبثهم بمبادئ الثورة وثوابتها.

واعتبر البعض أن عدم حضور ممثلين عن المدنيين في الجنوب هو محاولة روسية ﻹظهار المعارضين للنظام على أنهم مجموعة من المتمردين الخارجين على القانون، وهذا ما يسهل على النظام ما يدعو له من عمليات "محاسبة" لتشمل كل معارض لنظام حكمه.

"فريق إدارة اﻷزمة" والذي يمثل الجانب المدني في المفاوضات التزم الصمت حيال ما يجري واكتفى ببيان صدر الإثنين، ورفض فيه إملاءات روسيا وشروطها المذلة.

وبحسب مصادر مطلعة فإن الروس لم يقدموا أية تنازلات خلال جلسة المفاوضات الأخيرة، وتمثلت مطالبهم بضرورة تسليم السلاح الثقيل و"تسوية أوضاع" من لا يرغب في اﻹنضمام لـ"الفيلق الخامس/اقتحام" الذي تشرف عليه روسيا بعد منحهم مدة 6أشهر لـ"التسوية". كما طالب الوفد الروسي بأن يتم تسليمه قوائم بأسماء عناصر الجيش الحر ومواقعهم للروس وإعادة قوات النظام إلى ثكناتها العسكرية التي كانت متواجدة فيها قبل آذار 2011، وإعادة مؤسسات النظام للعمل داخل القرى والبلدات التي تسيطر عليها المعارضة ورفع علم النظام على تلك المؤسسات وإعادة كافة الخدمات للمنطقة.

لا جديد في العرض الروسي، ولا ضامن له سوى الروس أنفسهم، الذين تعهدوا بإدخال شرطة عسكرية روسية من الطائفة السنية للمنطقة، باﻹضافة الى شرطة مدنية تتبع لقوات النظام، متعهدين بمنع دخول المليشيات للمنطقة.

وكان وفد المعارضة قد طالب بدخول قوات عربية إلى جانب الشرطة العسكرية الروسية، وهو ما رفضه الروس، كما رفضوا طلب أحد أعضاء وفد المعارضة بترحيل من لا يرغب بـ"التسوية" إلى الشمال السوري، مؤكدين أن الوجهة إلى الشمال ستكون فقط من نصيب "هيئة تحرير الشام".

ومنح الروس وفد المعارضة 24 ساعة لعقد جلسة أخيرة، ﻹعلان الموافقة أو الرفض، من المقرر أن تبدأ الساعة السادسة من مساء اﻷربعاء. ويعني رفض المعارضة للإتفاق عودة الروس ﻹتباع سياسة اﻷرض المحروقة والسيطرة على مناطق المعارضة بالحديد والنار، بحسب تلميح الوفد الروسي.

التعهدات الروسية بمنع قوات النظام من دخول المنطقة باتت أقرب إلى الخيال، خاصة أن البلدات التي قبلت بالمصالحة الروسية دخلتها الشرطة العسكرية الروسية وبقيت فيها لمدة لا تتجاوز الأيام لتدخل من بعدها قوات النظام.

اﻷكثر خطورة من ذلك، هو عودة المليشيات الموالية لإيران إلى واجهة الحدث في الجنوب السوري، فأظهرت صور تداولها ناشطون قائد "لواء أبو الفضل العباس" الملقب بـ"أبو عجيب"، في مدينة داعل، برفقة عناصر وضباط من قوات النظام. وقال ناشطون إن المليشيات الشيعية دخلت المعارك إلى جانب قوات النظام التي تحاول التقدم على جبهة مدينة طفس منذ أيام. وتكبدت المليشيات، الثلاثاء، خسائر تجاوزت 40 قتيلاً، وتدمير دبابة وعربة مدرعة. اﻷمر الذي دفع إسرائيل لشن غارات استهدفت تل مقداد القريب من بلدة محجة، والذي يضم مستودعات أسلحة وصواريخ لتلك المليشيات.

كما ضمت غرفة عمليات النظام في ريف درعا الشرقي عناصر وقيادات من "لواء الباقر" الذي يضم في صفوفه مقاتلين عراقيين.

عودة المليشيات للقتال إلى جانب النظام في الجنوب، بموافقة روسية، تعني إخلال الروس بتعهداتهم للدول الإقليمية. فما الذي سيمنع الجانب الروسي، "الضامن" الوحيد لتعهداته، من اﻹنسحاب من أي إتفاق مع قوات المعارضة في المستقبل؟
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها